أحمد حلمي أيوب | يكتب : كونوا جداراً عازلاً
الكل على علم بأن سوء الوضع الاقتصادي لأي دولة يترتب عليه سوءاً فى كل ما يتبعه من أوضاع أخرى كالتعليم أو الصحة أو الزراعة أو الأمن … إلخ
(لكن) فارق كبير جداً بين عرض المشاكل لحلها و بين عرض المشاكل للشماتة أو التشفي في كيان كبير و هو الوطن .
و الوطن ما هو إلا خليط بين المسلم و المسيحي ( الدين )…
الأهلاوي و الزملكاوي (الشباب) …
الإخواني أو السلفي أو السيساوي أو المتمرد (السياسة ) …
غني أو فقير (الحالة الاقتصادية ) …
العاطل أو الموظف( الجهاز الادارى ) …
…… إلخ .
وللأسف فكل ما سبق و زيادة ليس إلا تربة خصبة لزرع الفتن و مثمرة بمنتهى السرعة لحصاد هذه الفتن بشتى أنواعها المجلبة للخراب .
ليس لتدمير طرفيها فحسب … بل لتدمير دولة … بل مجموعة دول بالكامل !
يقول تعالى ( ولا تنازعوا فتفشلوا فتذهب ريحكم ) …
نتفق جميعاً على أنه توجد إخفاقات كثيرة جداً جداً ولكن ما ذنب الوطن ؟
فالوطن ما هو إلا عقيدة و كيان و شرف و عزة … و أي إخفاقات به فهى من أشخاص لا ينتمون إليه مطلقاً سوى إسماً فقط … حتى وإن هتفوا باسمه كل يوم و أقسموا على الحفاظ عليه وكانوا به قاطنون .
رجاءاً … لا تنازعوا باسم الوطن … لا تَتَرَاشَقُوا المهانة و السُباب باسم الوطن … لا تُخَوِِّنُوا بعضكم البعض بإسم الوطن … لا تجعلوا الوطن إضحوكه بإظهار القبيح فيه بقصد إصلاحه وما القبيحُ إلا ممن يَحْيَوُنَ بداخله و هم له ناهبون سارقون محتكرون و مدمرون .
للأسف مع كل عثرة ينقسم أبناء الوطن إلى فريقين و بسرعة الصوت …
فنجد فريق مدافع و مؤيد للحدث وآخر مهاجم و معارض لنفس الحدث !!!
وقد تذوب المشكلة الأصلية و تنتهى لكن يستمر الخلاف و يزيد و ينمو و يثمر قطيعة و ضغينة وكل ماهو هدّام …. وقد يتوقف قليلاً لكنهُ توقف بلا إنتهاء … فمع أول حدث جديد تعود الكْرّه من جديد .
فى كل دول العالم المتقدمة الأجنبية أو العربية و المتمثلة من وجهة نظري فى دولة الإمارات( تحديداً ) بها وافدين و أجانب عشرة أضعاف أبناء أرضها .. إلا أنه يعلم كل فرد دوره بعناية … ولكن بشروط … فلا حديث فى إعلام عن أي مما يجلب الفتن أو الشقاق ليلاً نهاراً تحت مسمى الحرية ! كالسياسة أو الرياضة التى تخرج عن سياق الرياضة لتصبح تصفية للحسابات أو الدين الذى كثرت الأراء فيه على مسألة واحده تم حسمها من مئات السنين على يد أئمة و علماء أجّلاء …إلخ
ولا حديث عن أي عن إنجازات قبل البدء فى تنفيذها ! ولا عن نوايا لمشاريع مستقبلية و التمجيد فيها وفى ما تعود به من نفع وهي اصلاً ليست على أرض الواقع …
أو من ناحية الإخفاقات فلا شماتة فى الوطن ولا فى ما يحدث له … فالكل يعمل فى صمت و بعزم و جهد وفى الإخفاقات يتم تداركها فى صمت و سرعة وعدم مهاجمة الدولة هجوماً عنيفاً يؤذي مكانة الوطن .
لن أطيل عليكم ولكن أود قول أننا كمصريين تحديدا نعشق الكلام عن العمل … وأعتقد أنه لا توجد دولة فى العالم يوجد بها هذا الكم من إعلام القنوات الخاصه و التى تتمتع بالحرية الإعلامية(الهدّامة) أكثر من دولتنا !
مجرد بيزنس لجلب الخراب و الربح المادي الملوث بأحلام و آمال البسطاء … ليست سوى كمن يرقصون على جثث الموتى !!! هى و من يدعمونها سواء بالتمويل أو الإعلان أو العمل بها .
رجاءاً …كونوا جداراً عازلاُ ضد كل ما هو مفسد و فوضوي
عذراً على الهجوم على الإعلام لكن … مصلحة الإستقرار للوطن فوق أي إعتبارات … و دفع الضرر مقدم دائماً على جلب المنافع … ولا منافع تأتي أبداً عن طريق النزاع و الشقاق بين أبناء الأسرة الواحدة … بين أبناء الوطن .