عشوائيات الـخمس نجوم تنافس عشوائيات الغلابة بالشرقية
بالرغم من أنهم بالأساس متهمون وجناة, فإنهم ضحايا الواقع الأليم والفساد الذي استشري واستفحل ليتخطي الركب إلي الأعناق نتيجة انعدام الضمائر وموتها وغياب الدولة عن مسئوليتها والتزاماتها لسنوات طوال.
وتشكل ظاهرة العشوائيات بالشرقية إحدي الظواهر المخيفة التي تمتد بطولها مهددة بذلك رقعتها الزراعية الآخذة في التآكل والانحسار.
وبرغم إنشاء صندوق تطوير العشوائيات منذ عام2009فإن جديدا لم تشهده هذه العشوائيات التي تصل في الشرقية إلي 83منطقة عشوائية بمختلف أرجاء المحافظة ومراكزها اللهم إلا من بعض أسلاك الكهرباء أو رصف الطرق دون تطوير أو تنمية حقيقية تشمل أفرادها الذين يعيشون داخل إطار يحكمه الجهل والفقر والمرض.
ويقول أحمد رجب مدير إدارة التخطيط والمتابعة بمحافظة الشرقية: إن العشوائيات بالشرقية تنقسم لقسمين طبقا لتقسيم الجهاز التنفيذي للمناطق العشوائية الأول وهو للمناطق الآمنة وهي التي تحتاج للإزالة فلا يجدي معها التطوير, أما الثانية فهي تلك التي تحتاج لتزويدها بمقومات البنية الأساسية من مياه شرب وكهرباء وصرف ورصف..
ويجسد التقسيم الأول14منطقة هي الأكثر خطورة علي مستوي المحافظة, وهي المعروفة بعشوائيات الدريسة, وهم العاملون بالسكك الحديدية حيث تقع مساكنهم إما بمحاذاة السكك الحديدية أو بالقرب منها, بالإضافة إلي تلك القريبة من خطوط الضغط العالي, ومع أنها مساكن مشيدة بالطوب الأحمر لكنها دون تخطيط وتشكل خطورة علي أرواح قاطنيها وتستدعي التدخل بأسرع وقت ممكن, وتنتشر في9 مراكز منها9 مناطق في مدن مراكز الزقازيق والقنايات ومنيا القمح ومشتول السوق, بالإضافة إلي5 مناطق في كفر صقر وأولاد صقر وفاقوس وأبوكبير وأبوحماد.
أما النوع الثاني, وهو المناطق الآمنة ومعظمه قد تم تزويده بالإنارة والمياه بعد توفيق أوضاعه, وفي انتظار مد شبكات وخطوط للصرف الصحي ورصف شوارعه مثل أبوطرطور ومنشأة مبارك.
في حين يجد شريف نصار مهندس إنشائي المبرر لمحاولات بعض الفئات المهمشة للسكن لعدم توافر الظروف الطبيعية للحصول علي حقهم وتجاهل الدولة لاحتياجاتهم فإنه يحذر من استفحال ظاهرة أخري أكثر خطورة وهي عشوائيات الخمس نجوم, وهي تلك التي أصبحت تلتهم مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية بمركز الزقازيق ومعظم المراكز التي تحولت من مخالفات فردية إلي نمو عشوائي مطرد يكاد يلتهم الكتلة الزراعية المتبقية بعد زحفه علي أطراف المساحات الفاصلة بين المدينة والقري ومتخللات الكتل السكنية ليربطها كلية, كما في امتداد حي السلام وحي مبارك التي نجح أصحابها نظرا لأحوالهم الميسورة في تزويدها بالمرافق من كهرباء وإنارة ورصف, بل وصرف, لكنها تهدد مناطقها بأكملها خاصة مع الزيادة المطردة في أعداد سكانها لكونها تسبح علي بحيرات من الصرف قد تنفجر في أي لحظة وفي حالة توفيق أوضاعها تحتاج لمبالغ ضخمة لإلحاقها وضمها لمسارات وخطوط الصرف الأصلية.
وهو ما يؤكده علي عزيز عضو المجلس المحلي السابق لمحافظة الشرقية علي مسئوليته الخاصة بقوله: إن معظم العمارات والأبراج الشاهقة في الجانب الآخر لبحر مويس المواجه للمجلس المحلي وبامتداد المسافة منه لحي الزهور مبان عشوائية, كما يمكن رصد الكافتيريات التي امتلأ بها طرح النهر بطول المسافة أيضا, بالإضافة إلي جميع مراكز المحافظة في ظل غياب الرقابة أو التغاضي عنها.
من جهته, يرجع الدكتور مصطفي عبدالفتاح أستاذ البحوث والدراسات الإقليمية بمعهد بحوث الاقتصاد الزراعي في دراسته عن العشوائيات بالمحافظة وفشل تطويرها برغم إنفاق الملايين إلي انعدام التخطيط العمراني للمدن وعدم توافر مساكن تناسب مختلف فئات التركيبة السكانية وتباين مستوياتها وغياب الرقابة وضعف السياسات والبرامج لمواجهة المشكلة, وعدم ملاءمتها للواقع واحتياجات السكان وعدم التنسيق مع الجهات المسئولة عن التطوير وطول وبطء الإجراءات التي تؤدي لزيادة التكلفة.
من جهته, أعلن محافظ الشرقية عزازي علي عزازي أنه تم وضع خطة عمل خلال المرحلة المقبلة لتطوير المناطق العشوائية بالمحافظة, مع إعطاء الأولوية للمناطق المهددة والأكثر خطورة مع تحديد مناطق بديلة لنقل وتوطين السكان عقب إخلائها, وذلك خلال فترة زمنية تمنح فيها الأولوية للأكثر كثافة, مشيرا إلي أنه يجري التنسيق مع صندوق تطوير العشوائيات والشركة المصرية لاستثمارات السكك الحديدية للبدء في تطوير مساكن الدريسة بمدينة الزقازيق كمرحلة أولي مع تخصيص عمارة سكنية لسكناهم, ودراسة ما يمكن تقديمه لهم من خدمات للنهوض بأحوالهم
المصدر: الاهرام