كلب حراسة وقطعة أرض.. ألغاز غريبة تكشف عنها أسرة ضحايا فيلا الرحاب
بعيدًا عن مدينة الرحاب، والفيلا مسرح الجريمة الغامضة، التي باتت حديث مصر كلها، اتشحت شقة بمدينة الخصوص، في محافظة القليوبية، بالحزن، على مصير أسرة ابنتهم التي راحت ضحية المجزرة، وليكشفوا جانبًا آخر من القضية المحيرة.
الجميع هنا يجلسون في شقة والد الزوجة الضحية، يتمتمون “حسبنا الله ونعم الوكيل”.. لا يعلمون في من يقولون أو على من يدعون، فمازالت خيوط اللغز معقدة.
ألغاز غريبة تكشف عنها أسرة ضحايا فيلا الرحاب
بمنزل الحاج فوزي شومان، في الطابق الثالث، في عمارة مكونة من 4 أدوار بشارع مسجد الشيخ عبدالله في مدينة الخصوص، كان ممددًا على سريره، لا يستطيع التحرك من ألمه، وحزنه، على فلذة كبده، وأحفاده، مرددًا “الله يرحمكم يا حبايبي”.. إلى جواره كانت تجلس الأم وبناتها الثلاثة، وزوج إحدى بناته.
“منهم لله قتلوهم بدم بارد”، هكذا بدأ الحج فوزي حديثه قائلاً “بنتي وزوجها وأبناءها كانت علاقتهم ببعضهم يتحسدوا عليها”، مشيرًا إلى أن كل الشائعات التي أطلقها البعض عليهم من وجود خلافات بينهم غير صحيحة.
فالزوج كان على خُلق، وكان الجميع يتحدث عنهم بكل خير، مضيفًا والدموع تملأ عينيه “هم ماسيتهلوش اللي حصل فيهم ده”.. متسائلًا عن ماهية المجرم الذي ارتكب هذه الجريمة الشنيعة، عن الذنب الذي ارتكبته أسرة ابنته لكي يتم قتلهم بهذه الطريقة.
وتابع الحاج فوزي: “آخر يوم رأيت فيه ابنتي، كان يوم الجمعة الماضي، عندما جاءت لزيارتي هي وأولادها، وجلست معنا أكثر من 3 ساعات.
وكان كل شيء يسير بصورة طبيعية، ولم ألاحظ أي شيء غريب فيها أو في الأولاد، ما يزيد جنوني وحيرتي وتساؤلاتي، كل شيء كان طبيعي جدًا ازاي يحصل كل ده مرة واحدة؟”.
وأضاف “بعد أن انصرافها من منزلها لم أتواصل معها، وكنت أعرف أخبارها من شقيقاتها، وبعدها بفترة أخبرتني ابنتي الكبرى أن شقيقتها لا ترد عليها منذ أيام، ما جعل الشك يدخل إلى قلبي وقلقت عليها، فقررت الذهاب إلى منزلها بمدينة الرحاب للاطمئنان عليها.
وبالفعل توجهت إلى المنزل بصحبة زوجتي، وابنتي الكبرى، وفوجئنا برجال الشرطة يحيطون بالمنزل وأخبروني أنه لا يوجد أحد، فجنُنت، وذهبت بعدها إلى قسم الشرطة، ولم أصل إلى أي معلومة، واتجهت إلى منزلي حتى استقبلت اتصالًا هاتفيًا بالخبر المشؤوم، ومنذ ذلك الحين لم أذق طعم النوم، أفكر فيما حدث”.
والد الضحية يستغيث بالرئيس السيسي
طالب الحاج فوزي الرئيس السيسي بالتدخل لحل لغز القضية، ومحاسبة المتورطين في تلك الجريمة، وإعدامهم في ميدان عام حتى يكونوا عبرة لغيرهم، قائلاً له “اعتبرهم ولادك وأنت أب للمصريين”.
بصوت مبحوح من كثرة البكاء، أكدت الأم الثكلى إنها لا ترغب في أي شيء سوى في القصاص لابنتها، قائلة “أنا عايزة حد يبرّد ناري، بنتي كل يوم تجيلي في المنام تقولي “هاتو حقي أنا وولادي يا أمي”.
بينما قالت “سلوى” الشقيقة الوسطى للمجني عليها، والأفرب إليها بين شقيقاتها، بحسب شهادة أفراد الأسرة “من يوم ماتولدت كانت “وفاء” هي أختي الكبيرة وكانت صاحبتي وحبيبتي، لم نفترق يومًا عن بعضنا إلا بعد الزواج.
وكنت دائمة الاتصال بها والاطمئنان عليها، وحينما كانت في منزل والدي يوم الجمعة، نادتني وأرادت أن تتحدث معي في بعض الأمور، وكانت تريد أن تفضفض لي”.
وتابعت “جلست أنا وهي على انفراد وطلبت مني ألا أخبر أحدًا بما ستخبرني به، وقالت لي أن زوجها يمر بحالة نفسية سيئة منذ عدة أيام، بسبب ضياع ورقة مهمة خاصة بقطعة أرض كان اشتراها، وكان يُخبرها أن تلك الورقة مهمة جداً، ولو ماعرفتش أجيبها كل حاجة ستضيع، وقمت بتهدئتها وأخبرتها أن كل شئ سوف يسير على خير”.
فيما قالت “دعاء” الشقيقة الكبرى للضحية “آخر يوم كنت فيه عند أختي كان يوم السبت قبل الحادث، وكان زوجها عنده ضيوف، ولما سألتها من هؤلاء يا وفاء؟ أجابت بأنها لا تعرف إلا أنهم أصحابه في الشغل، وأوضحت أن شقيقتها كانت تقول لها دائمًا أنها لا تعلم أي شيء عن تفاصيل عمل زوجها.
الفيلا مؤجرة
وتابعت “دعاء” قائلة أن الغريب في الأمر أننا لم نكن نعلم أن فيلا الرحاب كانت مؤجرة، ولسيت تمليك، موضحة أن كل العائلة كانت تظن أنها ملكًا لزوج وفاء، مشيرة إلى أنهم كانوا لا يعلمون أي شيء كذلك عن أنه يملك قطعة أرض في محافظة الغربية، وأنها علمت بوجود مشاكل متعلقة بهذه الأرض، لافتة إلى أن سيارة الزوج كان عليها ديون، موضحة أن شقيتها لم تخبرها بأي شيء من تلك الأمور، ورجحت أن وفاء والأولاد لم يكن لديهم علم بكل هذه الأمور.
وأوضحت “دعاء” أن شقيقتها تزوجت منذ 23 عامًا، مشيرة إلى أنهم كانوا يسكنون في مسطرد بشبرا الخيمة، قبل أن ينتقلوا إلى “الخصوص”، مؤكدة على فكرة عدم علم شقيقتها أي شيء عن عمل زوجها طوال هذه السنوات.
وأشارت “دعاء” إلى آخر مكالمة بينها وبين شقيقتها، يوم وقوع الجريمة الساعة الثالثة، وبعدها اتصلت مرارًا وتكرارًا لكن لم يجب أحد حتى أُغلق الهاتف.
في هذه الأثناء تروي “دعاء” أنها حاولت الاتصال بأبناء شقيقتها، الذين لم يجيبون كذلك، في البداية ظنّت أنهم مشغولون، فطلبت من ابنتها التواصل معهم على الإنترنت، فأجابتها أنهم لا يجيبون، رغم ظهورهم “أونلاين”.
كلب الحراسة
وأوضحت “دعاء” أنها وجميع أفراد الأسرة، كانوا لا يدخلون “الفيلا” بسهولة، خوفًا من الكلب الشرس الذي كان يحرسها، وكان لا يرحب بأي ضيف غريب، حتى نحن لم نكن نجرؤ على تخطي سور الفيلا خوفًا منه، مرجحة أن من دخل “الفيلا” وارتكب الجريمة كان يتردد عليها باستمرار وكان الكلب يعرفه.
وعثرت أجهزة الأمن في منطقة الرحاب قبل أيام على جثث رجل أعمال يدعى “عماد. س.، 56 سنة، وزوجته وفاء. ف. 43 سنة، وأولادهما “محمد” 22 سنة، و”نورهان”، 20 سنة، و”عبدالرحمن”، 18 سنة، بعد يومين من مقتلهم، وانتشار رائحة كريهة في المنطقة، وانتقل فريق من النيابة إلى مكان الواقعة، وبدأت تحقيقات موسعة بشأن الجريمة الغامضة.
المصدر