أحمد حلمي | يكتب : الزيف
ذات يوم هاتفنى صديق مقرب وقال لي بالنص « انا بشوف ناس بتربي كلاب وقطط باهتمام مبالغ فيه وبتصرف عليها مبالغ كبيره ومفكرتش في يوم انها تساعد محتاج او فقير.. مش المحتاج والفقير اولي» .
وبالفعل اخبرته بمدى أهمية تطرقه لهذه الظاهره لاسيما وأنها باتت منتشره فقد وجدنا في مجتمعنا العربي أناساً من عشاق الغرب في كل شئ .
يزعمون لأنفسهم الرقة الحانية والإنسانية العالية المبالغ فيها والعطف على كل كائن حي منذ سنوات طويلة ربما تربية الطيور المغرده، وذلك بشكل سطحى لكن الجديد حالياً هو اتجاه البعض لاقتناء كلاب وقطط والقيام برعايتها بشكل فيه الكثير من «التدليل» .
لعل السؤال المهم الذي يتبادر إلى الذهن هو هل أصبحت تربية هذه الكائنات «المدللة » نوعاً من أنواع الترف؟ أم ضرباً من التقليد الأعمى لمجتمعات أخرى وخصوصاً المجتمع الغربي الذي إعتاد على تربية الكلاب بصفة خاصة أم إن ذلك يحدث بفعل رهافة الحس الإنساني؟
بعض الناس في المجتمعات العربية بصفة عامة والمسلمين بصفة خاصة يبالغون في الإهتمام والحفاوة بتلك الحيوانات المدللة ..
بل إن بعضهم يتخذون الكلاب أصدقاء أوفياء وانا اقول « لا حرج في ذلك »، ولكن ان تجلس معهم وتركب معهم السيارات الفاخرة ويقلدونها أطواق الذهب والفضة، ويقدمون لها ما لذ وطاب من الطعام واللحوم، وإذا مرضت بادروا بإحضار الطبيب لتوقيع الكشف عليها..!!!. لذلك اردت التنويه والتنبية من خطر تلك الظاهره والتى يحكى البعض أنها تعبر عن الحضارة الرقي الانسانى بالعطف علي تلك الحيوانات .
إن ذلك «زيف» للرقي وإنعدام حقيقي لكل معانى الانسانية كان الأجدر بهؤلاء المترفين أن يأتمروا بأمر الشريعة الاسلامية ويفهموا جيداً معنى الضمير الانسانى ويبادورا بمد يد العون والمساعدة للفقراء والمساكين، الذين أذلتهم الحاجة ومستهم الضرورة والله ان الأجدر بكل الأموال التى تنفق علي تلك الحيوانات هم الفقراء والذين لم يحظوا بعشر ما قد يحظي به كلب واحد من هذه الكلاب .
أيها المتحدثون في بلدان المسلمين بإسم الانسانية والرفق والرحمه بالحيوان ينبغى أن نشعر بالانسانية تجاه إنسانيتنا اولاً ثم بعد ذلك تفيض علي سائر المخلوقات و جب علينا البحث عن الفقراء ومعاونتهم بالمال ورعايتهم أكثر من أي شئ أخر إن ذلك يشعرنا بالانسانية الحقيقة ونقول لكم في الختام كفاكم «زيفاً» فإن فاقد الشئ لنفسه لا يعطية لغيره .