مقالات
أحمد حلمى يكتب | الكِبْر آفة الحياة
فقط من أجل الكِبْر لازمته اللعنة الى يوم الدين ، وحولته من المقربين الى الملعونين
لم تسنح له فرصه ثانية بعدها للاستمرار لتصحيح ما افسد بينه و بين الله
و بالرغم من أن سبب لعنة الله لأبليس هو الانسان إلا أنه تحول الموقف و أصبح الفريسة للشيطان هو الإنسان .
ما الكِبْر ؟ ولماذا يتلذذ به بعض البشر عافانا الله ، فالكِبْر وصفه ﷺ وقال (الكِبْر بطر الحق، وغمط الناس) أى أنه حالة تصل بالإنسان من إعجابه بنفسه و أن يرى نفسه أكبر من غيره فيستعظم نفسه و يستحسن دائما ما فيه من الفضائل مع الاستهانة بالناس وإستصغارهم والترفع على من يجب التواضع له .
آفة نفسية داخلية تستقر فى القلب يكون عبارة عن مزيج من الثقة الزائدة فى النفس و الغرور و الأنانية و إحتقار الغير و عدم التواضع والكراهية بسبب أو بدون سبب ، وبالتالى ينتج من كل ما سبق النقمة على من هو أقل و الحقد على من هو أعلى ، إذن هى كلمه واحدة كفيلة بأن تهدم كل شىء جميل والمحصلة هى الخراب .
أتأذى عندما أرى هذه العادة المرفوضة منتشرة فى حياتنا و بدون سبب و تساءلت هل يرجع السبب للمال أم يرجع للمنصب أم يرجع للأصول العائلية أم إلى أسباب أخرى .
أعتقد أن من يتكبر بمقوماته الحياتية سواء كانت مال أو جاه و منصب أو أصوله هو شخص فارغ داخلياً ولا توجد عنده أدنى ثقة فى نفسه و شخصه و كلما زادت مخاوفه من فقدان وضعه زاد كبره ، وللأسف من يساعده على ذلك هم من حوله من البطانة سواء كانت منتفعة من سطوته أم على شاكلته ، كلاهما ألعن من الآخر .
أتمنى أن يعلم كل انسان جيداً أنه خلق من تراب و ينتهى به الحال للتراب ولا مجال للخلود و لا يوجد أفضل من مد يد العون للغير ، ولا تجامل مخطىء لخوفك منه فالنصيحة لها ألف طريقة لتصل بدون أذى .
فى الغرب كل فرد يعلم ما له من حقوق وما عليه من واجبات فتستوى بذلك الحياة ، فلا فضل لأحد على أحد ولا تفضيل لأحد على الآخر ، فكل فرد يعمل من أجل الغير .
نصيحة ، إبتسم فى وجه الغير سواء عرفته أم لم تعرفه ، يقول الرسول ﷺ لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق .
بادر بمساعدة الغير ما أوتيت من قوة أو مال أو منصب ، أتمنى من الله أن يراجع كل منا نفسه فى علاقته بالغير ، فالنفس دوما أمارة بالسوء ولا كمال الا لله وحده .