أعمدة

عماد الدين حسين | يكتب : ليست نهاية المطاف

عماد-الدين-حسين1سؤال: هل فشل الإخوان وأنصارهم يوم أمس 28 نوفمبر.. يعنى هل انتهوا كما يروج بعض خصومهم؟.

للأسف الإجابة هى: لا.. هم سوف يستمرون شوكة فى ظهر المجتمع والمنطقة لفترة طويلة حتى نتمكن من تطبيق نموذج حكم عادل وتقدمى ورشيد وديمقراطى، ووقتها سوف ينساهم الناس جميعا.

أغلب الظن أن الإخوان سيبدأون من غد التفكير فى حشد أنصارهم ليوم جديد ومناسبة أخرى ولتكن 25 يناير المقبل أو أى مناسبة أخرى.

هم يدركون أنهم لن يعودوا للحكم اليوم أو غدا أو بعد غد، لكنهم يراهنون على إنهاك المجتمع بأكمله حتى يسقط ــ لا قدر الله ــ فربما يكون لهم دور فيما تبقى من أطلال!!.

منذ سقوطهم فى 30 يونيو 2013 وهم يخرجون فى مظاهرات شبه أسبوعية، بدأت كبيرة جدا وحاشدة وتجاوزت مئات الآلاف كما حدث فى اعتصام رابعة، وانتهت هزيلة وصغيرة كما نلاحظ فى الفترات الأخيرة.

هم حشدوا أنصارهم فى مناسبات مختلفة وأقنعوهم أن «الانقلاب يترنح»، وقالوا لهم أكثر من مرة إن «يوم الجمعة العصر أو يوم الأحد العصر.. مرسى جوه القصر»، وغيرها من الشعارات واللافتات الهادفة لمنع فقدان أنصارهم الحماس، وأن يستمر الرعاة فى الخارج فى تقديم الدعم بكل أنواعه.

لكن هل انتهى الإخوان تماما؟.

مرة أخرى الإجابة هى: لا، لأنهم حركة دعوية عقائدية تطرح شعارات دينية حماسية لاتزال قادرة على التأثير فى بعض الشرائح، وستظل مؤثرة مادامت الأوضاع الأمنية غير مستقرة وظلت الأوضاع الاقتصادية مأزومة خصوصا للطبقات الفقيرة.

يسابق الإخوان ومن يدعمهم بالداخل والخارج الزمن لخلخلة المجتمع وعرقلته بأى ثمن، حتى لو كانت الحرب الأهلية، والمعنى الوحيد الذى صاحب الحشد لـ28 نوفمبر هو رغبتهم فى استنساخ التجربة السورية، وكل يوم نسمع عن تطور جديد يعزز «عسكرة الإخوان» من تنظيمات «المجهولين» المتخصصة فى استخدام المولوتوف ضد كل منشآت الدولة ووسائل المواصلات، نهاية بما يسمى «خلايا الدفع« التى تستهدف ضباط وجنود الأمن.

من الواضح طبقا لكل المؤشرات الموجودة على الأرض أن الإخوان يوشكون على «تطليق السلمية بالثلاثة»، وكل يوم يتأكد لنا أنهم يقتربون أكثر فأكثر من أشد التنظيمات المتطرفة.

اللغة التى يتكلم بها الإخوان فى بياناتهم ووسائل إعلامهم لغة لا تدل بأى حال من الأحوال على الندم أو مراجعة تجربتهم أو أنهم أخطأوا أو فشلوا أو تعثروا أو ارتكبوا أى خطأ ولو كان صغيرا.

ظنى الشخصى أنهم اتخذوا قرارا استراتيجيا بتحدى المجتمع بأكمله.

حينما يضع الإخوان أنفسهم فى سلة واحدة مع ما يسمى بالجبهة السلفية ويحتشدون خلف شعاراتها ويعتقدون أن ما ينبغى أن يشغل الجميع الآن هو «حماية المصاحف» فمعنى ذلك أنهم يعيشون فى جيتو خطير، وأنهم معزولون عن العالم بأكمله.

إذا كان الإخوان يتظاهرون من أجل حماية المصاحف فماذا تركوا لداعش وتفريعاتها المتعددة، وماذا سيفعل السلفيون الذين كانوا يزايدون أصلا على الإخوان ويتعاملون معهم طوال الوقت بأنهم نفعيون ولا يشغلهم إلا السلطة وليس الدين أو الشريعة؟!!.

ظنى الشخصى أن الإخوان يعيشون الآن أصعب فتراتهم فحينما يجعلون عنوان معركتهم الرئيسى مع السلطة والنظام والمجتمع هو «حماية المصاحف» فمعنى ذلك أنهم وصلوا الى مرحلة غير مسبوقة من التخبط الشامل.. ولذلك ومن هذا النقطة بالتحديد علينا أن نشعر بالقلق على المجتمع بأكمله لأن بعضا من أبناء هذا الوطن قرروا ان يتخندقوا داخل الجيتو ويحاربوا بقية المجتمع.

المصدر

 

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى