أفنت السيدة سعدية عمرها في تربية أولادها وإعطائهم حقوقهم كامة حتى وصلت إلى تقسيم ميراثها بينهم وهي على قيد الحياة، رغبة منها في أن ينعموا بحياة هانئة ومنعهم من التعرض للمعاناة من ظروف الحياة الصعبة بعد رحيل الأب.
ولكنها قوبلت بالقساوة والجحود التام، حتى طردوها من منزلها بعزبة “الأهالي” بمركز القناطر الخيرية، في محافظة القليوبية.
وتلقت إحدى دور الرعاية الخاصة بمحافظة الجيزة بلاغًا من أهالي العزبة بمركز القناطر الخيرية، لمحاولة إغاثة المسنة من النوم في الشوارع وسط البرد القارس، بعدما جرى طردها من أولادها، بعد رفضهم لعيشها مع أحد منهم.
وقال أحد المسؤولين بالدار “الست سعدية عاشت طول عمرها تراعي عيالها وبعد وفاة زوجها بسنين، قررت تبيع البيت بتاعها وتقسم المبلغ على عيالها وكل واحد ياخد حقه، عشان محدش يتظلم بعد مماتها، وبدل ما ولادها يراعوها ويراعوا صحتها، رموها في الشارع بعد ما كل واحد خد فلوسه”.
بعد طرد السيدة السبعينية من قبل أولادها، استغاث الجيران والأهالي بدار الرعاية المختص، لمحاولة إنقاذ “سعدية” بعدما أصبحت مقيمة بالشارع، “الجيران استغاثوا بينا عشان نروح نلحقها ونحاول نقدملها مساعدات ونشوفلها مأوى، لأنها كانت بتنام في الشارع، وبعد ما روحنا ليها عشان نفحص حالتها، حاولنا كذا مرة نتواصل مع حد من أولادها لمحاولة إقناعهم إنهم يستلموها، لكن الصدمة إن ابنها الكبير قفل تليفونه، وبنتها قالت اتواصلوا مع أخويا هو المسؤول عنها، ورفضت تتكلم عنها، واتصلنا بيها تاني أكتر من مرة لكنها رفضت الرد علينا والست مقيمة في رعايتنا لحد دلوقتي”.