رأيمقالات

أحمد حلمي | يكتب : إهتمام من نوع آخر

أحمد حلمي

 

تظل اسمى درجات السعادة بالنسبة للانسان هي ان يشعر المرء بذاته وان يتم تقديره بشكل او بآخر من قبل الاخرين له وهذه رغبه أساسية في النفس البشرية ، إن اخطر المجرمين او القتلة حينما تسلط عليه شاشات الاعلام وتكتُب عنه صحف الجرائد والمجلات ، انه حقا يشعر باهتمام وتقديرا لذاته وقد يظهر مبتسماً ومتفاخرا في الصور وعلي الشاشات اذ انه في أغلب الاحيان يبرر جرائمه وهو غير نادم عليها علي الاطلاق بل يشعر بالتباهى لانه يشعر بتحقيق للذات ولفت انظار الجميع اليه..
وعلي الجانب الاخر هناك من يتم رفع شأنه والاهتمام به تقديرا لمجهوداته العلمية او الفكرية او العملية، في النهاية لا شئ يفوق سعادة المرء اذا ما حقق رغبته و ذاته في نيل الشهرة واتجاه انظار الجميع اليه سواء بالحب اوالكره او الخوف.
ومثال علي تلك النواقض دكتور احمد زويل .ورئيس المانيا النازيه هتلر، فكلاهما خلدهما التاريخ وكلاهما كل علي حدي كان عازما فيما يفعل وغير نادم علي ما احرزه او انجزه من شهره وهو ماض في طريقه برغم الفرق الشاسع بين الطريقين والعقليتين بينما ظلت الرغبة واحده .
عزيزي القارئ ان الانسان في طلب دائم لإن يتم تقديره وللشعور بذاته بأي شكل وبأي صورة من قبل الناس، لكن انا و انت قد نكون بائسون جدا قد لا نستطيع فعل أي شئ تجاه ذلك لانفسنا قد نجد صعوبة حقيقية في تحقيق ذلك الامر . وربما آن الاوان ان اسرد لك بعض انواع الاهتمام وهو “اهتمام من نوع آخر ” واقصد بما لا شك فيه اهتمامك “انت” بمن حولك وليس العكس.. ان تمنحهم من جانبك كل الاهتمام والتقدير والاحترام لمكانتهم مهما كانت بسيطه ولأي شخص تعرفه او لا تعرفه ، تستطيع ان تكون ذلك الشخص الذي يتمنى الجميع التقرب منه والتودد اليه ، ليس لشهرتك او جاهك وانما يكون ذلك لعدة اسباب من السهل جدا ان تفعلها للوصول لتلك المكانه التي تتمناها بل اكثر ، لذلك
اولاً
عليك بالاهتمام بما يهتمون به .. ان من اقرب نقاط الوصول لقلب المرء هي ان تظهر له مدى اهتمامك بما هو شغوف به ..علي سبيل المثال هناك من يحب الرياضه .. فتستطيع من خلال ملاحظتك له بانه مهتم بفريق ما او لعبة ما مفضله ان تناقشه بها وتظهر له مدى اهمية تلك الرياضه علي المستوى العام وان تذكر له مميزات ذلك الفريق وايضا حتى تكون منصفا ان تظهر له سلبياته حتى يشعر بمدى صدق اهتمامك بالامر طبق ذلك علي من يعشق التصوير او من يهتم بالكتابه او حتى من يحب الاكل .. لا تسخر ابدا من تلك الاشياء امام شخص هو بالفعل مهتم بها الاشخاص يتقربون اكثر لمن يشاركهم في تلك الاهتمامات الخاصه بهم ويقدرها .لذلك هم يتقربون منه ويعجبون بشخصيته بشكل لا ارادى منهم
ثانيا..
عليك بالابتسامة في وجوه من تقابلهم تعمد ذلك ، الناس في امس الحاجه الان لمن يشرق وجهه بالابتسام، أن ذلك يشعرهم بالارتياح وقد يستغرب البعض مما تفعله في بادئ الامر ولكن استمر أنت فيما تمضي فيه الناس تكره ان تري الوجوه المتهجمة،ملت منها فهي في كل ركن وطريق وتتجنب التعامل معها بينما من هم دائمون علي الابتسامة هم الأكثر حظاً بمحبة الناس اليهم سواء في العمل او الدراسة أو محيط السكن الذي يقيم فيه ويكون اهتمام من يلاحظون ابتسامته بشكل مستمر هو التقرب منه والتودد اليه .
ثالثا..
الانصات الجيد لحديثهم ركز دائما علي عدم مقاطعتك لحديث أحدهم سواء كان يتحدث اليك او مع احد بجوارك، اجعل من نفسك منصت جيدا لهم واستمع واهتم جيداً بالموضوع الذي يطرحونه، أن الإهتمام بحديثهم والانصات الجيد يشعرهم بالراحة والطمأنينة ، ويشجعهم علي الحديث معك باستمرار و الاهتمام منهم بك، لذا استمع واعتني جيداً لكلماتهم ركز بعقلك وكيانك وقلبك و اشعرهم بمدي أهمية ذلك الحديث بالنسبة اليك .
رابعا
التعاون، كن متعاون ومشارك فعال في الأمور التى تستطيع أن تفعلها لأجلهم .. اهتم بمشاكلهم كما لو أن مشكلة هذا الشخص أهم عندك من زلزال قد يحدث في اليابان، ساعدهم بصدق في العمل علي حلها وبنفسك، صدقني هذا أمر هام جدا ويجدى نفعا مع مرشحين انتخابات مجلس النواب .. فهم يستطيعون كسب الاصوات اذا اهتموا بمشاكل الناس وعملوا علي حلها بالفعل ..
خامسا..
اقول لك بإختصار  إذا أردت أن تخسر الناس عليك بـ «الغضب -الكبرياء- -التذمر-التطفل -الكذب» الخ، أنت بالفعل ترفض فكرة أن تتعامل مع أحد به تلك الصفات، لذلك لا تكون أحداً ممن به تلك الصفات، راجع نفسك جيدا.
الخلاصه ..
لابد من الاهتمام بالجميع من جهتك انت و بالشكل الصحيح والمثمر حتى يهتموا بك ، يجعلك الأمر مميز بشكل أو بآخر وأغلب أولئك الذين ستتعامل معهم بـ الخمس مبادئ السابقة سيكونوا حريصين كل الحرص علي تقديرهم واحترامهم وتقربهم الدائم اليك و ستشعر بمدى أهميتك في أعينهم إذا كنت عون لهم من قبل بالقول والعمل ، في الختام لا تنتظر المقابل لقاء ما تفعله ولكن اعلم جيدا انه لابد من بعد زراعتك لكل اهتمام منك بذلته لاجلهم ؛ لابد من حصاد ثمرته يوما ما ، اذا اردت ان تحصل علي اسمى درجات السعاده وحب الناس وجذب انتباههم اليك عليك ان تقدم ذلك اولا قبل ان تجده وتذكر دائما مقوله هي الاقرب دائما لذلك الموضوع بمجمله «من جد وجد . ومن زرع حصد»  ولا ادري بعد كل تلك الاطاله والتى حرصت فيها علي ان استوفي بها كل شئ و بشكل مفصل تقريبا .. وسؤالي هو : هل تثمر تلك الكلمات في حياتكم مستقبلا ؟
دمتم سعداء دائما

 المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الشرقية توداي، وإنما هو من رأي القارئ

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى