فوجئ متابعو مسلسل “واحة الغروب” خاصة ممن لم يقرأوا الرواية التي كتبها الأديب بهاء طاهر، بعدم ظهور الفنانة منة شلبي، ضمن أحداث المسلسل، في أول حلقتين، حيث تجسد شخصية “كاثرين” الزوجة الأيرلندية للمأمور “محمود عبد الظاهر” الذي يقوم بدوره الفنان خالد النبوي. مع ذلك كانت المفاجأة الأكبر هي الظهور المميز لشخصية “نعمة” التي نعرف عنها من خلال الرواية أنها جارية اشتراها والد محمود، منذ طفولتها، وأصبحت مع الوقت صاحبة طفولته، ثم جاريته الخاصة، وسيدة منزله.
كان الفضل في ظهور شخصية نعمة بهذه الطلة الساحرة، للفنانة مها نصار التي جسدت الشخصية، ثم للإخراج وللموسيقى التي صاحبت مشاهدها، أما الحوار فهو لم يخرج كثيرا عن المكتوب في الرواية، لكن ترجمته على الشاشة بهذه التفاصيل الدقيقة كان خاطفا لأعين وعقول وقلوب المشاهدين.
وللتعرف أكثر على الفنانة مها نصار التي جسدت شخصية نعمة، نقدم بعض المعلومات عنها.
1- مها نصار هي فنانة وراقصة باليه وعارضة أزياء، بدأت مشوارها الفني عام 2010 من خلال دور صغير في مسلسل “اغتيال شمس” بطولة الفنانة صفاء أبو السعود والفنان خالد زكي.
2- أخذت مساحة أكبر من خلال دور بمسلسل “بفعل فاعل” مع الفنانة تيسير فهمي.
3- شاركت في مسلسلات أخرى مثل “نابليون والمحروسة”، و”سلسال الدم”.
4- اعتبرت أن دورها في مسلسل “سراي عابدين” هو فرصة لأي ممثل، حيث تم اختيارها من خلال “كاستينج” للشخصية من قبل المخرج عمرو عرفة مخرج الجزء الأول.
5- جسدت شخصية المحامية “سلمى” في فيلم “تسعة” وهو الفيلم الأول والوحيد لها حتى الآن، والمأخوذ عن قصة للكاتبة اجاثا كريستي، وعُرض الفيلم عام 20155.
6- تُشارك في مسلسل “بين عالمين” للفنان طارق لطفي، وهو المسلسل الذي كان من المفترض أن يُعرض ضمن الموسم الدرامي في رمضان هذا العام، ولكن تأجل عرضه بسبب ضيق الوقت.
ومن خلال متابعة أداء مها نصار لشخصية “نعمة” نجد أنها أخذت عقول المشاهدين منذ الطلة الأولى، وذلك لعدة أسباب.
أولًا: اختار صُناع العمل أن يبدأوا المسلسل من زاوية اشتراك محمود عبد الظاهر في مقاومة الاحتلال الإنجليزي لمصر الذي بدأ من الإسكندرية، خلال الثورة العرابية، وليس بتكليفه ليكون مأمور واحة سيوة كما تبدأ الرواية.. وبعد أن انتهت معركة الاسكندرية وانهزم جنود عرابي، يعود إلى منزله القاهري، ولجاريته “نعمة”، وبالتالي كانت أجواء الظهور الأول لهذه الشخصية دافئة ورائقة بعد حلقة مليئة بأحزان هزيمة، واحتلال مصر، وسير محمود منكسرا وسط المهجرين من الإسكندرية يواجه نظرات الاحتقار واتهامات الخيانة. نجدها في المطبخ منعزلة عن العالم، تُحضّر الطعام لـ”سيدها” كما تناديه دائما، ثم تجري عليه وتقبله بعد طول غياب.
ثانيا: الوصف الدقيق لأثر نعمة على شخصية الضابط محمود، كما كتبها “طاهر” في الرواية أفاد المسلسل كثيرا فنجد وصفا لحضورها الطاغي في شخصية “محمود”، الذي كان يشعر بأنها روح منزله، وجسدها الذي تفوح منه رائحة الياسمين كان ملجأوه وسط الخيانة والحرب والهزيمة، وأقر مع نفسه أنها كانت ترده إلى طفولته بحكاياتها، ثم تسترده رجلا في آخر الليل.
ثالثا: اندمجت مها نصار تماما مع لون بشرة “نعمة” شديد السمار، وأكسبت ملامحها جاذبية أكبر بضحكتها ونظراتها المحبة حتى الوله بسيدها محمود، كما أن نطقها للألفاظ ظهر واضحا وصحيحا بشكل لافت للنظر، خاصة وهي تقص على محمود الحكايات التي يعود من خلالها طفلا بلا أعباء.
رابعا: ظهور الفنان خالد النبوي في دور يكون فيه “السيد” مع جاريته السمراء، استدعى إلى الذهن الدور الذي قدمه في مسلسل “حديث الصباح والمساء”، عندما كان “داوود باشا” يُحب جاريته “جوهر”. لم تكن هناك مقارنة بين أداء “نعمة” و”جوهر” فمساحة دور “نعمة” وتأثيرها في الأحداث أكبر وأعمق، ثم أداءها المتمكن من روح الشخصية، خاصة في مشهد سؤالها لـ”سيدها” عن مدى حبه لها، ثم ضحكتها التي خبأت داخلها خيبتها من تهديده إذا تكرر حديثها عن الحب، كتب لها بداية فنية حقيقية.
خامسا: الزاوية التي بدأ بها المسلسل، من اختيار ظهور نعمة أولا قبل كاثرين، جذب الانتباه وخلق تساؤلات لدى من لم يقرأوا الرواية، فالبعض كان يعتقد أن الفنانة منة شلبي ستكون جزءا من بداية المسلسل بحكم زواجها من الضابط محمود، لكن العمل بدأ بعرض تاريخه قبل مستقبله معها، وبالتالي كانت إطلالة نعمة على الجمهور في البداية، عاملا إيجابيا جذب الانتباه إلى موهبة الممثلة التي جسدتها.
مسلسل “واحة الغروب” يشارك في بطولته بجانب خالد النبوي، ومنة شلبي كل من سيد رجب وأحمد كمال وسلوى محمد علي وناهد رشدي، ورجاء حسين، والأردنية راكين سعد واللبنانية كارول الحاج، بالإضافة إلى الفنانين الشابين أحمد مجدى وخالد كمال وغيرهما، وإنتاج العدل جروب، منتج فني أحمد فاروق، وإخراج كاملة أبو ذكري.
المصدر
تابع الشرقية توداي على جوجل نيوز 
