مصطفى حامد | يكتب: العلم بين مطرقة الجهل و سندان القدرة
باختصار موجز العلم هو تحقيق المعرفة الشاملة الكلية للظواهر و الشواهد الكونية قدر الإمكان بمعنى أدق هو التيقن بالتفاصيل و الجزئيات من كل شك يراود الإنسان تجاه شىء معين حتى تستقيم بالعلم الحياه البشرية فتستطيع التعمير و تحقيق سنة الخلافة و بهذا فالعلم طريق و وسيلة وليس فى حد ذاته غاية أو هدف فالإكتفاء بالعلم و النظرة المادية للكون أمر خاطىء يجعل من العلم دين و من أماكن تحصيله محاريب و معابد فالإنسان عليه البعد كل البعد عن مطرقة الجهل قدر الإمكان و بكل ما يستطيع من قوة بوسيلة العلم وخاصة العلوم الدينية الشرعية التى تحقق المعرفة الحقه للحق سبحانه و تعالى وبالتالى الإنطلاق للعلوم المادية .
و من هنا يتوجب علينا معرفة الفرق بين العلم الإنسانى و العلم الإلهى و بمعنى أدق معرفة الفرق بين العلم و القدره فالعلم الإنسانى المادى ما هو إلا وسيلة كما أشرنا تندرج داخل نطاق علم الله سبحانه و تعالى فعلم الله عزوجل قديم أزلى غير مكتسب و غير قابل للنسيان و لكن علم الإنسان هو علم كشفى أى كشف الحجاب بقدرة الله عن أمور قديمة موجوده بالفعل يسير الله للإنسان معرفتها بالإجتهاد و العمل ليساعده على تحقيق سنة الخلافة أما سندان القدرة هذا أمر جلل يقع فى شركة الكثيرون متناسيين بعلمهم بقصد أو دون قصد أمر القدرة و القدير ولذلك وجب التوضيح وإزالة اللغط .
حيث أن القدرة الإلهية هى مسبب العلم سابقة عليه وليست متلازمة معه فهى مسببة المادة العلمية وليست هى بمعنى أدق ليس بالعلم و التعلم مهما كان شمولة و دقته يستطيع البشر تحقيق القدرة فالقدرة هى أمر إلهى صفة يتصف بها القدير سبحانه و تعالى ليست وسيلة بيدة عزوجل تنفك عنه و لله العظمة بل هى قدرة ذاتية فمهما تعلم الإنسان و حقق المعرف ألحقه و اكتمل علمه لم و لن يحقق القدرة فالإنسان يشخص المرض و ينصح بالدواء و لكنه لا يحقق الشفاء الإنسان يهيأ الأرض و يضع البذور لكنه لا ينبت الثمر الإنسان يعلم نوع الجنين و لكن لا يخلقه الإنسان يأخذ بالأسباب ولكن لا ينشأها عليه الإجتهاد و على الله التمكين لهذا إحذروا كل الحذر من هذا الشرك فاللإنسان الأخذ بالأسباب و هذا أمر مشروع و لكن ليس له تحقيق القدره و بحثه فى ذلك هباءا منثوراً و شرك .
إعلم عزيزي القارىء جيًدا أن العلم الإنسانى المادى مهما أبهرك و أسعدك إياك أن تغتر به و تناطح العلى القدير بصفاته فأنت مكتشف و لست موجد إجتهد أينعم لكن دون غرور بل بإيمان راسخ بقدرة الله و بشرف تحمله كخليفة الله فى ملكوته .