ثقافة و فن

تزوجت تاجر مخدرات وأدمنت الخمر حسرة على ابنتها.. ما لا تعرفه عن زوزو ماضي

%D8%AA%D8%B2%D9%88%D8%AC%D8%AA %D8%AA%D8%A7%D8%AC%D8%B1 %D9%85%D8%AE%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%AA %D9%88%D8%A3%D8%AF%D9%85%D9%86%D8%AA %D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%85%D8%B1 %D8%AD%D8%B3%D8%B1%D8%A9 %D8%B9%D9%84%D9%89 %D8%A7%D8%A8%D9%86%D8%AA%D9%87%D8%A7.. %D9%85%D8%A7 %D9%84%D8%A7 %D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%81%D9%87 %D8%B9%D9%86 %D8%B2%D9%88%D8%B2%D9%88 %D9%85%D8%A7%D8%B6%D9%8A

يمكن لأي مؤلف أن ينسج من حياة فناني الزمن الجميل خيوطًا لسيناريوهات عديدة، ترقى لئن تصبح أعمالًا فنية يتهافت الجمهور على مشاهدتها، لما تحمل حيواتهم من دراما متصاعدة الأحداث تسيل الدمع، وتدمي القلب، ومن بين هؤلاء الفنانين كانت “زوزو ماضي”، صاحبة الرصيد الفني المتجاوز للمئة عمل، والتي شهدت حياتها أحداثا مثيرة، كتبت لها نهاية مأساوية.

طفولة مشوهة

لعائلة ثرية في صعيد مصر، وتحديدا “بني سويف”، ولدت زوزو ماضي باسم “فتنة داوود سليمان أبو ماضي”، وكان والدها تاجر أقطان، استقبلها بفرحة عارمة بعد موت 5 أبناء له قبلها، واهتم بتعليمها فأدخلها مدارس الفرنسيسكان، كما جلب لها مُربية سويسرية علمتها اللغات والأدب والموسيقى.

لم تعش طفولتها كاملة؛ إذ أجبرها والدها على الزواج من ابن عمها “نيقولا”، وهي في سن الرابعة عشر، حيث كان قد نذر عند ولادتها أن تتزوج من ابن عمها إذا قدّر لها الحياة ولم ترحل مبكرًا كأشقائها، ورغم رفضها للزواج ومحاولتها للانتحار؛ إلّا أن والدها أصر على تلك الزيجة، والتي أثمرت عن إنجابها لطفلين هما: “أنطوان، وإيفون”.

صدام الأسرة

ذات يوم قرأت “زوزو” إعلانات في أحد الجرائد يطلب فيه المخرج محمد كريم وجوها جديدة لمشروع سينمائي جديد، فأرسلت صورتها إليه ووافق عليه، عارضا المشاركة في أول عمل سينمائي، ورغم المعارضة الشديدة للأسرة؛ إلّا أنها حصلت على موافقة زوجها، واشتركت في فيلم “يحيا الحب”، عام 1938، أمام الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب.

دخولها الفن رغمًا عن أسرتها لم يمر مرور الكرام، إذ نشبت خلافات حادة نتج عنها انتقال “زوزو” للإقامة في غرفة مفروشة بوسط القاهرة، واستقبال والدها لعزائها في الصعيد، عقابا لها على ذنبها.

حياتها الفنية

انضمت لفرقة خليل مطران المسرحية، ثم الفرقة القومية، حتى التحقت بفرقة “رمسيس” التي قدمت من خلالها العديد من الأعمال على خشبة المسرح، والتي بلغ عددها 70 عملًا، ومنها: “الست هدى، والنائب العام، وأوديب ملكًا، وكرسي الاعتراف، وابن مين فيهم” وغيرها.

برعت الفنانة زوزو ماضي في تجسيد دور الأم الأرستقراطية القاسية أحيانا، لدرجة أننا لم نرها مرة واحدة في دور بنت البلد أو المرأة العاملة؛ لأن ملامح وجهها وشخصيتها كانت تكشف أرستقراطيتها في الأداء والتقمص.

ظهرت كفتاة بريئة وظريفة فى أول أدوارها كشقيقة لعبد الوهاب فى فيلم “يحيا الحب”، وسيدة مستغلة كما فى دورها الذى لا ينسى بفيلم ” سيدة القصر”، تقول لمساعدها المؤذى “شفيق” من طرف أنفها: ” يخرب بيتك يا شفيق!”، فيرد عليها المساعد الذي لعب دوره استيفان روستي من طرف أنفه أيضا: “وبيتك يا ملك هانم!”، كما أنها أيضا المرأة الأرستقراطية المليونيرة العائدة من البرازيل، “سكر هانم”، وربما كان دورها فى “موعد على العشاء” مع سعاد حسنى آخر التنويعات فى شخصياتها السينمائية.

مواقف مأساوية

مرّت الفنانة الراحلة بعدد من المواقف المأساوية، أشهرها زواجها من “تاجر مخدرات” دون علمها، وذلك بعد 10 أيام فقط من التعارف، دون أن تسأل عنه لثقتها فيه، فتفاجأ بعد 9 أشهر بمداهمة الشرطة لمنزلهما بتهمة اتّجار الزوج في المخدرات وتحديدًا الحشيش، ليتم القبض عليها هي الأخرى وإيداعها السجن لمدة  9 أشهر حتى تم إعلان براءتها، فيما حكم على الزوج بالمؤبد لمدة 25 عامًا، وحصلت “ماضي” على الطلاق وهو داخل السجن.

خرجت “زوزو” من السجن لتجد ابنتها “إيفون” سافرت إلى إيطاليا لتعيش حياة الاستهتار، ورغم محاولات الأم المستميتة لإعادتها إلى مصر لكنها فشلت، فاكتئب وأدمنت الخمر حسرة على ابنتها، وحاولت الانتحار بالحبوب المنومة، لكن خادمها أنقذها في الوقت المناسب.

وفي عام 1982 شاركت “ماضي” في آخر أفلامها بعنوان “القضية رقم 1″، لترحل في يوم 21 يناير عام 1982، عن عمر ناهز 68 عاما، إثر إصابتها بقرحة في المعدة، ورقد جثمانها في مدافن “اللاتين الرهبان الفرانسسيكان”، بالقرب من سور مجرى العيون.

المصدر

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى