عبدالغني الحايس| يكتب : الرأي الآخر
لاشك فى زيادة مساحة الحرية فى التعبير عن الرأى بعد نجاح ثورة يناير وبعد الإطاحة بمبارك ولنا أن نضيف زيادة مساحة الفوضى أيضًا فى ذلك التعبير حيث لا يتم عبر مؤسسات حزبية وخلافة إنما ظهر كثيرون يتكلمون بصفتهم الشخصية ويتكلمون باسم الشعب كلة ووسط حالة فوضى إعلامية عارمة واستخدام منصات التواصل الاجتماعي فى التعبير أيضًا حتى تخيل البعض أن تلك المنصات هى التى تدير البلاد وتعبر عن رأي العباد .
وأخذ يستلهم المتحدثون فى الفضائيات من تلك المنصات كلماتهم وآرائهم وأعتبروها مؤشر حقيقي للتعبير عن وجهة نظرهم هم غافلين عن وجة النظر الأخرى المخالفة لهم ويعبرون عنهم بالقلة أو الطرف الأخر وهكذا كان حال نقيضهم .
وسارت البلاد يحكمها تلك الفوضى ووسط حالة من الإستقطاب كلا يستخدم ما تيسر له من منابر فى المساجد والكنائس والقنوات والصحف والمواقع الإلكترونية والأحزاب والحركات الثورية الوهمية ولا غطاء شعبي يقف ورائهم إنما يتحدثون بلسان الشعب ويرددون الشعب يريد
توقف الجميع عن العمل وتفرغوا للحديث والثرثرة ولم تتحول تلك الماكينات المثرثرة الى آداة فعالة لتغيير الواقع الأليم والمرير بعد ثورة يناير.
إذن لماذا قمنا بالثورة أليس من أجل التغيير أم للشجب والإدانة والإعتراض على من تسلموا زمام الأمور .
لقد غابت الرؤية وسط تلك الفوضى ولم يحاول عاقل أن يعرف حقيقة الوضع حتى يضع الروشتة المناسبة للعلاج ولكنه اكتفى بالأماني وسهل جداً أن يقول المواطن نحن نريد ولكن نسي أن تلك الإرادة تحتاج الى عمل وجهد ولن يتحقق شىء بالكلام وهذا ما حدث قالوا نحن نريد ووقفوا منظرين أن تتحقق إرادتهم وأمانيهم وهم وسط انقسام واستقطاب وخلاف وتعنت وعنصرية وتفتيت فكيف ذلك .
نعم الشعب يريد أن تتحق شعار ثورتة التى راح ضحيتها المئات من الأرواح ونذف فى سبيلها الدماء .
نعم الشعب يريد حياة كريمة وعدالة اجتماعية حقيقية وكرامة إنسانية .
نعم نحتاج تعليم جيد وان تكون هناك أولوية قصوى للتعليم فهو سر تقدم الأمم .
نعم الشعب يريد حياة كريمة ومسكن لائق بحترم آدميته ودخل محترم يواجة بة أعباء الحياة ومتطلباتها .
نعم الشعب يريد تأمين صحى شامل وأن تتحسن منظومة الصحة وأن تهتم الدولة بكل المواطنيين الغير قادرين وتوفر لهم القدرة على العلاج فهذا واجب الدولة تجاة مواطنيها وأن يكون هناك رعاية اجتماعية حقيقية فيها تكافل وتحقق كرامة المواطن وأن يتم تقليل البطالة واستثمار قوتنا البشرية من الشباب وأن يتم الاعتماد عليهم فى إدارة الوطن وكل مؤسساته وتاهيلهم لتلك القيادة .
نعم نحلم كمواطنيين بالعيش فى رفاهية وأن يكون لدينا مواصلات محترمة وشرطة لخدمة الشعب لا عليه وجيش قوي يحمى الحدود والأرض ويحافظ على مقدرات الوطن .
نعم نحلم بدولة عادلة ليس فيها محسوبية ولا وساطة وينعدم فيها الفساد ويحارب فيها الفاسدين والمرتشون .
نعم نحلم بدولة مؤسساتها قوية قادرة على العطاء واستمراريته مهما تغيرت القيادة السياسية للبلاد وتقوم على اسس ثابتة وتتجة الى خدمة المواطنيين وتحقق لهم تطلعاتهم .
نعم نحلم بدولة بدون امية فى التعليم وناهضة زراعيا وصناعيا وتجاريا وثقافيا وفى كل المجالات والنواحى وليس بها امراض متوطنة وخالية من الأوبئة التى تصيب صحة المصريين .دولة حضارية متقدمة ناهضة فى كافة المجالات .
نعم نحلم بدولة بها احزاب سياسية قوية لها ظهير شعبى مؤمن بتوجهاتها السياسية وتعمل على الأرض وبين المواطنيين تنقل نبضهم للحكومة وتذلل امامهم العقبات .ومحليات تخدم مطالبهم بعيدا عن الفساد والرشوة .
كلنا نحلم ومن حقنا أن نحلم ونتمنى الكثير والكثير ولكن ما نيل المطالب بالتمنى ولكن يجب أن تدور عجلة الإنتاج ويتم بذل الجهد والعرق وان تتوحد الجهود لخدمة الوطن وان نكون على قلب رجلا واحد من أجل الخروج من ذلك النفق المظلم .فجميعنا يعرف ما تمر بة البلاد من ظروف اقتصادية قاسية وما يعتريها من ارهاب اسود من فئة طاغية من ابنائها وما نحن فية من تفكك وانقسام يرهق الجسد المريض للدولة فكيف نحقق نهضتنا وسط كل تلك الأجواء السلبية .
نعم من حقنا أن نحلم ولكن من حق الدولة علينا أن نجتهد ونتسارع فى العمل وبذل الجهد وتذليل الصعاب لبناء مستقبل مشرق للوطن وخلق مناخ صحى للأجيال القادمة وان ننحى انتهازيتنا وتكون اولويتنا الأولى هى نجاح جمهوريتنا الجديدة .
ومرة أخيرة كفانا انقسام وكفانا ثرثرة فلن تبنى الأوطان بالكلام والشجب والإدانة والسلبية .
نحن المصريين قادرون على تجاوز كل تلك الظروف لتحقيق كل مانتمناه واعتقد مما لايدعو مجالا للشك اننا فعلا بدأنا تلك الخطوة من خلال المشاريع القومية الكبيرة فى الاستصلاح الزراعى والحيوانى والسمكى لتقليل الفجوة الغذائية وتوفير مانحتاجة على أرضنا كما ننظر الى مشاريع الكهرباء والطاقة والمساكن الجديدة والطرق والبنية التحتية والغاز الطبيعى ومشروع الضبعه والانفاق وتنمية الصعيد وسيناء وغيرها مما لايحصى .وغيرها من المشاريع والتى سوف تعود بالنفع على الوطن والمواطنيين ومن زرع سيحصد وعلينا الرعاية والاهتمام بما نعمل ونزرع حتى نحصد الخير الوفير .
دعونا نتفائل وننسى مافات من احتجاجات واضطرابات واعتصامات وخلافات فالأشخاص راحلون ومصر باقية واجيال سوف تسلم اجيال اخرى فلا نقف على عتبة الماضى نشكو ونتألم ونبكى على الأطلال وان انتذكر اننا بناه الأهرام وبلد النيل والسد العالى وبلد نجيب محفوظ وزويل وسميرة موسى ومجدى يعقوب نحن بلد لن ينضب منها الخير أبداً .
وحفظ الله الوطن والمصريين جميعا وحقق لمصر رفعتها ونهضتها بسواعد أبنائها .