عادل عصمت | يكتب : قراءة نقدية لتاريخ مصر الحديث
-عندما حكمنا الكردي السني صلاح الدين الأيوبي الذي انتصر علي الصليبيين نتيجة موت عمه أسد الدين شيركوه في ١١٦٩ لم نقل لأولادنا إنه كان طائفيًا مقيتًا اضطهد المصريين الشيعة وقتلهم واجلسنا وزيرة بهاء الدين قرقوش (الذي كان عبادًا أبيض خصي) علي الخازوق وعذبنا عذاباً لم يحدث لنا عبر ٢٦ احتلال المصريون حتي يومنا هذا يقولون علي أي استبداد قبيح ( هو حكم قراقوش ) .
– وعندما أخرجت إنجلترا فرنسا من مصر
فتصورنا اننا نحن من اخرجها عام ١٨٠١ !
-واخرجت فرنسا إنجلترا من مصر عام ١٨٠٣، فتصورنا أننا من طرد الإنجليز .
– محمد كريم، كان رجل المحتل.
المملوكي وعينه المماليك حاكمًا علي الإسكندرية وعندما قدم الفرنساويين لإحتلال مصر قاومهم ببسالة و استنجد الرجل بأسياده بمراد بك وإبراهيم بك حكام مصر في ذاك الحين وإغاثة مراد بك، السؤال : إحنا بقي عملينه بطل المقاومة الشعبية ورمزها ليه الرجل قاوم محتل (الفرنساويين) لصالح محتل ( المماليك ) ؟
-وعندما إستأجر المحتل العثماني الأقدم لمصر البلطجية والشوارعية لقتل جنود المحتل الفرنسي الجديد والأحدث وقتل المسيحيين المصريين معه قلنا لأبنائنا ثورة القاهرة الأولي وثورة القاهرة الثانية ؟! طيب محدش سأل نفسه إذا كان المصريين ثاروا ضد الفرنسييين صحيح، لماذا لم يثورا ضد العثمانيين والمماليك المحتلين الأصليين لمصر وقتها ؟
-ولما الطالب الشامي سليمان
الحلبي يأجره المحتل الأقدم العثماني ( ويعترف بهذا في محاكمته ) عشان يقتل قائد المحتلين الجدد الفرنسيين ( كليبر ) يبقي بطل ليه وندرسه لأولادنا علي أنه بطل ليه؟ !
– وهزم الجنود الأتراك بقيادة علي بك السلانكي إنجلترا في ( حملة فريزر ) في مدينة رشيد وبقيادة طبوز أغلو في الحماد ١٨٠٧ فتصورنا نحن أننا من أخرج .
الإنجليز من بلدنا !
-وألغى محمد علي نظام الإلتزام ورحم المصريين من الملتزمين والمباشرين والضرب بالكرباج لجمع الضرائب منه والسخرة في الوسايا وفرض ضرايب علي الوسايا وصادرهما بعد موت الملتزم ودخل في شراكة مباشرة مع الفلاح المصري ومنع الوسطاء واستطاع أن يدخل خزانة الدولة والملايين ويرسل البعثات ويستقدم الخبراء الأجانب ويبني الجيش والأسطول والدولة الحديثة فقلنا ( وتحول محمد إلى المحتكر الوحيد وأسس نظام الاحتكار) وإدانة الجبرتي بشدة ودرسنا ذلك لأولادنا ولم نخبرهم أن الجبرتي كان ملتزمًا ويمتلك وسيه أيضًا .
وعندما تكلم الجبرتي عن روعة الإحتلال الفرنسي وجمالة في كتابة الأول (عجائب الآثار) محدش قال لولادنا أن مينو المحتل الفرنسي كان مختارة عضواً بالديوان الوطني وأن الراجل كان طاير ومبسوط أن المحتل اختاره ورجع في كلامه وشتم الفرنسيين ولعنهم بعد مامشيوا وراح ينفي عن نفسه أي علاقة بهم أو تقرب منهم أو تعاون معهم وراح يتملق في أصحاب السلطة العثمانية العائدة بعد غياب فأمر السلطان العثماني بطباعه كتابه الثاني (مذهب التقديس بغياب دولة الفرنسيس ) الذي غير فيه رأيه وتوزيعه في ربوع السلطنة .
– وعندما تسبب عرابي بقلة تعليمه وقلة إدراكه وتعجله وتهوره مستغلاً معرفة الخديوي له ومستغلاً تقربه من السلطة وهو ماحوله إلى قائد وممثل فئوي للمفصولين وقتها من الجيش حيث كانت الخطيئة الكبرى تحويل عرابي من (مجرد زعيم فئوي ) إلى ( زعيم سياسي ) وتوجيه واستخدام البارودي كمثقف انتهازي له وهو ما تسبب في إحتلالنا مده ٧٢ عامًا من بريطانيا جعلناه زعيمًا وطنيًا كبيرًا ولم نصارح أبنائنا أن الرجل جاهل ولم يتعلم وتسبب في كارثة كبري للبلاد بهوجته وقلة إدراكه .
وعندما ظل يراهق الشاب مصطفي كامل ويعتمد في تخليص مصر من الإنجليز علي الأمة الفرنسية العظيمة وعندما ظل يبث سموم الطائفية في مصر ويطالب بالجامعة الإسلامية والخلافة الإسلامية تملقًا للسلطان العثماني وورثت دعوته جماعه الإخوان ومؤسسها والذين أفسدوا حركتنا الوطنية وأخروا بلادنا وسهرول علي هدمها وتقويضها وعملوا ضدها مع المستعمر ومع الملك ومع الرئيس جمال عبد الناصر في بداية حكمه، كذبنا علي أولادنا ونفخنا في الرجل بشدة وضخمنا دوره .
وعندما أدعينا أن الملك فاروق قد تورط في شراء أسلحة فاسدة لمصر عام ٤٨ وإنها كانت تقتل المصريين بدلاً من الأعداء وجعلناها سببًا مباشرًا ومبررًا لقيام حركة الضباط الأحرار كان ذلك افتراءًا علي الملك ومحاولة لتشويهه وإيجاء المبرر لحركة تنظيم الضباط الأحرار .
– وعندما عقد الرئيس جمال عبد الناصر اتفاقية الجلاء مع بريطانيا لم يذكر أحداً أن الجلاء هنا كان مقصودًا به فقط (جلاء القاعدة ) العسكرية البريطانية التي تم الإتفاق علي وجودها مدة ٢٠ عامًا لحماية مصر من خطر الإحتلال الإيطالي لها بموافقة الأمة المصرية وبرلمانها في العام ٣٦ ١٩ نظرًا لعدم وجود جيش لمصر لمده ٥٤ عامًا كاملة منذ احتلال إنجلترا لمصر في العام ١٨٢٢ وقرار الخديوي توفيق بتسريح ما تبقي من الجيش المصري ١٢ ألف جندي بعد تحديده بـ ١٨ ألف جندي فقط في معاهدة لندن عام ١٨٤٠ بعد أن فاق عدده ٢٧٦ ألف في القوات البرية والبحرية المصرية أبان حرب الشام الثانية عام ١٨٣٩ .
– كذلك لم نخبر أولادنا أن جولة مفاوضات ٥٤ التي قام بها الرئيس جمال كانت بعد قرار الرئيس محمد نجيب فصل السودان عن مصر عام ٥٣ وأنها كانت الجولة رقم ١٤ وأن مصر حصلت علي استقلالها المشروط عام ٢٢ ١٩كما حصلت علي استقلالها الكامل نتيجة الجولة رقم ١١ أو ماعرف بمعاهدة الصداقة في العام ١٩٣٦ وأن جولات المفاوضات التالية رقم ١٢ و١٣ و١٤ كانت لجلاء القاعدة مش لتحرير مصر .
– وعندما قرر الرئيس جمال عبد الناصر وادعي تأميم القناة لم نخبر اولادنا أننا دفعنا لأصحاب الأسهم كل ما أرادوا من تعويضات وبالسعر الذي حددوه ولم نؤمم كما ادعى البطل المتهور المغوار، وأن القناة (وقف حالها) ولم تدخل لنا مليمًا واحداً طوال سنوات حكمه وأن مصر تكلفت مبالغ باهظة لإزالة آثار عدوان القوي العظمى إنجلترا وفرنسا ومعها إسرائيل وأنهم لم يغادروا مصر إلا بعد اشتراطهم فتح الممرات لإسرائيل ووضع قوات دولية علي الحدود وأن المضايق ظلت مفتوحة سراً لإسرائيل طوال 11 عامًا ثم أغلقها فاجأة عام ٦٧ وطرد القوات الدولية التي جاءت نتيجة تصرفاته وقراره في ٥٦ .
فحدث العدوان الإسرائيلي علينا لأن إسرائيل اعتبرت ذلك بمثابة إعلان حالة حرب عليها إذاً كان اعتداء ٥٦ بسبب قرارته واعتداء ٦٧ بسبب قراراته واحتلت سيناء ودخلنا حرب الإستنزاف و٧٣ لتحرير سيناء ونكذب ونكذب ونقول لأبنائنا أننا حاربنا ٤ حروب من أجل فلسطين .