رأيمقالات

أحمد الدويري | يكتب: يارب ولد

 

أحمد الدويري
أحمد الدويري

مخطئ جدًا من يعتقد ويوقن أن يرزقه الله بولد وليس بنت هو من ضروريات الحياة، ويظل يكثر في الدعاء من أجل هذا.

قبل الإسلام كان هناك من يسمى وأد البنات كل من يرزقه الله بنت يقوم بدفنها حيًا حتى لا تجلب له العار، حتى جاء الإسلام ونهى عن كل هذا.

ولكن عزيزي القارئ لك أن تتخيل أننا في زمننا هذا وأيامنا هذه نجد من يفترق عن زوجته بسبب عدم إنجابها لولد، وإنجابها لبنت.

حقًا الأمر بات مزعجًا وصعبًا ومعقدًا للغاية، ذكرت في بداية مقالي أن ما حدث أيام الجاهلية جاء الإسلام ليمحيه، ولكن لك أن تتخيل أن هناك البعض يروج على إنجاب البنت مشكلة وكارثة.

لا أدري حقًا بما يفكر الرجل عندما يريد إنجاب ولد، وليس بنت، فكلهم سواسية، هذا رزق الله، وهذه رزق الله.

لابد أن نعي تمامًا ما نفعل وما نتمنى تجنبًا لزوال النعمة، ولو أنك فكرت لثوان ستجد أن هناك من هو محروم من هذه النعمة ويتمنى ولو ظفر طفل من أجل تربيته سواء ولد أم بنت.

أصبح لقب أبو البنات يغضب البعض، بل أصبح الوالد في حيرة من أمره كيف سيربي بناته ويردد الحمل ثقيل والأمر صعب، ونسي أن الذي رزقه سيرزقهم.

معتقدات خاطئة تؤدي دائمًا إلى فشل العلاقات الزوجية في وقتنا الحالي، والعجيب والغريب أن هذا الزمن أصبح أكثر تفتحًا من غيره، أي أن الوالد قادرًا على وزن الأمور بعقله أكثر.

إن من أسباب فشل الأسرة دائمًا اتهام الأب للأم بإنجابها للبنت، فكيف؟ ولماذ؟، وهل أنت مدرك لما تقول؟، هل أنت حقًا لا تعلم أن الله عز وجل يهب لمن يشاء ذكروًا ويهب لمن يشاء إناثًا ويجعل من يشاء عقيمًا.

هل أنت حقًا مسلم؟، حافظًا لكتاب الله عز وجل؟ ، مدرك لما تقول وما تفعل ؟

ارتقي في كلامك دائمًا واعلم أن كل ما يرزقك الله به هو خير غيرك يتمناه ، واعلم أن ابنتك أو ابنك هم زينة الحياة الدنيا، أحسن إلى تربيتهم وارعاهم رعاية حسنة ولا تربي فيهم ما هو خطأ.

ولا تعامل الابن معاملة والبنت معاملة أخرى لمجرد أنها بنت وأنك لم تكن تريدها.

من الممكن عزيزي القارئ أن تستعجب من ما قولته، وتتسائل هل هناك في زمننا ما يفكر في هذه الكارثة؟.

أقول لك وأنا على يقين تمامًا بذلك، أن هناك مشاكل بالفعل تصل للطلاق بسبب إنجاب البنات، والأب لا يدري تمامًا أنه من الممكن أن تدخله ابنته الجنة.

أرجوكم دعونا من كل هذه المهاترات ونحمد الله ونشكره على ما رزقنا به، ويكون همنا في هذه الدنيا هو إسعادهم ورضاهم وتربيتهم على أسس دينا الحنيف الذي لم يفرق بين إنجاب البنات أو الأولاد.

واعلموا تمامًا أنكم إذا رضيتم بما رزقكم الله زادكم وبارك لكم فيهم وأعانكم على تربيتهم ورعايتهم، فتكون مقولة يارب ولد، مقولة خاطئة بكل تأكيد.

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى