التعليم في فاقوس شكل تاني.. مدرسة بسقف من قش وجدران من طين
كتبت | رويدا عادل
أطفال تحظى بالنعيم ، والملابس الموحدة ليظهروا بشكل يليق بمستواهم أمام العامة ، كما هو المشهد متكرر في جميع المدارس ، لكن يختلف في المكان ومستوى التدريس ، وكما نعرف المدرسة هي الأساس وبيت الطالب الثاني ، والأمان الكامل من جانب أولياء الأمور ، وهنا نبدأ قصتنا مع طلاب تتلقى العلم بمدرسة يكسوها البوص والقش والأخشاب ، بدلًا من الأسمنت والحديد ، جدران متهالكة على أراضى رخوة ، وكلاب ضالة تستقبلهم عند الذهاب للمدرسة ، وتحيط من كل الجوانب تهدد آرواح الكبار والصغار ، هذه هي حياة طلاب «كفر الزغايبة» بالصالحية القديمة مركز فاقوس .
300 طالب تقريبًا يدرسون تحت سقف يتناثر عليهم قش السقف الذي يحتويهم عند تلقيهم العلم على أوراق الكتب يجعلهم يتنافرون من الأهمال ، ويكرهون التعليم قبل أن كان طموح كل طالب خدمة بلاده بأن يكون «دكتور ،ضابط ، مهندس» فيموت الحلم بالبطئ كـالمرض اللعين ، جعل حياتهم تهدد بخطر الموت كل يوم ، ومع استمرار الإهمال داخل المدرسة ، تبرز أهمية التساؤلات عن كيفية إيقافه أو الحد قبل أن يحصد المزيد .
ومن داخل مدرسة الزهراء الإبتدائية بكفر الزغايبة ترصد عدسة «الشرقية توداي» معاناة الطلاب والأهالي ، بداية المدرسة يقابلك الأشجار الخضراء التى تثر النظر يجعلك تستقبلها بقلب رحب ، ومن داخل المدرسة أشبه بما تكون مكان لحياة الماشية ، جدران من الطوب اللبن ، وشبابيك متهالكة من قدم الزمن ينبعث منها أشعة الشمس التي تعاكس في نظر الطلاب يجعلهم يضعون أيديهم بجانب أعينهم .
قال أحد الأهالي ، غير أن المدرسة مبنة من البوص والقش والمكان غير آدمي ، أرض المدرسة غير حكومية بل إنها منزل مستأجرة من أحد الأهالي ، الدولة قامت بتخصيص مكان لبناء مدرسة من عام 1996 ، فيما تصر الوزارة على نقل الطلاب إلى مدرسة أخرى تبعد عن القرية أكثر من ثلاثة كيلو مترات، مما يعرض حياة الأطفال للخطر وينذر بكارثة جديدة ، ولكن الخوف يتغلب علينا ، خوفًا على أولادنا ، لا يوجد أمان «أولاد الحرام متواجدين في كل مكان لا يسلم الأمر» .
ومن جانبه قال آخر، المدرسة تتبع الإدارة التعليمية بالصالحية الجديد، قامت بإستدعاء أولياء الأمور ، لتوقيعهم على قرار عدم مسؤلية ، إذا وقع السقف عليهم ، على هذا الرغم من انتشار الجهل والخوف دون تردد كان قلم الموت يتسارع في إمضاء القرار وبيع أطفالهم للموت ، خمسين سنة مستأجرين هذه الأرض ، طالبنا من المسؤلين التدخل ، وكان ردهم حاضر هنعمل ولكن حاضر الحكومة بمليون سنة ، نموت قبل تأمين مستقبل أولادنا ، لماذا غير معترف بنا ؟ ، و هل نحن حيوانات في الصحراء لا يبالي لها أحد ؟ ، ومع ضحكة انكسار من الشاب «ولاد الأكابر يتعلموا واحنا نشتغل عندهم» .
موضحًا أثناء هطول الأمطار تتساقط المياه من السقف مما يضطر إدارة المدرسة لصرف التلاميذ قبل إنتهاء اليوم الدراسي ، بالإضافة لضيق الحوش ولا توجد أي أنشطة وهناك دورتين مياه غير آدمية إحداهما للتلاميذ والأخرى للعاملين .
وتم إرسال شكوى لمدير عام هيئة الأبنية التعليمية بالمديرية ، تنص على قرار تخصص مساحة 5 أفدنة بالصالحية القديمة لبناء مدرسة ثانوي صناعي ، وكذلك قرار تنسيق وموافقة بإستقطاع مساحة 16 و ثمانية عشر قيراطًا بما يوازي 2800 متر مربع لإقامة مدرسة تعليم أساسي عليها «بَديِل المدرسة المؤجرة المسماه بمدرسة الزهراء الإبتدائي» .
وأكدت الأهالي ، مخاطبة الأبنية التعليمية أكثر من مرة وذلك لإدراج هذه المدرسة ضمن خطة الدولة إلا إنهم تفاجأوا عام 2013 قيام الأبنية ببناء مدرسة بمنطقة «الخمايرة» تتبع الوحدة المحلية بالصالحية ، بجوار مدرسة «بسيوني عواجة» تبعد عنها 30 متر تقريبًا ، وحيث أن مدرسة الزهراء لم تكتمل بعدد التلاميذ ، ويوجد فصول فارغة وعندما تحدثنا مع المسؤلين في ذلك الوقت أفادو إما أن تقاك المدرسة أو يلغى الإعتماد المالي المخصص لإقامة المدرسة ويعود للدولة ورفضوا توجيه المدرسة لمكان أخر للصالح العام ، إلا أنه بعدها تجاهلت الوزارة كل هذه الاستغاثات .
وقامت هيئة الأبنية بقيادة المهندس «على حسن محمد حسن» رئيس الإدارة المركزية لشئون رئاسة الهيئة بالرد بخصوص الشكاوي المقدمة من قبل الأهالي بإنهم تم عمل معاينة من قِبل اللجنة الإستشارية بالهيئة ، وأوصت بإخلاء المدرسة وذلك القرار تم التوقيع عليه 10 يناير 2018 .
وما بين التجاهل وعدم المسؤلية من قبل المسئولين وبين بكاء ونحيب وقلق أولياء الأمور يبقى الأهمال آفة التعليم بمصر منذ سنوات عديدة مضت بل و المتهم الأول في حوادث مروعة لا يدفع ثمنها إلا الأطفال ، ولم يعد يقتصر الإهمال سواء في الإشراف على الطلبة أو تهالك مرافق المدارس والبنية التحتية لها على المدارس الحكومية أو يرجع الأمر لصمت الأهالي ، أين التربية والتعليم من هذا المنظر الغير آدمي ، والإدارات التعليمية بالشرقية ليس لهذا المكان حق التعليم كباقي القرى .