بشار في عيد ميلاده: الضربة تقترب والربيع مستمر
عندما احتفل الرئيس السوري بشار الأسد الأربعاء بعيد ميلاده الثامن والأربعين، كان العالم يتابع أخبار الحشد الأمريكي المحتمل على بلاده، ويحتفيي أيضا بذكرى هجمات الحادي عشر، التي هزت أمريكا قبل اثني عشر عاما.
ابتعد قليلا شبح الضربة العسكرية التي كانت الولايات المتحدة وفرنسا تنوي توجيهها إلى نظامه، إثر اتهامه بتنفيذ هجوم كيميائي في ريف دمشق، لكن الخطر مازال قائما.
غابت عن عيد ميلاد الرئيس السوري، بشار الأسد، أي أجواء احتفالية، لم يكن عيد ميلاده الثامن والأربعون إلا ظرفا سياسيا دفع المؤيدين للخروج في مسيرات مؤيدة له في شوارع دمشق بالسيارات مرددين هتافات «بالروح بالدم نفديك يا بشار».
خرجت المسيرات من ساحة الأمويين، منطقة المزة، شارع الثورة، الشارع الرئيسي الواصل بين السوق المركزي بدمشق وساحة الأمويين.
كان من الصعب تحديد أعداد المشاركين في المسيرات لخروج معظمهم في سيارات، إلا أن أعداد السيارات تفاوتت بين العشرات في بعض المسيرات منها مسيرة المزة، والمئات في مسيرات ساحة الأمويين وشارع الثورة.
واحتفاء بعيد ميلاد “قائد الأمة العربية والزعيم العربي الوحيد”، كما تطلق عليه إحدى صفحات المعجبين على موقع فيس بوك، شهدت أيضا اللاذقية وطرطوس خروج بعض المسيرات التي ضمت العشرات من السيارات، ولم تستمر المسيرات لفترة طويلة، حيث لم تستمر أي مسيرة على مستوى سوريا لما يزيد عن الساعة.
فيما غابت المسيرات المعارضة لبشار عن هذا اليوم، حيث أن أغلب المناطق التي يتركز بها المعارضون، أصبحت مناطق تجري بها عمليات عسكرية وغير آمنة لخروج مسيرات.
الرجل الذي تخرج من جامعة دمشق طببيبا للعيون، وواصل دراسته في جامعة لندن، قبل أن يعود إلى الوطن عام 1994، أي قبل توليه الحكم خلفا لوالده بست سنوات. مجلس الشعب السوري اضطر لتعديل مادة الدستور الخاصة بعمر الرئيس، وخفضها من أربعين إلى 34 عاما، ليتولى بشار كأول رئيس يخلف والده في قيادة جمهورية عربية.
الرئيس الشاب وقتها، تسلم تركة من الفساد والبيروقراطية من والده الذي حكم سوريا بحزب البعث، منذ انقلابه العسكري عام 1971. وظهر في البداية حاكما منفتحا وإصلاحيا، قبل أن يدخل في نفق صراعات إقليمية بسبب علاقاته مع إيران وحزب الله، واتهام نظامه بالتورط في عمليات عنف واغتيال، كان أشهرها استهداف رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، في بيروت عام 2005.
عبر بشار الأسد مواقف بالغة الصعوبة، حتى بدأت انتفاضة شعبه ضده الثلاثاء 15 مارس عام 2011. من يومها تعيش سوريا الموجة الأطول والأكثر صعوبة من موجات الربيع العربي، التي ارتفعت وانحسرت في أكثر من بلد، لكنها مستمرة في سوريا.
يفتتح بشار عامه التاسع والأربعين في موقف أكثر صعوبة من بداية الربيع الشامي، واللعب على التوازنات الإقليمية لن يحميه من الحشد الأمريكي المحتمل طويلا، وبتعبير الدبلوماسي الهولندي نيكولاوس فان دام، مؤلف كتاب “المعركة من أجل الحكم في سوريا”، بات الأسد اليوم “قائدًا أكثر من ذي قبل، رغم كونه غير قادر على التحرك من دون مساندة الجهازين العسكري والأمني”.
المصدر