سوزان بشرى | تكتب: إبنك ملحد أو إرهابي !!
إن اسلوب التربية التي يعتمدها مجتمعنا تعتمد في مجملها علي الطاعة ، الطاعة العمياء التي تفتقر ﻹعمال العقل بأي شكل من اﻷشكال فمنذ الطفولة نربى أبنائنا علي أن كمال اﻷخلاق وزينتها هي الطاعة ، وكذلك في المؤسسات التعليمية والدينية وحتي في سوق العمل ، ومن هنا أصبح غالبية أفراد المجتمع فاقد لثقافة التعبير بكلمه لا او ﻹبداء الرأي بشكل صحيح أو التعبير بشكل حقيقي عما يدور في عقولهم من تساؤلات وإستفسارات وأيضا من رغبات.
إن هذه التربية في مجملها تخلق لنا أجيالا مشوهة غير قادره علي إعمال العقل بشكل صحيح متوازن وﻷننا بطبيعة الحال نخلق بصفات شخصية مختلفة فإن هذا اﻷسلوب من التربية يقع تأثيره علي الاشخاص بأشكال مختلفة ولكن من أكثر اﻷشكال وضوحا وخطوره علي المجتمع هما ، إما التطرف ومحاولة إخراج كبت سنوات في صورة إرهابية متطرفة مغلفة أيضًا بغلاف الطاعة العمياء التي ارتوي منها سنوات عمره ولكن في اعماقها هي اعلان عن هوية سادية تحاول ان تفتك بكل ماهو معارض معها ولا يعلن عن انصياعه وطاعته له كما يفعل هو ، اما الشكل الاخر فهو الرفض التام لكل مايصف بالمسلمات حتي الفطري منها دون محاوله ايضا منه ﻹعمال العقل ولكنه في حقيقه الامر يمارس نفس اسلوب الطاعه العمياء ولكنها طاعه عمياء لرغبته في إعلان العصيان حتي علي اكثر الامور المسلم بها فطريا رغبه منه ايضا في ان يجد ذاته الحرة !
في الحقيقة أنا هنا لا ادرج كل المتطرفين او الملحدين ضمن هذه الحالات فلبعضهم اسبابه ومبرراته الاخري ولكني هنا اقصد تحديدًا الغالبية التي تنجرف لكلا الحالتين دون وعي بأن مايحركها هنا او هناك ماهو الا تفريغًا لكبت سنوات عده كان لا يستطيع فيها ان يجد ذاته الحرة المفكرة المعبرة بشكل سوي فتطرف او ألحد ليجد له مكانا يستطيع ان يظهر فيه ذاته المكبوته حتي وإن كان بشكل متطرف صادم رافض .
من هنا نقف علي حقيقة لا جدال فيها أنه قد حان وقت ان نعطي المساحة الكافية لابنائنا منذ نعومة اظافرهم ليتدربوا علي أهمية إعمال العقل وان الطاعة الحقيقية هي الطاعة التي تأتي بإقتناع تام وايمان تام بأن ما افعله هو حقًا ما اريد وإلا فليكن النقاش والحوار هو الوسيلة لنصل بها الي حلول ترضي الجميع فلنتعلم حتى نعلم أبنائنا متى وكيف نعترض والا ننساق أبدًا وراء أحدًا وان التعلم الحقيقي لا يأتي بلا أسئلة ومحاولات وتجارب حول الحياة وأن رفض اﻹنصياع شيمة النبلاء وأن كلمة لا قد أوهبنا الله أياها لاننا أحرارًا .