محمد فتحى | يكتب : شيزوفرينيا الأحزاب السياسية فى مصر
تنتابنى الدهشة عندما أرى ابناء وطن واحد و تاريخ واحد و لغة واحدة يتخذ كل منهما الاخر عدوا لة ويسعى كلاً من هما للقضاء على الاخر .
و يسعى كل منهم بشتى الطرق لاسقاط و افشال الاخر , فمشكلتنا نحن المصريون تتمركز فى الانا فكل حزب سياسى يسعى للسلطة و هذا حقة ولكن المشكلة تكمن فى ان هذا الحزب السياسى عندما يصل الى السلطة لا يضع فى حسبانة انة بعد فترة قلت او كثرت فانة سيكون هناك المعارضة و سيعامل بنفس الطريقة التى كان يتعامل بها مع المعارضة .
و كذلك المعارضة اثناء معارضتها تتهم من هم فى الحكم بانهم اقصائيين و دكتتاتوريين و يقفون ضد حرية الراى و التعبير و عندما تصل هذة المعارضة الى سدة الحكم فانها تنسى ما كانت تتهم بة من كانوا فى الحكم قبلها و تجد كل تصرفاتها تتنافى مع ما كانت تدعو الية وتتهم من كانوا فى السلطة بة . فعندما كانت جماعة الاخوان المسلمين محظورة فى عهد الرئيس الاسبق مبارك كانت تصفة بالعميل و الخائن لوطنة وتتهمة بالدكتاتورية و تكميم الافواة و العمل على هدم مصر و بيعها لاسرائيل .
وبعد ثورة 25 يناير وصل الاخوان المسلمين الى سدة الحكم وقد وضع الناس فيهم كل امالهم فى النهوض بمصر و وخلق واقع اجمل و حياة سهلة و اذا بهم يجدون انهم انقلبوا راسا على عقب فاصبحوا يخونون من يعارضهم و يتهمونة بالعمالة للخارج و انة يريد ان يهدم مصر و لدية اجندات خارجية وصولا الى التكفير و اصدار الفتاوى لصالحهم . وبعد فترة دار الدهر دورتة و ثار الشعب الابى ضد حكم الاخوان فى 30 يونية واعلنوها واضحة انة لن يحكمنا احدا باسم الدين لن يستغفلنا احدا باسم الدين لن يسرقنا احدا باسم الدين هذا بعد انضمام القوات المسلحة الى جموع الشعب المصرى و اعلانها بانها كانت و مازالت و ستظل مثالا للمؤسسة الوطنية العريقة التى لطالما وقفت مع ارادة الشعب فى ثورتية 25 يناير ومكملتها 30 يونية وذلك بخروج الفريق عبد الفتاح السيسى وقتها و المشير حاليا بالقاء خطابة الشهير الذى اعلن فية و بشكلا واضح ان القوات المسلحة ابدا لن تكون ضدا لشعب مصر و لن يغرر بها فى مؤامراتا دنيئة وبذلك خرج الاخوان من دائرة الحكم عفوا بل من دائرة الوطنية .
وفى المقابل نجد ان كافة الاحزاب السياسية التى لطالما كانت ضدا للجماعة المحظورة منتقدتا كافة المشكلات التى اسفر عنها حكم الاخوان من ازمة فى الوقود و الكهرباء و الصحة و القمامة و غيرها ….. فيا سبحان مغير الاحوال نجدهم الان راضين مرضيين فرحين سعداء رغم ان هذة المشكلات لم تحل بعد . ” يا سادة المبادئ لا تتجزء “.
عفوا يا سادة فنحن نؤمن بالديمقراطية عندما تاتى بنا او بمن نحب ولو ان شخصا ما اتى الى سدة الحكم بألياتا ديمقراطية و نحن لا نريدة اذا فتبا لهذة الديمقراطية و عندها نجد البعض يقولون انها كفر و البعض الاخر انها لا تتماشى مع طبيعة مجتمعاتنا العربية او انها مؤامرات صليبية لزعزة الامن فى الشرق و تقسيم بلادنا الى دويلات صغيرة متناحرة هذا هو مفهومنا لديمقراطية . و تناسينا ان الديمقراطية هذة مجموعة قواعد لا تخطا ولكن يخطا من يطبقها ولو فشلنا فاننا نلقى اللوم عليها .
بل زد من الشعر بيتا لمن يصفون انفسهم باللبرالين الذين كانوا يشجعون الاعلامى الساخر باسم يوسف فى برنامج” البرنامج ” و يصفقون لة و يؤيدونة اثناء فترة حكم الاخوان وما هى الا ا شهر قليلة بعد 30 يونية نجدهم انقلبوا علية و اصبحوا يهاجمونة صباح مساء رغم ان محتوى البرنامج لم يتغير اللهم الا فى انتقاد و السخرية ممن فى السطة الان وكل هذا بزعم ان هذا النوع من البرامج غير صالح فى هذة المرحلة الصعبة التى تمر بها مصر . اذا لماذا كان البرنامج صالحا و مشوقا و جزابا و هادفا ايام حكم الاخوان ثم بقدرة قادر اصبح يهدد الامن القومى المصرى ؟ و انا اتسائل اى لبرالية هذة التى تتحدثون عنها و تتشدقون بها ؟ فانتم ابعد الناس عن مفهوم اللبرالية التى تدعون اليها .
بل زد على ذلك ان من كانوا يتشدقون بحرية الراى و التعبير و مبادئ حقوق الانسان التى لطالما صدعوا رؤسنا بهذة الشعارات التى هى براء منهم ومن افعالهم تجدهم ايام حكم المحظورة رافعين هذة الشعارات المستوردة من الولايات المتحدة الامريكية و يعترضون على اى فعلا و لو كان بسيطا فية خروجا على مبادئهم و شعاراتهم ثم بعد زوال المحظورة فى 3/7 نجدهم قد اصبحوا ملكيين اكثر من الملك ونسوا و تناسوا ما كانوا يدعون الية من قيم و مبادئ لبرالية سامية فبداو بغض الطرف عن اناسا يلقى القبض عليهم اثناء سيرهم فى تظاهرة اوليس التظاهر السلمى حق تكفلة و تنظمة اى دولة لبرالية فى العالم ؟ ام اننا فى المكان الخاطئ ؟
وايضاً حين تم غلق كافة القنوات الدينية المناصرة لحكم المحظورة لم نسمع صوتا و لم نرى فعلا لكافة القوى الثورية التى تتخذ من حرية الراى و التعبير شعارا و نبراسا لها . واكاد اسمع صوت يقول ان هذة القنوات كانت محرضة على العنف الى اخرة و انا اتفق مع هذا الراى تماما ولكن كان من الممكن منعها من هذا الدور السلبى لها و لكن بطريقة اخرى غير الغلق وذلك عن طريق وضع ميثاق شرف اعلامى يضبط كافة اقوال و افعال كل من يظهر على الشاشة او يسمع عبر الراديو وهذا ما اشار الية المشير السيسى فى خطابة فى 3/7 .
حيث يقول ” لايلواى ” ان تطلب الحرية لنفسك وتنكرها على الاخرين هذا هو تعريف الاستبداد . يا سادة افيقوا من غفلتكم فاننا مازلنا واقفين لا نتحرك منذ 25 يناير بينما الشعوب الاخرى تتقدم و تنهض و تبنى حضارات و ثقافات فى وقت لايساوى فى حساب الزمن شيئ على الاطلاق و نحن تمضى بنا الثورة تلو الثورة ومازلنا واقفين لا نكاد نتحرك .
اننا نريد معارضة بنائة تساعد من هم فى السلطة و تجعل من نفسها بديلا لة لا ان تسقطة او تعمل على افشالة و ان يكون من هم فى سدة الحكم اناس يؤمنون بحرية الفكر و التعبير و حقوق الانسان و لا تخون احدا من معارضيهم و لا ان تتهمهم بالعمالة للخارج . نريد مبادى لا تتجزء نريد ان نبنى مصرنا بايدينا نحن المصريين جميعا دون اقصاء او تمييز لانة لن يبنى مصر الا المصريين انفسهم ولن يتاتى ذلك الا من خلال العمل المتواصل و افشاء روح الحب و القيم السامية بين افراد المجتمع الواحد و العمل على اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية و اختيار من هو الافضل ليكون حاكما لمصر ومساعدة الشعب له لأن الرئيس القادم ايا من كان , لن ينجح الا بمساندة الشعب لة و الا صار كسابقية .
مقالات الرأي تعبر عن صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن الشرقية توداي