كتب | مازن فايز
كثيرة هي المواعظ التي تتحدث عن بر الوالدين ، و كثيرة هي الدروس التي تحكي عن ظلم الأبناء لوالديهم ، و لكن أما من موعظة تحكي عن بر الأبناء ، و عن ظلم الوالدين لأبنائهم ؟! ربما تستغربون الأمر فما اعتاد الأب و الأم أن يقال لهما لقد ظلمتم أبناءكم و أنكم تستحقان أن تعاقبا قبل أن يعاقـب ابناءكم .
أيها الأب أنت راعي و مسئول عن رعيتك و أنتي أيتها الأم راعيةٌ و مسئــولة عن رعيتـــك ، و أولادكما أمانة ستُسألان عنها يوم القيامة أحفظتماها أم ضيعتماها فالولد ليس ملكاً لكما ليس جزءاً من متاع البيت تتصرفان فيه كما تشاءان ، و إنمـا هــو هبــة مــن الله و وديعة استودعكماها فهل اتقيتما الله فيها ؟؟
هل شكرتما الله على هذه النعمة و أحسنتما التصرف بها ؟ فبالشكر تدوم النعم و شكر الله على نعمة الولد تكون بتربيته و نشئته على الدين فطرة الله التي فطر الناس عليها ، ومما لاشك فيه دين وشرعا أن بر الوالدين فريضة على كل منا وأمر إلهي وواجب شرعي ومن خالفه كان مرتكبا بكبيرة من الكبائر
هل سمعتم عن آباء نزعت من قلوبهم الرحمة ؟ صحيح أنهم بمجتمعاتنا قليلون لكنهم مع الأسف موجودين.
ظلم الآباء للأبناء يتمثل فى الإهانة والقسوة وهذا أمر خطير يفعله الكثير من الآباء والأمهات دون أن يشعروا بآثاره السيئة على الأبناء والتي قد لا تمحى مدى الدهر ، والعجيب أن الوالدين يفعلان هذا مهما كبر أبناؤهم لأن الابن عند الوالد دائما صغير ولو تزوج وصار له أبناء، وهذا صواب يراد به خطأ حيث ينبغي إكرام الابن ومصادقته وعدم الإغلاظ عليه باستمرار أو إهانته وخاصة أمام الناس لأن في ذلك أسوأ الأثر، وهو من أهم أسباب جنوح الولد إلى ظلم والديه لاحقا بل السعي للانتقام ورد الصاع صاعين.
ومن هذا الظلم أيضا التفريق بين الأبناء في المعاملة والعطاء فتجد الأب رفيقا لطيفا مع بعض الأبناء وقاسيا مع الآخر أو تجده يعطي أحد أبنائه مالا وهبات وعطايا ولا يعطي الآخرين، وهذا أمر لا يجوز ومعاملة حرمها ديننا الحنيف، فالعدل بين الأبناء أمر لا ينبغي أن يهمله الوالدين.
فعلى الآباء أن يتقوا الله في أبنائهم، ولا يفعلوا أمورا تتسبب في بغض أبنائهم لهم، وتسبب في بغض أبنائهم بعضهم لبعض وفي تقاطعهم وتدابرهم بل وتقاتلهم. إن هذه المعاملة غير العادلة تحول دون بر الأبناء بالآباء.
فحتى يطيب العطاءُ لله فلابد من أن يطيب الغرس لله و بصدق ، و مَن أدَّب ابنَه صغيراً قرَّت عينُه كبيراً ، وكما يريد الآباءُ من أولادهم أن يبرّوهم فليكونوا هم على مستـوى ذلك الــبر .
مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأى مؤسسة الشرقية توداي