أسماء هاشم| تكتب: أما آن للروح أن تستعيد فأرواحنا بحاجة للتجديد

أما آن للروح أن تستعيد فأرواحنا بحاجة للتجديد.
نحن جميعاً بحاجة لأن نشعر بربيع قلوبنا ونتخلى عن كل هم يجلب الحزن ويجعل الأرواح باهتة، فينعكس ضيق القلب وعجز النفس على ملامح وجوهنا.
ربما فقدنا الأمل أو حدثت لنا مشكلة جعلت منا أناساً مضجرين لما علينا دائما بالاستسلام؟
نعجز عن إنبات ربيع النفس بعد هذا الخريف الذي لحق بها.
ألم ندرك تغير الفصول حولنا لما لا نتأمل ونتعلم؟
ألم نقل أن التأمل عبادة غائبة عنك؟
إن الروح خلقت من أمر ربها وجملك وجمل قلبك وخلقك من نفسه الطاهرة فلماذا تتخلى دائماً عنها وتتركها في معارك الحياة تتخبط بدون أن ترشدها؟
لتعلم أن الروح جسم نوراني علوي خفيف حيّ لذاته متحرّك ينفذ في الأعضاء ويسري فيها، والروح خلق من أمر الله «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي» الإسراء
تحكم على فشلك وعجزك بدون أن تسعى أو تبادر لأن تزهر ربيع تلك النفس داخلك.
يقول الإمام الغزالي في ذلك:
والزكاة المفروضة ليست ضريبة تؤخذ من الجيوب بل هى أولا غرس لمشاعر الحنان والرأفة وتوطيد لعلاقات التعارف والألفة بين شتى الطبقات.
وقد نص القرآن على الغاية من إخراج الزكاة بقوله: «خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها»، فتنظيف النفس من أدران النقص والتسامي بالمجتمع إلى مستوى أنبل هو الحكمة الأولى.
انظر لشجرة التوت والورود ألم تتساقط أوراقها والجميع لا ينظر إليها لكنها تنبت وتزهر وتخرج الثمر ويشتهي الجميع تناولها أو شم رائحة الورود والنظر لالوانها الزاهية حتى الطيور فرحة بخضار أوراقها وتتراقص بين أغصانها وتسمع بأذنيك زقزقة العصافير وتشعر بحلاوة الحياة .
ترى الفراشات زاهية الألوان تحلق في أجواء تلك الزهور.
تلك هي نفسك حاورها وخذ بيديها تأخذ بيديك.
أخبرها أن تصبح نضرة خضراء حتى يأتي الجميع ليستظل بظلها وتجد الجميع يلقي كل منهم كلمات تسعدك مثل «أحبك في الله»
ستجد نفسك كغيمة بها مطر غزير تهطل على صحراء أحدهم تلقي بكلمات صافية بعيدة عن الحقد والكراهية والإنتقام تتمنى الخير للجميع.
ويقول الإمام ابن القيم إذا أردت أن تعلم ما عندك وعند غيرك من محبة الله فانظر محبة القرآن من قلبك.
فلا تجعل نفسك تتعثر بين الأفكار المتمردة التي تخرب جسر المحبة والتسامح لتجعل نفسك كالصياد الماهر يلقي بشبكة فكره ليصطاد أطيب الأقوال الحكيمة ليجعل دائما لسانه رطباً ولا ينقاد وراء الألفاظ والعبارات الهزيلة.
لتعلم إن من أجل وأعظم العوامل لتجديد الروح هو القرآن ،فالله بعث لنا روح التجديد في النفس من خلاله.
فهو شيخك الراعي واستاذك الداعي، فإذا أقبل العبد بإخلاص فاضت عليه أنوار القرآن وأكرم بتجليات الروح من تزكية وحكمة لنفسه
فقد ثبت في صحيح ابن حبان عن أبي شريح الخزاعي رضي الله عنه قال: «خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أبشروا وأبشروا أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قالوا: نعم، قال: فإن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به، فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبدًا» أخرجه ابن حبان والطبراني
وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجلا جاءه، فقال: أوصني، فقال: «سألتني عما سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبلك، أوصيك بتقوى الله فانه رأس كل شيء، وعليك بالجهاد فإنها رهبانية الاسلام، وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن فانه روحك في السماء وذكرك في الأرض» أخرجه الإمام أحمد
ويقول الإمام الحسن البصري:
تفـقـَّـد الحلاوة في ثلاثة أشياء : في الصلاة والقرآن والذكر، فإن وجدت ذلك فأمضي وأبشر، وإلا فاعلم أن بابك مغلق فعالج فتحه
يجب علينا أن نعود لنفتح باب الخير لننهل زادا يغرس فينا الأمل من جديد.