تقارير و تحقيقات

أحمد شفيق: استمرار مرسى ينذر بكارثة للدولة والشعب.. وسأعود إلى مصر فور شعورى بالأمان لأن العبرة ليست فى السجن ولكن فى السجان الجاهل والإهانة.. والسلطة لن تتمكن من “أخونة” الجيش

أحمد-شفيق

أعرب رئيس الوزراء المصرى السابق الفريق أحمد شفيق عن قلقه من محاولة السلطة الحالية استهداف القضاء واستقلاليته، لكنه أعتبر أن هذه السلطة لن تتمكن من “أخونة” الجيش.

وحذر شفيق فى الحلقة الرابعة والأخيرة من حواره مع “الحياة اللندنية” اليوم الثلاثاء، من كارثة ستلحق بمصر والمصريين إذا تمكن الرئيس محمد مرسى من إكمال ولايته، مؤكداً أن الإخوان سيرحلون بانتخابات أو بثورة، وهنا نص الحلقة الرابعة والأخيرة:

هل كان الرئيس حسنى مبارك يتوقع من الضباط الذين كبروا فى عهده وترقوا أن يمنعوا عنه المحاكمة أو أى مس به؟ هل كان يتوقع أن يترك فى شرم الشيخ من دون سجن أو إذلال؟

◄ لا أستطيع الدخول فى مكنون أفكاره لمعرفة ما كان يدور بخلده، لكن بالمنطق، أقول إنه حين قال سأنتقل إلى شرم الشيخ، يفترض المرء أنه كان يتوقع أن يستمر فى هذا الوضع، لم يكن فى هذا الوضع تدليل أو رفاهية، كانت خدمة مختصرة جداً، هو قال سأموت على هذه الأرض، لن يكون الأمر طبيعياً أن نفترض أنه كان سيبقى لو كان يتوقع سجنه بعد بضعة شهور.

لماذا لم يدافع عنه الجنرالات؟
◄ بخلاف الدفاع عنه فى أوراق التحقيق “مع الجنرالات”، لم يتدخل أحد فى الموضوع، وتُرك لجهات التحقيق.

هل دافع عنه الجنرالات فى التحقيق؟

◄ فى التحقيق لم يتكلم من الجنرالات سوى وزير الدفاع السابق المشير حسين طنطاوى، ومدير الاستخبارات اللواء عمر سليمان.

ولم يجرموه أو يقولوا إنه أعطى أوامر بالقتل؟
◄ لا، لم يجرموه.

هل تعتقد أن الأميركيين ضغطوا على مبارك ليتخلى عن الحكم؟
◄ ربما اعتقد مبارك أنه يستطيع الإقامة فى شرم الشيخ ومن دون التخلى تماماً عن الحكم، ولكن عندما قالت أميركا إن عليه التخلى عن الحكم الآن، يعنى الآن، فإن موقفها أدى إلى الإسراع فى تنفيذ رغبات المصريين وعبّأتهم أكثر.

أما بالنسبة إلى رأيى الشخصى فى الموضوع، فكنت أرى أنه علينا أن نضع قواعد ثابتة فى مصر على صعيد انتقال الحكم، والشكل الذى نحن فيه اليوم، هو نتاج أننا لا نراعى التقاليد، فيما الدول الأخرى تلتزم بتلك التقاليد، عموماً، كنا (فى عهد مبارك) فى كارثة، ولكن للأسف نحن اليوم فى كارثة أكبر، لكن بالتأكيد كان على مبارك أن يرحل.

هل دعمت قطر الثورة؟
◄ قطر دعمت “الإخوان” وليس الثورة، والثورة ليست “الإخوان”.

وهل ما زالت تدعم “الإخوان”؟
◄ بالتأكيد.

لماذا؟
◄لأنها بذلك تكون قادرة على أن تتحكم بمصر، إنها عقدة قطر.

هل تقصد أن قطر دعمت «الإخوان» مالياً؟

◄ طبعاً، طبعاً، مثلما حدث فى ليبيا.

وماذا عن رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان؟ هل هناك برنامج «إخوانى» على مستوى المنطقة؟
◄ غبى من لا يرى جيداً الدور الأردوغانى الطموح فى المنطقة، والحقيقة أنه لا يمكننى أن أعتب على أردوغان، فهو رجل غير عربى، لديه طموح ويستغل غفلتنا ليضيف (مكاسب) لبلده، وكونى غاضباً مما فعله أردوغان، فإننى لا يمكننى أن أقول إنه أخطأ على مستوى تركيا، لكن الذين أخطأوا فى الدول العربية هم من يعيثون فساداً اليوم فى مصر وسورية، على سبيل المثال، وخصوصاً طموحات «الإخوان المسلمين» فى سورية، وقد يكون أردوغان ممن ساهموا فى التخطيط لـ«الربيع العربى» لأنه صاحب مصلحة فى ما حدث.

هل ترى «الربيع العربى» انفجارات داخلية أم مؤامرات خارجية؟ أم الاثنين معاً؟
◄ حدثت احتجاجات لرفع مطالب، لكن ما سمى «الربيع العربى» خطة «إخوانية» مغذاة من الخارج.

ممن؟
◄ قد يكون مادياً أو نفسياً أو غيره، قطر كانت اليد الرئيسية، وليس مؤكداً أن تكون تركيا، وقد نجح «الإخوان» فى أن يخدعوا بعض الدول وبينها أمريكا.

لو طلبت منك أن توجز الأخطاء التى ارتكبها الرئيس محمد مرسى منذ دخوله القصر، ما هى المحطات؟

◄ أسهل لى أن أعدد حسناته لأن الأخطاء فى الواقع كثيرة منذ زُوّرت الانتخابات.

هل ما زلت متمسكاً بأن الانتخابات زوّرت؟
◄ هناك خطأ قاتل هو تزوير الانتخابات، ومن فعلوا ذلك يكادون يعترفون، هناك قضايا فى هذا المسار والموضوع واضح.

كيف زورت الانتخابات؟ هل حدث ذلك ساعة إعلان النتائج؟
◄ زُوّرت فى مراحل عدة، أولها ترك الصناديق من دون رقابة كافية، وكان «الإخوان» يرشون بعض مندوبى المنافسين حتى لا يكملوا اليوم فى الرقابة على الصندوق، كانت الأنوار تطفأ مرة، ومرة أخرى تحدث مشاكل، هذا بخلاف تزوير أوراق اقتراع من المطابع مسودة لمصلحة مرسى، عرضت هذه الأوراق على اللجنة العليا فى 16 محافظة، قال رئيس اللجنة للمحامين: «أنتم محقون، هذه الأوراق جزء من كل لا نعرف أبعاده ولا نعرف ماذا دخل الصناديق منه»، وجدنا ذلك بالصدفة فى 16 محافظة، مركز كارتر قال إن تزويراً ممنهجاً حدث لمصلحة أحد الأطراف، ولم يكمل، حين طلبت من أصدقاء كارتر ذات يوم أن يسألوه عن ذلك، أجاب بأن الحكومة لم تسمح لنا بالذهاب أبعد من ذلك فى البحث، ما علاقة هذا بمعرفة الطرف الذى تم التزوير لمصلحته؟ كان واضحاً أن هناك تعاطفاً، استوردت أقلام من الصين تختفى أحبارها بعد 20 دقيقة من استخدامها، ووزعت فى اللجان على مؤيدى شفيق وعليها اسمى، أحال قضاة مشرفون على الانتخابات هذا الأمر على النيابة للتحقيق، كان هناك تزوير غير مسبوق على هذا النهج، أما يوم النتائج، فتلقيت التهانى من الجميع بمن فيهم مسئولون، كانت كل الشواهد تؤكد فوزى.
كيف كانت مشاعر أعضاء المجلس العسكرى؟
◄ لم تكن واضحة، مؤكد أن بعض أعضاء المجلس كانت مشاعرهم معى، لكننى لا أستطيع معرفة اتجاه المنتج العام فى المجلس، كان عندى فى المنزل صديق مسيحى مقيم فى الولايات المتحدة، وكان يتصل بالسفارة الأمريكية للاستفسار عن شأن من شئونه، وسمعت المكالمة، قال من تحدث إليه فى السفارة إن الفائز هو مرسى غالباً، سأله صديقى: كيف؟ فأجاب قائلاً: هم يريدون ذلك! سأله صديقى: من هم؟ فأجاب: المجلس العسكرى، لم أعط الموضوع كل اهتمامى لأن كل الأخبار عندى كانت تبشر بأننى الفائز.

وكان عندى صديق فى البيت واتصل به شخص من عمق وزارة الدفاع وهو قريب جداً من مركز القرار ومن أكثرهم ثقة، وقال له إن النتيجة النهائية هى فوز أحمد شفيق بنسبة 50.7%، كان واضحاً أنه أبلغ النتيجة للتو من رئيس اللجنة، ولا أشك للحظة فى أن النتيجة كانت كذلك حتى وقتها، ثم حدث شىء غريب، وهو تأخر إعلان النتيجة التى كانت مقررة فى الثالثة عصراً، لم تظهر اللجنة حتى الرابعة، ثم بررت ذلك بأن الطريق كان مزدحماً، وظهرت أغرب قراءة للنتيجة، أنا أثق جداً فى رئيس اللجنة المستشار فاروق سلطان رغم أننا لم تجمعنا علاقة عميقة، وهو كان ضابطاً سابقاً، لو رأيته وأعضاء اللجنة وهو يقرأ وأسلوبه، كان واضحاً أنه يقرأ مسودة للمرة الأولى، كان الأمر مهزلة، كان عاجزاً عن القراءة وأعلنت النتيجة بطريقة غريبة جداً.

لم يكن عدد المشاركين فى جولة الإعادة تجاوز 23 مليوناً بأى حال من الأحوال، ففوجئنا برئيس اللجنة فى بداية المؤتمر يقول إن المشاركين 26 مليوناً، كان شقيقى محمد إلى جوارى وحين سمعت هذا الرقم ربت على ساقه وقلت له إن هذا يعنى أن الموضوع منتهٍ، قبل أن ينطق بالكسور، أيقنت أن لعبة قد حدثت.

لم أتحرك لأننى حسبتها بمنتهى الدقة، وجعلتنى ظروفى الأسرية أقل اهتماماً بالموضوع، كانت زوجتى توفيت للتو، وبناتى تأثرن كثيراً خلال الانتخابات، كانت ظروف البيت صعبة، سواء أتت النتيجة بالمكسب أو الخسارة، كان مشواراً طويلاً من العناء، جاءت صدمة فخففت صدمة، قبلها بيومين قلت إن على الجميع أن يقبلوا بقيادة الفائز ولا يتنازعوا بعد النتيجة، واحترمت كلمتى بصرف النظر عن أى اعتبارات أخرى، أقررت بالنتيجة فى خطاب راعى الأصول وأعلنت فيه دعمى للرئيس وتهنئته وترحيبى، ولم يتفتق إلى ذهنه أن الأصول تقتضى الشكر، هاتفنى الرئيس باراك أوباما فى منزلى بعد النتيجة ببضع ساعات، وقال إنه أراد أن يبلغنى تقديره العميق لموقفى وما حققته فى الانتخابات من «الحصول على ثقة نصف المجتمع المصرى، ونحن نعلم أنك كنت بمفردك»، قال إنه عادة ما يتصل بالفائز، «لكن الكتلة التى حققتها تحتم علىّ أن أبقى على اتصال بك، وأطالبك بأن تواصل عملك الوطنى لأن بلدك يحتاجك» وكررها مرتين، وفوجئت فى اليوم التالى بصدور هذا الكلام فى بيان من البيت الأبيض.

أما لماذا لم أعترض على التزوير الرسمى؟ فالسبب الأول هو أننى اعتدت أن أوصى أولادى إذا وجدوا لصاً يسرق منزلهم أن يتظاهروا بالنوم ويتركوه يسرق ما يشاء ويرحل باعتبار ذلك أقل الأضرار، لأنك إذا استيقظت فجأة فقد يقتلك وهو لم يكن ينوى فعل ذلك، كانت صدمة الموقف، أن الأطراف التى سرقتنى متفقة مع بعضها بعضاً، كانت تحبس الأنفاس على إثر الظهور الرسمى للنتيجة وتتساءل عما سيحدث وعما إذا كان شفيق سيثير الساحة، كنت أتخيل رد فعل مجنوناً من هذه الأطراف لم أكن مهيئاً للتعامل معه وقد لا أستطيع أن أقف أمام موجة عاتية تقتلنى أو تفعل ما هو أكبر.

السبب الثانى هو أن الشعب المصرى شعب طيب ليس لديه عمق من الخبث أو الدهاء، وهذه من طباع شعوب الوديان السهلة التى لا تصارع الطبيعة أو الظروف، وكانت التهديدات التى وزعها «الإخوان» بأن يصبح الدم فى مستوى الركب إذا فاز شفيق، صحيح أن معى أكثر من 13 مليوناً، لكنهم لطيبتهم سيتخوفون من عواقب أى طعن بسبب التزوير، خرج نائب مرشد الجماعة خيرت الشاطر ليقول إن الدم سيكون بحوراً فى الشوارع إذا فاز شفيق، يجب أن يحاكم على هذا يوماً ما، القواعد تقول هذا، كان التهديد سافراً للشعب المصرى، أثق بأننى لو تماسكت فلم يكن شىء من هذا ليحدث، وهذا ما كان يخيفهم منى، وأنا أعلم كيف أجهض هذه المساخر، هم عاشوا فى السجون سنوات، ولم تكن هناك بحور فى الشوارع ولا فى الحقول، لكن خمسة ملايين من أنصارى كانوا سيدعون إلى التريث وهذا سبب كافٍ للتريث.

السبب الثالث هو وعود لا نهاية لها للمصريين، كنت قررت أن أقود أقوى حزب معارضة فى الشرق الأوسط على النهج الأمريكى، كنت أرغب فى جمع أصوات الملايين الـ13 الذين صوتوا لى ورائى، وتأسيس حياة حزبية نيابية بحزبين كبيرين على غرار الحزبين الجمهورى والديمقراطى فى الولايات المتحدة، هذا هو حلمى على طول الخط لمصر فيما يتعلق بالحياة النيابية.

بعد هذه الشهور التى مرت، أثق بأننى إذا اعترضت فسيكون معى 18 مليوناً وليس 13 مليوناً فقط، أثق بأننى إذا خضت انتخابات ضد مرسى سأحصل على 18 إلى 20 مليون صوت حتى بعد التزوير لمصلحة مرسى.

◄ من اقترع لأحمد شفيق؟ أنصار مبارك والأقباط أم الخائفون من «الإخوان»؟
◄ اقترعت لأحمد شفيق الفئات التى لم تقع تحت ضغط مالى أو إغراء، وكل من لا يقتنع بالخلط بين الدين والسياسة، وهم كثر فى مصر، وكل من تابع عن قرب مسلكى الإدارى ونتائجى، وكل من كان يطالب بتولى شفيق رئاسة الوزراء قبل ثلاث أو أربع سنوات، هناك من أنصار مبارك من لا يحبني، وهناك شريحة فى وزارة الطيران لا تحبنى على الرغم من أننى تركت وزارة الطيران فى أنجح حالاتها، ربما بسبب أن تسيير العجلة فى الوزارة بكفاءة تطلب محاسبة المقصرين.

هل هؤلاء هم من قدموا بلاغات ضدك؟
◄ من قدموا بلاغات ضدى هم مأجورون، أنا أنتظر انتهاء البلاغات لأتولى التعامل معهم واحداً تلو الآخر، كان محامٍ صغير يقف أمام الوزارة يتصيد المارة (أمام الوزارة) ويسألهم عما إذا كانوا يريدون تحريك قضايا ضدى.. مواضيع القضايا عندى مكررة.. القصة مهزلة.. حُركت ضدى دعوى حين جاءنى ملفها ضحكت ولم أقرأه لأن القضايا التى تتحرك ضدى لا تخصنى، فعلى سبيل المثال اتهمت بإهدار المال العام فى إنشاء قطار نقل مسافرين فى المطار، صحيح أن هذا أنشئ فى عهدى، لكن هذه الأمور فى عهدة المسئولين الاختصاصيين، وبعد تحويل القضية على قاضى التحقيق لأنها يمكن أن تُستغل ضد أحمد شفيق، يفاجأون لاحقاً بأنها لا تخصني، ما اضطرهم إلى إحالة مدير المطار إلى النيابة بجناية رغم أنه لم يكن مقصوداً، لكن الجناية كانت مفصلة لأحمد شفيق، وهكذا فى قضايا أخرى.

وماذا عن قضية أرض “جمعية الطيارين” على البحيرات المرة التى اتهمت بمنحها لعلاء وجمال مبارك؟
◄ اتهمت بمنح هذه الأرض باعتبارى رئيساً للجمعية، فى حين أننى لم أتولّ رئاسة الجمعية أبداً، بهذه البساطة، وتعرض رئيس الجمعية للإيذاء بإحالته على الجنايات معى بعدما اكتشفوا أننى لم أكن رئيساً للجمعية.

هل صدر بحقك أى حكم؟
◄ لم يصدر ضدى أى حكم حتى الآن، هناك قضايا ستصدر فيها أحكام قريباً، هناك استهداف متعمد، قبل فترة طلبت مليون جنيه من حسابى فى مصر لتدبير نفقات المعيشة هنا، طلبت التحويل فى الصباح، ففوجئت بعد المغرب بإخبارى بوضع أموالى وبناتى رهن التحفظ، وبعدها بساعات علمت أن المحكمة ستنعقد لكشف حساباتى السرية، رغم أن محاكم أخرى استغرقت أكثر من سنة قبل البت فى طلبات مماثلة متعلقة بشخصيات أخرى، حدث هذا بعد ساعات من إخطارى بالتحفظ، ولأنه لم تكن هناك بلاغات مفتوحة وقتها، أخرجوا بلاغاً قديماً ضدى كانت النيابة قد حفظته وجددوه لتبرير الطلب.. هم يعلمون جيداً ما هى حساباتى فى مصر، وأخطرتهم بحسابى فى فرنسا وسمحت لهم بالاستعلام عنه، ورفضت المحكمة التحفظ على أموالى أو كشف سرية حساباتى.

متى غادرت مصر ولماذا؟
◄ بعد يومين من إعلان النتائج لأننى فوجئت بمنتهى السذاجة والتفاهة فى التفكير عبر تحريك قضايا ضدى خلال أقل من 24 ساعة، يقولون: عدو عاقل خير من صديق جاهل، فما بالك بعدو جاهل؟ عرفت أن هذه القضايا سيتبعها الزج بى فى السجن، فغادرت إلى أبو ظبى، زج بالناس فى السجون فى قضية ما يدعى بـ«معركة الجمل» ولم يكن هناك جمل.

متى سترجع إلى مصر؟

◄ فور شعورى بالأمان وفق حساباتى وبأننى قابض على زمام الموقف فى شكل سليم، قد أعود والقضايا لا تزال منظورة أمام المحاكم، العبرة ليست بالسجن، لكن العبرة بالسجان الجاهل والإهانة، طوال تاريخى المهنى، لم يمر يوم من دون أن أكون منتجاً لبلدي، لم أمكث فى السجون 20 سنة، لن أقبل أن يأتى اليوم جُهّال لا يعون من الأمر شيئاً – وهو ما أوضحت نتائجه على مصر – ويصبحون متحكمين فى أمري، سأعود بالتأكيد، والأيام المقبلة تحمل الكثير.

هل تتوقع أن يكمل الرئيس مرسى ولايته؟

◄ أبداً، إذا حدث ذلك ستكون كارثة على مصر والمصريين، فى الوضع الطبيعى لا يمكن أبداً أن يكملها، المصريون أصبحوا يعون ذلك تماماً، بمن فيهم الفقراء الذين كان «الإخوان» يضحكون عليهم بمائة جنيه أو كيس سكر.

تقول إن «الإخوان» أنفقوا أموالاً كثيرة فى المعركة الانتخابية.. من أين لهم بها؟

◄ هناك فيضان أموال انهال عليهم من الخارج، حصلوا على الدعم المالى من قطر التى تعتبر العمود الفقرى لـ «الإخوان» مالياً، حصلوا أيضاً على أموال من غيرها لكنها تنفق عليهم منذ أعلنوا خوض الانتخابات، هناك مبلغ نريد أن نعرف قصته، وهو 50 مليوناً من الحكومة الأمريكية.

كيف وجدت سلوك الرئيس فى أحداث رفح؟

◄ الرئيس مدان فى كل كارثة حصلت فى مصر، لست مبالغاً.
هل تلقيت دعوة لزيارة قطر؟
◄ لا.
كيف تصف علاقتك بـ “جبهة الإنقاذ”؟
◄ على مستوى العلاقات الشخصية لا بأس بها، علاقتى بعمرو موسى جيدة، كان هناك صعود وهبوط، لكننى لا اعتقد أن هناك خلافاً فى العمق، حمدين صباحى كان يتردد على مكتبى فى وزارة الطيران، وحين توفيت زوجتى زارنى مشكوراً فى المنزل، لكن منهجياً، هناك تصرفات غريبة منهم، سألتنى صحافية عما إذا كنت أقبل التحالف مع «جبهة الإنقاذ»، فكان ردى أنه إذا كان هدفنا واحداً وطرق الوصول إلى هدفنا غير متعارضة، فأكون مخطئاً برفض التحالف، لكن ليس الانضمام أو التوحد، صحيح أن كلاً منا من اتجاه، لكن كلنا لنا هدف واحد هو إبعاد «الإخوان»، ومسألة خوضى الانتخابات المبكرة التى نطالب بها من عدمه ليست هى الموضوع، خضنا مرحلة سوداء خلال الانتخابات الماضية لا نريد تكرارها، لكن فوجئت بـ «استعباط» ومغالطة للنفس وهجوم ليس له مثيل بعد هذا الكلام، قالوا لن نقبل بانضمام شفيق إلينا لأنه من الفلول، فلول من؟ (ساخراً) أين كنتم عندما كنت فلولاً؟ ليتكم كنتم فلولاً لكان أفضل لكم من السجن والبيزنس الممنوع وتجارة العملة؟ ليس هناك أمر مشرف فى تاريخكم لنناقشه، ولا فى تاريخ كل من يتكلمون، للأسف كل هؤلاء إذا أمسكت أحدهم وقلت له: تعال يا شاطر نناقش سيرتك الذاتية وما فعلت لبلدك وكيف تم إعدادك وماذا حققت؟ ستجد خدعة كبيرة جداً، هناك مرشحون للرئاسة ليس لهم عمل سوى الجلوس فى المقهى، وآخر يجمع البطاطين والأغذية وينقلها إلى أفغانستان وكوسوفو وأسوان، هؤلاء يقولون لا نقبل بأن ينضم شفيق إلينا، أنا لم أقل اننى سأنضم إليكم، أقول فقط أنه إذا كان التحالف يعنى كذا وكذا، فلنطلق تحالفاً لتحقيق هدفنا المشترك، لكننا فى مرحلة وصفها أحدهم بأنها مرحلة كى البذلات استعداداً للانتخابات، إذا وضعت أحد هؤلاء تحت ضرسى فلن تسعفه خبرته شيئاً.

◄هل تخشى على القضاء المصرى؟

◄ جداً، هذا هو رعبى الحالى، إذا تصرفوا مع القضاء التصرف الجاهل الذى يفكرون فيه الآن، وهو فيه رعونة وعدم تقدير للمسئولية، فلن يعود عليهم بالنجاح، لكن مصر ستتأخر كثيراً فى الفترة المقبلة، لن ينجحوا، وحتى لو تأخرت خطوات تصفيتهم، وستتم تصفيتهم، فسيجلب عليهم تغيير شكل القضاء فى مصر كثيراً من المشاكل، وحين تتم تصفيتهم، فستكون هذه إحدى القضايا الرئيسية فى المقصلة التى ستنصب لهم.

هل تهددهم بالمقصلة؟

◄ لست أنا من ينصب المقصلة، لكن لو ارتكبوا هذا الجرم بحق القضاء، سيكون القضاء أحد النقاط الرئيسة التى ستوضع على رقبتهم فى المقصلة عند الحساب المقبل.

فى الانتخابات أم بثورة؟

◄ أرجح أن يتم ذلك بالانتخابات، لكن المؤكد أن «الإخوان» زائلون، إن لم يكن بالانتخابات فبثورة، قد تكون هذه هى الأقدار، لكن «الإخوان» لن يستمروا فى حكم مصر.
تبدو ثقتك كبيرة.
◄ أنا أتتبع مساراً بناء على النقاط التى أمامي، نقطة بعد أخرى يتضح اتجاه الخط.

هل سيتنازل «الإخوان» عن هذه الفرصة التاريخية؟
◄ وهل يتنازل أحد بمحض إرادته؟ عندما يجبر اللص على ترك ما سرقه لا يكون ذلك بمحض إرادته.

هل تعتبر أن مصر فى عهدة الرئيس مرسى أم جماعة «الإخوان»؟

◄ ليست فى عهدة مرسى أبداً، مرسى يلعب فى الحديقة على كرسى أكبر منه، و «الإخوان» هم من أمروه بالجلوس عليه،
من الحاكم الفعلى؟

◄ جماعة «الإخوان»، أصحاب الصوت الأعلى (من مرسى) مثل المرشد وخيرت الشاطر وسعد الكتاتنى باعتباره الموعود الدائم بمنصب رئيس مجلس الشعب، بعد حل مجلس الشعب، كتبت الصحف شهراً كاملاً عن تأخر الكتاتنى فى تسليم السيارات الرسمية، ولم يستطع مرسى أن يطالبه بتسليمها لأن الأمور قُسمت بين شركاء سجن فى ما يشبه «قعدة عرب» (بطريقة عرفية).

◄هل تخشى «أخونة» الجيش؟

◄ لا، بكل قوة، سئلت عما إذا كانوا ينوون إطاحة وزير الدفاع، فقلت إنهم ربما كانوا يخططون لذلك حتى الشهر الماضي، لكنهم اكتشفوا عجزهم عن فعل ذلك، ولدى من المعطيات ما يؤكد ذلك.

هل حدث ذلك بسبب الرغبة الأمريكية؟

◄ الجيش فى مصر أكثر مؤسسات الدولة على الإطلاق عمقاً وارتباطاً بالولايات المتحدة بحكم 40 عاماً من الاستقرار فى العلاقة، السلاح من هناك، قطع الغيار من هناك، التدريب من هناك، التعليم من هناك، بخلاف مؤسسات الدولة الأخرى، لم تحدث انتكاسات فى علاقة القوات المسلحة مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول التى تدعمنا.

ليس معقولاً بعد 40 سنة ألا تعرف الولايات المتحدة كيف يفكر الجيش ويتصرف، الجزء الذى تدرب فى الولايات المتحدة ومارس نشاطه هناك أصبح جزءاً كبيراً من الجيش على مدى السنوات الأربعين الماضية، الاحتكاك بين المؤسسة العسكرية والولايات المتحدة وباقى منظومة الدول الحرة التى تدعمنا احتكاك من العمق والمدى الذى يكفى لفهم طريقة القوات المسلحة وتصرفها، لذلك فإن القوات المسلحة ليست محل لعب لـ «الإخوان» ولن تكون، ستقطع أرجلهم قبل أن يقتربوا من القوات المسلحة، لن يتمكنوا من «أخونة الجيش”.

كيف تنظر إلى الوضع فى سورية؟
◄ أهيب بالرئيس بشار الأسد قبول فكرة التخلى عن السلطة وأن يضمن بالاتفاق مع الدول الراغبة فى مساعدة سورية خصوصاً الدول العربية المعتدلة انتقال سورية إلى حكم ديموقراطى، أن عملاً من هذا النوع سيؤدى إلى حقن الدماء وتجنيب سورية الوقوع فى قبضة «الإخوان» وهو ما سيكون نكبة النكبات.

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى