السجن عام لمتحرش بفتاة.. والمجني عليها: “عملت كدة علشان بنته لما تكبر ماحدّش يتحرش بها”
«السجن عام لمتحرش بفتاة».. هذه نهاية قصة تحرش بفتاة لم تبلغ من العمر سوى 21 عامًا.
«آلاء» واحدة من آلاف يتعرضن لنفس الموقف يوميًا، لكنها قررت الخروج عن المألوف و «جر» المتحرش على القسم الذي كان قريبا من مكان الحادث أثناء سيرها بشارع التحرير بالدقي.
تروي «آلاء» لـ«بوابة الشروق»، ما حدث في الواقعة، فتقول: “بينما كنت أعلق «الهيد فونز» في أذني أثناء سيري بجوار إحدى مكتبات حي الدقي، إذا بشخص يتحرش بها لفظيًا، كان يتوقع منها السكوت «وأهو موقف ويعدي»، إلا أنني خيّبت ظنونه، وعندما شعر بأنني مصممة على اللحاق به فر هاربًا، فظلت ألاحقه جريًا، «لغاية ما وصلت ميدان المساحة»، على حد قولها.
تستكمل آلاء حديثها، وتقول: «الناس كلها اتلمّت وجه ضابط مرور، لأن الكل كان فاكر إنه سرقني والخلاصة طلعنا على القسم».
في حديثها مع «بوابة الشروق» تؤكد آلاء، أنها لم تلقَّ أي عون داخل قسم الدقي، قائلة: «اللي حصل في القسم ضايقني أكتر من اللى حصل في الشارع.. من أول ما دخلت الظابط مش راضي يعمل محضر وطريقة مُستفِزة في الكلام بيقولي -هو عمل إيه يعني- وكلام مُوجهلي من كل اللي في القسم بدءًا من الضابط بتاع المرور اللي جابنا من لحد الـ2 الظباط اللي قاعدين يتلكّعوا وانتهاءً بالأمين اللي بيعملّي المَحضر ومش عايز الكلام اللي اتقالي من المتحرش، والضابط أصر أننا نطلع للمأمور».
وإلى قراء بوابة الشروق، الحديث الذي دار بين الضابط والمجني عليها داخل قسم الشرطة، على حد قولها:
الضابط: هتعملي المحضر وهياخدله يومين حبس وهتتبهدلي وهتركبي عربية الترحيلات .. مش مستاهلة.
المجني عليها: ياريت.. أنا عايزة أركب عربية الترحيلات من زمان .. كان طموحي من وأنا صغيّرة أصلاً.
الضابط التاني: هنعمل محضر وهتروّحي وهو هيروّح..
المجني عليها: لأ .. يعني إيه .. حضراتكو اللي مسئولين.
الضابط الأولاني والتاني: انتي ماتقوليلناش نعمل إيه؟
وبعد فترة ليست بالقصيرة من الانتظار، «لأن الضابط كان بيلعب بتمان على تليفونه –حسب قوله لها»، قامت بسؤاله،«عايزة أخلّص لو سمحت .. الناس بتيجي تمشي أنا مستنيه إيه؟» فرد عليها قائلاً «في هنا دور»، قائلة:« أنا جايه قبل اللي بتكلمهم وكنت حضرك فاضي وبتلعب في تليفونك تقريبًا سوبر ماريو» قالي «لأ بلعب بات مان ..إنتي عندك عقدة من الرجالة؟».
بعدها اتجهت آلاء إلى غرفة المأمور ومعها المتحرش وتحولا إلى النيابة.
تستأنف الفتاة العشرينية حكايتها «خدنا تاكسي للنيابة والحمد لله اُنصفَت هناك، وحد للأسف معرفش لقبه بس دخلتله أول واحد قالي هنجيبلك حقك بالقانون.. ووكيل النيابة كان في قمة الاحترام وقالي بعد ما خلصنا الأقوال إن الناس بتقول عايزين قانون لمنع التحرّش.. بس المشكلة في الناس اللي ما بتبلّغش..وخلاني أقرأ «مادة 306 مكرر (أ): يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تجاوز سنتين وبغرامة لا تقل عن خمسمائة جنيه ولا تزيد على ألفي جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعرض لشخص بالقول أو بالفعل على وجه يخدش حياءه في طريق عام أو مكان مطروق».
أعربت آلاء عن فرحتها، بعدما طمأنها وكيل النيابة الذي أكد لها على عودة حقها، وقالت «نزلت من النيابة وحاسّة بنصر .. ووجع على بنت الراجل ده اللي عنده 43 سنة.. بس لو ده حقي لوحدي كنت اتنازلت عنه .. ده حق مُجتمع كامل لو مانضفش خلاص لازم يتنسف»، على حد وصفها.
وتواصل آلاء حديثها: «ما كنتش أعرف الحكم لسّه، عرفت من أخته اللي لما رجعت البيت من شويّة لقيتها مستنياني من 3 ساعات.. وساعتها عرفت أن اتحكم على والده اللي عنده 73 سنة ومصاب بالشلل إنه يكون مُهدد بالموت.. واتحكم على بنته حبيبة اللي عندها 6 أو 7 سنين إنها تعيش مكسوفة من كونه أبوها طول عُمرها».
وأضافت، أن «المتحرش نفسه ماحَسش بأي مسؤولية ناحية كل دول وأكيد أنا مش أول واحدة يتحرش بها.. المنظومة مُختلة لأقصى درجة».
واختتمت حديثها مع بوابة الشروق، قائلة: «انا عملت كدة علشان بنته لما تكبر ماحدّش ينتهكها زي ما احنا بنُنتَهَك كل يوم وبنتعامل كسلعة جنسية مش أكتر، بحبِك يا حبيبة والله من غير ما أشوفك..اتمنى لك لمّا تكبري تلاقي واقع أفضل من اللي انا فيه دلوقتي..أنا آسفة هتعرفي لما تكبري اني عملت ده علشانك مش علشان ده حقي لوحدي» .
المصدر