الإهمال يسيطر على مستشفى منيا القمح والأهالي: خديجة دخلت تولد ماتت هي وابنها
تقرير | سالي سند
تحولت مستشفى منيا القمح المركزي إلى مصائد للموت ومن يفلت من الموت يصاب بعاهة مستديمة أو يدخل في غيبوبة، فالأخطاء الطبية القاتلة لاتتوقف، والإهمال الطبي للمرضي يبدأ من عدم الاهتمام الكافي بالمريض منذ لحظة الكشف عليه داخل العيادات الخارجية بالمستشفي او حتي الاستقبال فلا يعطي له الفرصة للتحدث عن اوجاعه وما يشعر به ويكتفي بالفحص السريع وبالتالي عدم التركيز وكثرة الاخطاء، ففى الآونة الأخيرة ظهرت العديد من حالات الإهمال الطبى التى أودت بحياة المرضى أو تسببت فى إصاباتهم إصابات بالغة.
وإذا نظرنا الي الفساد المتمثل في الإهمال وسوء المعاملة وقلة الضمير والأخطاء الطبية كلها يترتب عليها تدهور الحالات المرضية وقد تصل للوفاة يتكبدها ويتحملها المريض واسرته .
ويعاني الأهالي من التسيب وعدم الإهتمام بالمريض الموجود بمستشفي منيا القمح، فقد شهدت على مدار الأشهر الماضية، وقائع إهمال طبى تسببت فى وفاة سيدة و جنينها أثناء الولادة، وإصابة آخرين بعاهات مستديمة.
تقول إسراء محمد : «مستشفى سيئة جدا ، إبني كان موجود بالحضانة وكانت هناك سيدة داخلة غرفة العمليات تلد قيصري والقطط موجودة بكل مكان» .
وأضاف عمرو الجندي قائلاً: «حسبي الله ونعم الوكيل في كل طبيب يقصر في عمله مستشفى منيا القمح مفيش فيها أي رقابه علي أي حاله تدخل او تخرج منها سواء الي مستشفى الجامعة او إلي أي مستشفى أخرى ، لازم المسئولين يتحركوا كفايه إهمال واستهانه بحياة الناس».
واستكملت زهرة فتحي قائلة : «أنا اتحجزت ثلاثة أيام داخل المستشفي راحة على رجلي خرجت منها فاقدة الوعي نتيجة الإهمال والتشخيص الخطأ بعد علاج عشرة أشهر من الحمى الشوكية» .
وأردفت مني محمد قائلة : «المستشفى العام مفيهاش أي رعاية أو اهتمام من إجهزه أو أطباء أو حتى تمريض لو حد ظروفه صعبة ومش معه فلوس يكشف في عيادة خاصة يموت يعني حرام بجد اللي بيحصل في الناس دا».
وعلى نفس الصعيد لقت سيدة وجنينها مصرعهما داخل غرفة العمليات، واتهمت أسرتها الطبيب النوبتجي بالتقصير والإهمال مما تسبب في وفاتها.
يروي «أحمد السيد» تفاصيل وفاة زوجته «خديجة محمد» 30 عام قائلاً: «وطيت على رجل الدكتور أبوسها ينقذها قالى أنا عارف شغلى واستدعى الأمن» ، وقال أن زوجته اعتادت على الولادة القيصرية فهى وضعت الطفلين «مازن 4 سنوات ومريم 3 سنوات» .
وأدرج، وتوجهت لمستشفى «منيا القمح» ظهر يوم الأربعاء الماضى 5 ديسمبر، وهى بصحة جيدة، وقال الطبيب سيتم حجزها للغد لإجراء القيصرية، بدأت آلام الولادة تزيد حتى الساعة 11 مساء وازداد الشعور بالألم بشكل كبير فذهبنا إلى المستشفي وسألت على الطبيب النوبتجي فقالت إنه الدكتور «أحمد. ع» وموجود فى الاستراحة، فهرعت إلية اطلب منه الكشف عليها، كتب على ورقة على 3 حقن وقالى اشتريهم من الصيدلية وهى هتاخدهم وهتتحسن.
يكمل الزوج : ظلت تصرخ فهرعت الطبيب للكشف عليها رفض النزول معى قام باستدعاء الأمن وقال «أنا عارف شغلى»، بعدها دخلت زوجتى فى نزيف، وحوالى 2.30 فجراً نزل لمتابعة الحالة طلب شراء حقن جديدة و5 أكياس دم هرعنا لجلبهم، وفى الرابعة فجرا طلب منا إحضار 5 أكياس أخرى من بنك الدم بالزقازيق، فتوجهنا لجلبهم، إلا أن زوجتى توفيت بعد الفجر.
وفي سياق الواقعة قال الدكتور هشام شوقى، مسعود وكيل وزارة الصحة بالشرقية، أنه توجه للمستشفى فور تلقيه إخطار بوفاة سيدة شابة إثر انفجار فى الرحم ، حيث تبين من التحقيقات الأولية عدم تواجد الأخصائى والطبيب المقيم ووجود طبيب مقيم آخر غير مقيد بالنوبتجية، وقرر إيقاف 3 أطباء، لمدة ثلاثة أشهر لحين انتهاء التحقيقات، وتحويل واقعة وفاة السيدة أثناء الولادة للنيابة العامة.
هذا وقرر «محمد المراكبى» رئيس نيابة منيا القمح، فى الواقعة المحرر عنها المحضر رقم 2/82 أحوال نقطة شرطة مستشفى منيا القمح، استدعاء طاقم التمريض للإدلاء بأقوالهم واستعجال تقرير الطبى الشرعى لبيان أسباب الوفاة، كما تقرر إخلاء سيبل الطبيب المتهم على ذمة التحقيق.
فهل يكون لتقريرنا مجيب؟ وهل تتحرك وزارة الصحة برئاسة الدكتور هالة زايد؟ أم يتدخل محافظ الشرقية الدكتور ممدوح غراب لوقف المهازل الطبية في مستشفى منيا القمح؟