منوعات

مدينة خالية من الأخشاب والمسامير

284244_0

عند ملتقى نهرى دجلة والفرات، وعلى مساحة تصل إلى 9 آلاف ميل مربع، تجد مسطحات مائية وسلال طافية من بيوت ذهبية، تخيرها أصحابها منازل لهم، واحتفظوا فيها بمعالم الماضى الذى ورثوه من الحضارة السومرية، ووجدوا فيها، بكل ما تحمله من ملامح البساطة والهدوء، ما هو أجمل من كل الطرازات المعمارية للعصر الحديث.

إنها منطقة «الأهوار» التى استحالت موطنًا لسكن «أهوار العرب»، أو من يطلق عليهم أيضًا اسم «معدان»، وهم مجموعة من القبائل التى قررت تحويل المنطقة الواقعة عند ملتقى نهرى دجلة والفرات، إلى واحدة من أجمل بقاع الأرض بتفاصيل من الطبيعة لا يدخل فيها أى شىء من صنع البشر، ليرسوا بها قواعد حضارة جديدة صديقة للبيئة، وبالفعل أقام الأهوار منازلهم من أعواد القصب التى تنمو بالمنطقة والعشب المائى، حيث استغرق بناء كل منزل 3 أيام ولم يستخدم فيه مسامير أو أخشاب.

المنطقة العراقية التى أطلق عليها البعض اسم «فينيسيا الشرق الأوسط» تزيد مساحتها عن مساحة بحيرة فينيسيا ومنطقة ايفرجليدز بولاية فلوريدا مجتمعتين، وبلغ تعداد سكانها، وفق أعلى المعدلات، نصف مليون نسمة.

الأكواخ النى بناها أهوار العرب، ترتكز على جزر صغيرة جدًا، من الطين ونباتات الأسلية، وهو ما جعل الأمر معقدًا، وجعل المنازل بمثابة منازل عائمة تكاد لا ترتكزعلى شىء مطلقًا، ولكن هذا أيضًا ما تسبب فى تفرد المنازل وجعلها واحدة من أبرز معالم المنطقة، ونموذجًا متفردًا فى عالم المعمار.

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى