هل يمكن إنتاج دراما للـــرجال فقــط
للرجال فقط ليس عنوانا لموضوع صحفي ساخر او برنامج تلفزيوني يهتم بشئون الرجل..ولكنه مسلسل درامي تستعد احدي الفضائيات الدينية.
لإنتاجه ليكون جاهزا للعرض علي شاشتها في رمضان المقبل, ليصبح تجربة درامية نراها لاول مرة في حيث لا يظهر فيه سوي الرجال فقط دون اي وجود للعنصر النسائي. كما انه موجه للمشاهدين من الرجال فقط أيضا! العمل علي لسان صانعيه سيعبر عن المجتمع المصري عبر قهوة بلدي يرتادها الرجال ليسمعوا قصصا عن حياة بعضهم البعض عبر مشاهد درامية خالية من العنصر النسائي.
عن دراما للرجال فقط يقول محمد النجار المخرج إذا كان الموضوع قويا فهناك احتمال بان ينجح ولكن بوجه عام فإن الدراما في الأصل تجسد الحياة وتنقل الواقع وتحاكي الحقيقة, والواقع به ستة عناصر, امرأة ورجل وطفل وطفلة وشيخ وشيخه, ونقصد هنا بالشيوخ كبار السن مثل الجد والجدة مثلا, فكيف سيجسد عمل درامي الواقع دون أن يكون هناك عناصر أساسية غير موجودة فيه, أضف الي ذلك ان العمل الدرامي الناجح هو العمل الذي يمكن تصديقه, ومن غير المنطقي أن يجسد عمل درامي المجتمع علي انه يحوي الذكور فقط دون النساء, فهو ابعد ما يكون عن الواقع الحقيقي الذي نعيشه ونراه يوميا وبالتالي من الصعب تصديقه ومن المتوقع انصراف المشاهد عنه, ناهيك عن ان المشاهد المصري يحب التنوع لدي مشاهدته للعمل الدرامي, وهكذا هو حال اغلب أعمال الدراما في مصر تنقل صور متنوعة من حياة البشر وإشكالهم واختلاف أجناسهم ولا تنقل نوعا او شكلا واحدا فقط حتي لا يصاب المشاهد بالملل, وأسأل القائمين علي هذا العمل هل سينافس عملكم الدراما التركية التي بدأت تحتل قنواتنا؟ وهل ستقدم جديد يثري حركة الدراما المصرية؟
وتقول الناقدة والكاتبة ماجدة خير الله, إن دراما للرجال فقط أمر صعب الاستيعاب في هذا الزمن, فالمسرح الانجليزي كان لا يقدم المرأة ويستعيض عنها برجال يتنكرون في هيئة امرأة عندما يضطرون لتقديم دور امرأة في الأعمال الفنية ولكن كان هذا قبل150 عام من الآن, فهل من المفترض ومن المنطقي ان نقدم ونعرض ما هو جديد من إبداعات في الدراما أم أن نعود الي الخلف150 عاما, حتي بعض الدول العربية المحافظة كانت تقدم العنصر النسائي في أعمالها علي استحياء وبأقل قدر ممكن إن اضطروا لذلك ولكن الجمهور هناك لم يتفاعل مع تلك الأعمال وانصرف عنها الي الأعمال الدرامية لجنسيات أخري, وعندما شعروا بأنهم بعيدون عن الواقع عادوا وقدموا المرأة مرة أخري, فكيف بمصر الرائدة في الدراما أن ترجع خطوات الي الوراء وتقدم عملا دراميا بلا عنصر نسائي؟ اعتقد ان مثل هذه الأعمال إن ظهرت للنور فعلا فلن تنافس المعروض الذي اعتدنا عليها والتي تمثل طبيعة الشعب المصري ولن تستمر مثل هذه الأعمال ولن يكتب لها النجاح ولن تجد قبولا لدي المشاهد المصري وبالتالي لن نراها بعد ذلك ابدا.
المصدر