منوعات

«رضوى محمد».. بنت مصرية ضابطا بالشرطة الأمريكية

رضوي محمد (2)

منذ سالف العصور وعلى جدران المعابد الفرعونية ترى صورة المرأة المصرية رائدة وقائدة، وربما تتغير القيم المجتمعية مع مرور السنوات إلا أن الطموح والنجاح وكسر حاجز المستحيل هم السبيل لتحقيق ذاتها.

قليلا ما تقابل في حياتك شخصيات ممزوجة تبحث عن ما هو أفضل من المتاح، ”ضابط بقوات الشرطة الأمريكية.. خفة دم المصريين.. قواما ممشوقا.. مواليد العباسية.. بطلة في رفع الأثقال.. واحدة من جميلات العرب”.

رضوي محمد (4)

إنها المصرية ”رضوى محمد” ذات الـ 25 عاما، التي ولدت في منطقة العباسية وعاشت بها حتى اتمام دراستها الجامعية، ونقبت عن فرصتها حتى سلكت طريقها للوصول إلى الخطوة الأولى من حلمها وأصبحت أحد ضباط الشرطة الأمريكية.

رضوي محمد (3)

انتقلت رضوى إلى نيويورك عام 2009 مع والدها وشقيقتيها، بعد دراستها تكنولوجيا الأعمال في الجامعة الكندية بالقاهرة، وتدرس حاليا نظم حاسبات ومعلومات في مجال الجرائم الجنائية والإدارة العامة في نيويورك حتى تتأهل للعمل بالمباحث الفيدرالية.

رضوى لها هوايات تمارسها بشكل يومي ”رفع الأثقال، والملاكمة، وسباق السيارات”، كما كانت إحدى المشاركات في مسابقة ملكة جمال العرب التي أقيمت في أمريكا مؤخرًا.

الرحلة لأمريكا

كان لدى الفتاة العشرينية إصرار وعزيمة على تكبّد الصعاب، رضوى تقول ”اختلاف المجتمع كان مشكلة في بادئ الأمر، وأخذت وقتا طويلا حتى أتكيف مع نظام البلد، خاصة أن القانون هنا صعب ويعاقب الناس على أي شيء غلط ممكن أن يحدث”.

حصلت على الجنسية الأمريكية بعد أن قضت 5 سنوات في أمريكا، تقول رضوى لـمصراوي ”كنت أفكر في أهداف كثيرة لم أستطع تحقيقها في مصر، مثل انضمامي للمباحث الفيدرالية، والمشاركة في مسابقة كمال أجسام وهذا ما أستعد له قريبا، والحصول على شهادة نظم الحاسبات والمعلومات في الجرائم الجنائية التي لا يتم تدريسها في مصر”.

”احترام آدمية الإنسان، وجودة التعليم، والاهتمام بالصحة، والقانون الذي يشمل كل كبيرة وصغيرة ويطبق بعدالة”.. قالت رضوى أن هذه أسباب تمسكها بالحياة في أمريكا لأنها لم تجد ذلك في مصر.

تحقيق الحلم

دافع رضوى للعمل في جهاز الشرطة الأمريكية خدمة المجتمع الذي أصبحت جزءً منه وإنقاذ حياة الأبرياء، وحبها للإثارة في العمل، ”كل يوم يمر مختلف عن ما يمضي” قالت رضوى.

تؤكد رضوى أنه حال توافر فرص عمل للمرأة المصرية في الشرطة غير الوظائف المكتبية، ستترك عملها في أمريكا ”سأترك أي شئ في أمريكا وأنزل مصر من بكرا، لأن ذلك يمثل لي شرفا كبيرا أن أحمي بلدي” قالت رضوى.

تقول رضوى ”الشرطة المصرية والأمريكية يتدربان على احترام الإنسان حتى إن كان مجرما، وجعل المجتمع مكانا آمنا، لكن الاختلاف بين البلدين يكون في بعض النقاط، بمعنى أنه في أمريكا لا يوجد معايير محددة لطول الشخص حتى يلتحق بالشرطة، أهم شيء أن يكون لائقا ولديه صحة جيدة، كما أن مرحلة الاختبار النفسي هنا تكون صعبة جدا وليس أي شخص يستطيع تجاوزها، وكل فرد في الشرطة لابد أن يكون له شريك يعتبر ”ظله” حتى يستطيعا حماية بعضهما، كل شرطي لديه لاسلكي متصل بالدولة كلها، فالطبيعية التكنولوجية المتطورة تلعب دورا هاما جدا لدى جهاز الشرطة الأمريكي”.

المرأة المصرية والمرأة الأمريكية

ترى رضوى أن مصر متأخرة 50 عاما عن أمريكا بالنسبة لحقوق المرأة، كما أن المرأة المصرية مفتقدة الحرية، مثلا النسبة الأكبر من البنات المصريات لا يستطعن العيش بمفردهن حتى إن كن لديهن العمل وينفقن على أنفسن، تضيف ”لازم تنتظر حتى الزواج وبعد ذلك ممكن تحصل على حريات أكثر أو ربما قيود أكثر، لكنها تظل ليس لديها الحرية الكاملة ومنهم من يتركوا وظائفهن بعد الزواج، وهذا يؤثر على ثقتها بنفسها، لذلك عمرها ما بتكون حرة حتى تستطيع اكتشاف هويتها وما هي رسالتها”.

تضيف ”أعتقد أن الرجل والمرأة مختلفين لكن متساويين وهذا أهم شئ لازم نقتنع بيه في مصر، لأن المرأة ليها دور مهم جدا، ومن أهم أسباب نجاح أمريكا أن المرأة تمثل 57 % من القوى العاملة و70% منهن لديهن أطفال (…) أتمنى أن أرى المرأة في مصر مثل أمريكا تستطيع دخول الجيش والشرطة صف أول، وتصبح قاضيا، وتحصل على جميع حقوقها مثل الرجل”.

طريق النجاح

التعليم والإصرار وأخلاقيات العمل الجيدة، والتفكير العقلي الإيجابي هم طريق النجاح بالنسبة لرضوى، كما أنها ترى أن كل بلد لديه العقول اللامعة، ”سبب تطور أمريكا أن المجتمع الحر هنا يسمح للأشخاص تعبر عن رأيها وأفكارها ومتابعة ذلك بطرق لم يتسطيعوا تنفيذها في أي بلد عربي، غير أن الغرب لديه نظام ديموقراطي ناجح أكتر من 220 سنة” قالت رضوى.

رضوى قدمت نصيحة للمرأة المصرية، قائلة ”معظم النساء في مصر اتعلموا إن مكانهم في البيت، ولو اشتغلوا عمرهم ما هيبقوا زي الرجالة، والشئ المحزن إن معظمهم يصدق أن طبيعي الرجل يكون أفضل من المرأة في كل شئ وأن لا يجوز أن تتولى المرأة منصب قاضي لأنها عاطفية وتتخذ القرارات بمشاعرها، كل هذه أفكار خاطئة من المجتمع، لو أرادت المرأة المصرية تحسين وضعها لابد من تغيير كل هذه الأفكار، وأقول للبنت المصرية إن كل إنسان له رسالة لو أنتي مش واثقة في نفسك إنك تقدري تعملي حاجة عمرك ماهتقدري توصلي رسالتك، ومع ذلك هناك أمثلة ناجحة كتير للمرأة المصرية”.

 

رضوي محمد (1)

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى