نافست النجمة إلهام شاهين خلال الموسم الدرامى الرمضانى المنقضى بمسلسل «نظرية الجوافة»، وقد غامرت إلهام فى تلك التجربة بتقديم مسلسل كوميدى تقدمه إلهام للمرة الأولى، وكانت تأمل من خلاله أن تدعو المشاهد للبسمة والخروج من حالة الاكتئاب التى مر بها المصريون خلال الفترة الماضية، بعدما قدمت من قبل، على مدار سنوات، مسلسلات تناقش موضوعات سياسية واجتماعية، ولكن هل تلك التجربة خرجت كما كانت تأمل إلهام، أم أنها ظلمت بسبب عرضها الحصرى.. هذا ما ستكشف عنه إلهام فى حوارها لـ«اليوم السابع» الذى يتطرق أيضا لقضايا كثيرة منها ما هو فنى ومنها ما هو سياسى واجتماعى وشخصى.
لماذا فكرت فى تقديم مسلسل كوميدى فى موسم دراما شهر رمضان الكريم؟
– نحن نعيش منذ فترة فى حالة اكتئاب كبيرة جدا، وذلك بالنسبة للشباب وكبار السن بمختلف مستوياتهم المادية والفكرية والثقافية والمهنية، لذلك فضلت أن أناقش قضية الاكتئاب الاجتماعى التى عانى منها المجتمع فى ظل الظروف التى كانت تمر بها مصر، خاصة أن المسلسل بالكامل يهدف إلى رسم بسمة على وجه المشاهد فى محاولة منا لإخراج المشاهد من الحالة المزاجية السيئة التى تعصف به.
وهل تعتقدين أن تلك الحالة لا تزال تعصف بالمشاهد والمواطن المصرى؟
– بدأت تسيطر على جميع المصريين حالة تفاؤل، وحالة الاكتئاب بدأت فى الزوال وبدأت أشعر بالأمان إلى حد ما، بعد ما كنت قد افتقدته منذ أكثر من عام فمصر الحقيقية وحشتنى جدا.
وبعدما نجحنا فى إسقاط الاحتلال الإخوانى أشعر بتفاؤل كبير وأمل فى غد أفضل، ولكننى لا أستطيع أن أنكر أننى قلقة على مصر وأخاف عليها من الإرهاب، خاصة أن الإخوان لا يزالوا يستخدمون أطفال الشوارع والشحاذين فى رابعة ويستخدمون الأطفال الأيتام لعمل استعراضات بالأكفان.
لكن ألم تخافى من تقديم الكوميديا السوداء لأول مرة؟
– لم أخف فأنا أخاف فى حالة ألا أقدم شيئا جديدا، ولكن نظرية الجوافة شىء جديد وعمل كوميدى جدا ويسعى لإضفاء البسمة، وهو الأمر المتاح الآن فلا أستطيع أن أقدم عملا عن الثورة لأننا سنكتشف كثيرا من المؤامرات التى صنعت ضد مصر وسوريا مثلما عرفنا الآن من هم القناصة الذين قتلوا أولادنا وأخواتنا.
لماذا تأخرتم فى تصوير المسلسل كل ذلك الوقت؟
– حالة الانفلات الأمنى التى كان يشهدها الشارع المصرى وكثرة المظاهرات والاحتجاجات جعلتنا نصور كل المشاهد الداخلية والذى أخرنا هو أننا كلما حاولنا استكمال التصوير الخارجى، سواء فى الشارع أو فى أماكن مفتوحة، نجد الطرق مقطوعة أو بها مظاهرات، وحدث أن أصدرنا «أوردرات» تصوير، ولكن كانت يتم إلغاؤها أكثر من مرة، ولأن المخرج أيضا كان يخشى من الهجوم على فريق التصوير وعلى بعد التهديدات الكثيرة التى كنت اتلقاها بشكل يومى، ولكننى لم أكن أخشى شيئا «المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين» و«قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا».
ولماذا فضلت تصوير أحداث ثورة 30 يونيو وإضافتها للمسلسل؟
– أثناء تصوير المسلسل اندلعت أحداث ثورة 30 يونيو فأحببت تقديمها داخل الأحداث لأنها ثورة شعب بالكامل، ولم يكن وراءها مؤامرات أو أحد يريد النيل من مصر وإنما كان هدفها إنقاذ مصر من مصير مجهول ومظلم.
ولماذا وضعت مشهد المظاهرات الذى صوره المخرج خالد يوسف بالتحديد داخل أحداث المسلسل؟
– المشهد الذى صوره المخرج خالد يوسف من الطيارة أظهر نزول 33 مليون مصرى، وهو مشهد فيه رسالة قوية إلى العالم توضح أن هذا الشعب له تاريخ وحضارة، ويريد أن يحافظ عليهما وأنه شعب لا يخشى التهديد ولا الإرهاب.
يشاركك فى المسلسل كم كبير من النجوم كضيوف شرف كيف استطعت تحقيق ذلك؟
– موافقة هؤلاء النجوم دليل على أن الوسط الفنى به أجمل فنانين وجميعهم حضروا إلى التصوير بكل الحب، وتحمسوا للفكرة، لأنهم على يقين بأن المسلسل يتحدث عن مصر ولأنهم مقتنعون بهدفه وفكرته، وهى رسالة لكل الناس بأننا يد واحدة وأن «كلنا مع إلهام شاهين».
قناة المحور حذفت مقاطع من برومو المسلسل ولكنها عرضت الحلقات كاملة دون حذف فما تعليقك؟
– فوجئت بحذف مشاهد من البرومو، ولكن عندما تحدثت مع المسؤولين قالوا لى إنهم يخافون على وأنا أكدت لهم أننى لا أخشى إلا الله ولا داعى للخوف والقلق.
وهل توافقين الرأى الذى يقول إن السياسة خطفت مشاهد الدراما؟
– نعم هذه حقيقة فدراما الوطن والأحداث السياسية التى تمر بها البلاد خطفت مشاهد الدراما، وأنا من هؤلاء فأنا طوال الوقت ألف بين القنوات الإخبارية وبرامج التوك شو لمتابعة كل جديد، ولكننى فى نفس الوقت تابعت عددا من الأعمال، منها مسلسل بنت اسمها ذات، الذى برعت فى تقديمه نيللى كريم وانتصار وباسم سمرة ومسلسل الداعية وموجة حارة ومسلسل الشك صابرين «مجرمة».
بعد رحيل الإخوان هل ستتعاملين مع التليفزيون المصرى من جديد؟
– لم أكن على خلاف مع التليفزيون المصرى فهو تليفزيون بلدى، وليس ملكا لأحد وليس معنى أن هناك وزير إعلام «إخوانى» أن أخاصم التليفزيون، لكنى كنت على يقين بأننى إذا طلبت عرض مسلسلى عليه لن يوافق وزير الإعلام الإخوانى على عرضه.
وما هو شعورك عندما رفع معتصمو رابعة لافتة مكتوبا عليها الجيش والشرطة وإلهام شاهين إيد واحدة؟
– هذا شرف عظيم لى أن يتم وضع اسمى فى لافتة واحدة مع الشرطة والجيش الذى يحافظ على عفة وكرامة مصر والمصريين، ومنذ بداية الثورة وأنا أشكر الجيش والشرطة وأقول إنهم خط أحمر مثلهم مثل القضاء ومؤسسات الدولة الأخرى.
الشيخ أسامة القوصى أعلن من خلال برنامج «جر شكل» أن هناك علاقة صداقة بينكما؟
– أحترم جدا الشيخ أسامة القوصى لأنه شيخ محترم ومنفتح ومتحضر والتقيت به فى أحد اللقاءات مع الأنبا بطرس دانيال، ووجدته يقدر قيمة الفن، ولكننا لسنا صديقين بالمعنى المعروف، ولكننى أكن له الاحترام والتقدير مثله مثل كل الشخصيات المتفتحة.
ترين أن ثورة 30 يونيو هى الثورة الحقيقية.. فما الفرق بينها وبين ثورة 25 يناير؟
– 30 يونيو ثورة حقيقية لكل المصريين أما ثورة 25 يناير، فكان هناك تحريض واضح، خاصة فى اختيار يوم عيد الشرطة، فأنا واثقة أن 25 يناير من تخطيط الإخوان، وعندما تفتح السجون وتحرق الأقسام، فيجب أن نعلم أن ذلك من تخطيط أشخاص لهم مصلحة فى ذلك، فهذا ليس من تخطيط الشباب البرىء الذى احتشد فى ميدان التحرير، وبالمقارنة نجد أن ثورة 30 يونيو كانت لإسقاط الإخوان وشارك فيها الشعب الحقيقى، وتناسينا التصنيفات التى قام بها الإخوان، وقسمتنا إلى فلول وغيره، والميزة فى 30 يونيو هى أننا علمنا حجم المؤامرة فهى أكبر انقلاب شعبى فى تاريخ البشرية ليس انقلابا على الشرعية كما يقول الإخوان، لأن الجيش من واجبه أن يحمى الشعب ويحمى إرادة المجتمع.
أنت من دعاة وضع المرأة فى مناصب قيادية وسياسية فكيف ترين قلة تمثيل المرأة فى الوزارة؟
– هذه حكومة مؤقتة والفكرة ليست بعدد السيدات فى الوزارة وإنما بالكفاءات، فأنا سعدت جدا لوجود الدكتورة درية شرف الدين بوزارة الإعلام، لأنها سيدة واعية ومتفتحة ولها تاريخ طويل فى مجال الإعلام.
تدخل مصر حاليا فترة التعديلات الدستورية فما هى أهم المواد التى تهتمين كفنانة بتعديلها؟
– فى رأيى أن دستور 73 ملائم جدا والاعتراض عليه كان فى مسألة التوريث، فمن الممكن أن يتم إزالة تلك المواد المتعلقة بملف التوريث ونفعّل هذا الدستور الذى اعتقد أنه من أعرق الدساتير المصرية.
كثير من الفنانين يمتنعون عن التعامل مع بعض زملائهم بسبب أرائهم السياسية فهل أنت من هؤلاء الفنانين؟
– ليس لدى أدنى مشكلة فى العمل مع أى فنان من الفنانين حتى ولو كان مختلفا معى فى أرائى السياسية، ولكن بشرط أن يحترم أرائى السياسية ويقدرها كما احترم أنا أراءه السياسية وأقدرها وألا يفرض على رأى معين هو مقتنع به.
أين الحب فى حياة النجمة إلهام شاهين وهل الحب فى حياة الفنان له علاقة بالإبداع؟
– الحب شئ قدرى ويصيب الإنسان فى الوقت المناسب، وليس زرا أضغط عليه فأحب، والحياة الخاصة ليس لها أى علاقة بالفن والإبداع، فأنا أفصل تماما عن حالتى المزاجية وأدخل فى جو وحياة الشخصية.
المصدر
تابع الشرقية توداي على جوجل نيوز 
