أعمدة

محمد عبد الرحمن | يكتب : الكلام الممنوع في ماسبيرو

محمد عبد الرحمن

يعيش المخلصون داخل مبنى ماسبيرو بين شقىّ رحى، فهم من جهة متهمون بإهدار المال العام بسبب التردى الكبير فى مستوى المنتج الوارد من كل شاشات ومحطات المبنى، اللهم إلا استثناءات تؤكد أن الإهدار مقصود والنجاح مضمون، لو توافرت الإرادة.

ومن جهة أخرى هناك مَن يتربص بالمبنى من الخارج ويريد تصفيته لصالح القنوات الخاصة، بالتالى يفترض أن الكل داخل ماسبيرو فاشل، من جهتى خصصت الكثير من المكتوب فى هذه المساحة لرصد أخطاء وعيوب ماسبيرو، وقلت إن الحل الأمثل هو تفكيكه، وأفضل مما تسميه حكومة محلب الآن إعادة هيكلة، لكن ما نختلف عليه هو التفاصيل، كيف تتم إعادة الهيكلة وهل يمكن أن تنجح وأبناء ماسبيرو خارج المعادلة؟

هذا ما يحدث حاليا وما ينذر بثورة غضب جديدة داخل المبنى، ثورة يقودها فنانون حقيقيون يعيشون فى ظلمات اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وليس بالطبع الموظفون المغيبون الذين سيوافقون على أى قرارات تضمن استمرار مرتباتهم وهم لا يعلمون أن الاستغناء عنهم سيحدث مهما طال بهم الأمد، لجنة إعادة الهيكلة التى قرأ أخبارها أبناء ماسبيرو المخلصين فى الصحف، والتى تتكون من أسامة هيكل وأسامة الشيخ وعبد الرحمن رشاد يبدو أنها لا تضع اقتراحات أهل البيت فى الاعتبار، حسب البيان الصادر عن هؤلاء الغاضبين، الذى وقعوه باسم «أنا ماسبيرو»، وانتهى بالإعلان عن وقفة احتجاجية الثلاثاء المقبل، البيان يطالب بالشفافية فى كل الإجراءات، ويؤكد مخاوف العاملين من تبديد أصول ماسبيرو بدلًا من الاستفادة منها لسد العجز، ويخشى من أن يكون الهدف الأسمى هو مصلحة القنوات الخاصة، ويشكو من إبعاد ماسبيرو عن تشكيل المجلس الوطنى للإعلام، بالإضافة إلى حصار نقابة الإعلاميين.

لا أعتقد أن الرئيس السيسى يريد أن ينتهى فى عهده تليفزيون الشعب، ويظل وعى الجمهور تحت رحمة توجهات ملاك القنوات الخاصة، ولم أتوقع أن يحذف موقع مجلة الإذاعة والتليفزيون الإلكترونى مقالات يضع كتابها أياديهم على عمق الأزمة، ويطرحون حلولًا تعيد الجمهور إلى المبنى المحاط بأسوار حديدية، بدأت مؤقتة ثم أصبحت ثابتة بعد ثورة 25 يناير، إذا كانت قيادات ماسبيرو تمنع أبناء المبنى من الكلام، فكيف يدَّعون أن هدفهم هو العودة من جديد صوتًا للشعب؟!

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى