أعمدة

خالد بيومى | يكتب : تحليلى لعودة الدورى

خالد-بيومي

للمرة الثانية.. أنا مع عودة الدورى، لعودة الحياة الكروية والرياضية مرة أخرى إلى الطريق الذى نبغيه جميعا، مع أننى من الممكن أن أكون من أكثر المتشددين فى عدم عودة المسابقة، خصوصا أننى حاليا أعمل فى إحدى القنوات، لكن من واقع الغيرة على بلدى وعلى قطاع كبير ممن يعملون فى مجالى أعتقد أنهم سيتأثرون جميعا. أنا مع مَن يطالب بعودة الدورى لأنه أمر طبيعى وحيوى وضروى، لكن بشروط أتمنى أن يهتم بها القائمون والمسؤولون الرياضيون، بداية من الوزارة ونهاية بمن لهم علاقة بملاعبنا المصرية.

ما أتمناه أولاً، الاستفادة من الأخطاء الماضية التى أدت إلى وفاة شباب مصر أمام ملعب لكرة القدم وفى مباراة للدورى المصرى. ثانيًا العمل على تفادى سلبيات الماضى وهى معروفة ومعلومة للجميع، وإن كانوا لا يعلمون عنها شيئا فعليهم الرحيل قبل أن تحدث كارثة أخرى. ثالثًا يجب أن تعود الرياضة لأن الدولة فى أشدّ الحاجة إلى إيجاد فرص عمل، ولا تحتاج إلى مزيد من البطالة، مع العلم أن البطالة أفضل كثيرا من أن تفقد حياتك من أجل مباراة لكرة القدم. رابعًا الكرة هى شريان حياة للمصريين، فرغم مشكلاتها اليومية من أخطاء تحكيمية وتنظيمية وقوانين ماتت ولوائح عفنة، ومع ذلك تجدنا جميعًا جليسى المقاهى والمنازل لمتابعة الأندية المصرية.

تجب عودة الدورى لأنها ستعكس أمورا مثيرة لا يشعر بها سوى المغتربين أمثالنا فى كل أقطار العالم، ستعكس أن هناك حياة وروح وأمن فى الشارع المصرى رغم الحدث الأليم الأخير الذى لن ينساه الجميع خصوصا أُسَر الضحايا.

يجب أن يعود الدورى لأننا مقبلون على مؤتمر اقتصادى مما يعكس قوة الدولة على العودة مرة أخرى لاستضافة مؤتمر بنفس الحجم، وأيضا تنظيم مباريات الدورى إذا أخذنا فى الاعتبار أن كرة القدم فى المقام الأول اقتصاد داخلى، لأننا حتى الآن لم نصل إلى مصاف الاقتصاد الخارجى إلا بمجموعة لاعبين محترفين يُدرّون دخلا ماديا بسيطا نجنى من خلاله العملة الصعبة التى من الممكن أن تعين الدولة، أسوة بكل العمالة المصرية المغتربة خارجيا.

تجب عودة الدورى من خلال وزارة تعمل بشكل احترافى لمتابعة كل الأندية تنظيميًّا وإداريًّا، ومن خلال اتحاد كرة يكون هدفه الأول حماية مستقبل نشاط أصبح مترنحًا يعيش فى كبوات وكوارث، والحلقة الأضعف فيه هم مسؤولو الدولة، ومن خلال أندية ولجنة أندية تسعى للحفاظ على أرواح جماهيرها، بدلا من أن نرى مرة أخرى كارثة من الكوارث التى مرَّت علينا.

أتمنى أن نرى ملاعب فيها تنظيم واحترام وقوة وحزم وقانون يطبَّق على الجميع، بداية من أصغر شخص منتمٍ إلى أسرة كرة القدم، مرورا بالأندية المصرية، ونهاية بمسؤولى كرة القدم، لأنهم ليسوا أكبر من القانون والعقاب.

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى