محمد مصطفي | يكتب : المغيبون
عم السكوت ارجاء المسرح وغابت الابتسامه فلا مصر فرحت بثورتها ولا هى حزنت لدماء ابنائها وما ان خيم الصمت على الجميع حتى سمعنا زغاريد الفرحة وصرخات الالم .
كيف تستطيع الام ان تتحمل كل هذا ؟ وكيف يسع قلبها كل هذا ؟ .. امى التى احببتها دون ادرى سببا لحبها كيف لها ان تتحمل هذا الكم من المشاعر المتناقضة والاحداث المتتابعه ؟! .
فى اقل من شهر اظهرت لى أمى مشاهدا كثيرة شديدة التناقض لم يكن فى مخيلتى ان صدرها يتسع لذلك .
المشهد الأول : ثورة شعبية
انه اليوم المنتظر لشعب عانى سنة مريرة تذوق فيها حقيقة الكذب واستخدام الدين لتصدير اى فساد سياسى او مجتمعى وقد خرج الشعب عن بكره ابيه وبلغت الاعداد قرابه ال 33 مليون حسبما ذكرت مراكز الاحصاء وشهدت أمى حالة من الهياج والنفير العام للاغلبية العظمى من ابنائها .
وقد تحقق الحلم ورحل عنا نظام اشبه بالاحتلال وكان للقوات المسلحة الدور التاريخى فى النزول على رغبة الشعب وعمت الفرحة ارجائها بشكل فاق الوصف والخيال .
المشهد الثانى : الأنقلاب العسكرى
هكذا تصور جزء من الابناء فكيف للأم ان تثور على الأبن الذى بنى حلما فاق خياله وسعى لتحقيقة بكل قوة اعتقادا منه انه بتلك الافعال سيحقق النهضة ويصل لاستاذية العالم وتعود الخلافة على يده !! .
هذا الشعب لا يستحق ان تخدمة الجماعة فكيف لا يقدرون ما نفعله لاجلهم نحن نحارب فى كل المؤسسات من اجل اعادة بنائها على اسس تخدم الهدف انه حلم النهضة الخلافة الشريعة الحكم السلطة كيف يضيع كل هذا !! لابد ان يعود الحلم حتى لو على اجسادنا !! … يا الهى ضاع حلمى .
المشهد الثالث : الاعلام
ازداد النعيق وعلت اصوات النباح و هزت نغمات الحرب الاهلية ميكروفونات الرادحين الجدد فى كل الاطراف وتوالت عمليات الاخصاء الفكرى لعموم الابناء حتى تصور كل منهم ان الاخر لا يستحق الحياة بل تطورت عمليات الاخصاء الى ان استباح البعض حرمة الدماء !! .
الكرهه المتبادل من الطرفين يسود ارجاء المسرح والتشاحن واصوات الاشتباكات زادت لهيب المتفرجين وعمت فوضى الاخصاء الفكرى ؟! .
المشهد الرابع : عبيد البيادة
هكذا وصفهم البعض وما كانوا الا مجموعة من الابناء كل ذنبها ان املها الاول والاخير معول على القوات المسلحة يمكنك وصف هذا بغباء من القوى السياسية او لعبة سياسية او موروث ثقافى قديم رسخ لحب الجيش وقياداته وعلى هذا الاساس فهم يبررون عموم المشهد وينكرون ذواتهم امام الفعل وتندثر عقولهم لمجرد رؤية الزى العسكرى .
المشهد الخامس : العباية الكباسين
انطلاقا من مبدأ المعاملة بالمثل انتهج بعض الساسه نهج العباية الكباسين وهو حث مشهور فى احداث مجلس الوزراء حينما قامت قوات الجيش بتعرية احدى الفتيات وتعالت اصوات تيارات اليمين المتطرف مجتمعه مع الاصوات الفلولية مرددين .. ايه اللى وداها هناك … هى لابسه العباية كباسين عشان تورط الجيش .
وما ان غابت كلمه الحق واندثر صوت المبدأ حتى تساقطت الجثث سواء بذنب او دون ذنب واعتاد الابناء لون الدماء واستحل بعضهم البعض ورفعوا اسلحتهم وجها وجها … تصرخ الام بعد ان فرحت فى مشهد سابق فالكل اصبح مباح وتلطخت ايدى الابناء بدم الابناء .. وتحملت الام وستتحمل مرات ومرات فما ان سقط ستار الخجل سرقت الاعراض وانتهكت العقول .
المشهد السادس : المخبر والحرامى
المخبر والحرامى ايد واحدة وظن العديد منهم انهم سيعودوا – وقد يعودوا – وتعاملوا من هذا المنطلق وعاد الحرامى للبحث عن الكرسى والرغبة الملحه فى تعديل ما صدر فى حقه من عزل سياسى وتعشم السرقة من جديد .. اما المخبر فقد عاد ليضرب بيد من حديد وافاق على حقيقته واستذكر سابق عهده وحفظ الدور جيدا ولعبه بأحتراف حتى اصبح الجميع يبرر له قذاراته المعروفة .
المشهد السابع : الساسه المعرضون
هم قادة ورموز اتخذوا من التعريض مبدأ فلا يهم كيف الوصول ولكن الاهم هو الوصول ولا يهم الفعل والخدمة ولكن الاهم حجم الثروة والمكاسب المنتظرة … باعوا ضمائرهم وتخلوا عن مبادئهم وتناسوا ما كان يفعل بهم وتشدقت السنتهم فنطقت كفرا فالكيل بمكيالين الناتج عن الكرهه لا الخصومه السياسية قد حولهم الى التهتك الفكرى ولسوف تريهم الايام سوء فعلتهم وعواقبها عليهم قبل غيرهم وان لم يحدث فلقد خسروا شرفهم بارادتهم .
المشهد الاخير : الطرف الرابع
ثوار رافضون للجميع ولا يمكن ان يتقبلوا سوى الحق وارثاء دولة المبدأ والعدل فما رفضوه من قبل يرفضوه حاليا وسيرفضوه مستقبلا اتخذوا من الشرف سبيل لدولة لطالما حلموا بها ولكن سحقا لعقول اخصيت ولفكرا تهتك .
وما ان تعم الفوضى المسرح حتى يسقط بالجميع ولا تزال الأم حانيه على ابنائها فمتى العودة ؟!.
بقلم | محمد مصطفي
مقالات الرأي لا تعبر بالضرورة عن رأي الشرقية توداي