تقارير و تحقيقات

رحلة المصريين إلى سوريا للجهاد (جزء 1)

سوووريا

انتشر في الأونة الأخيرة، فكر الجهاد إلى سوريا لدى الشباب المصري عامة والمنتمين للتيار الإسلامي خاصةً، لمشاركة كتائب الجيش الحر في الوقوف أمام النظام السوري بزعامة بشار الأسد، الذي يقوم بعمليات القتل والتشريد ضد المدنين، لذلك كان الحديث عن رحلة جهاد المصريين إلى دمشق من الموضوعات الضرورية.

فكشف الشيخ مصطفى البدري، المسؤول عن سفر الشباب المصري للجهاد في سوريا، والمشرف العام على مؤسسة أهل الشام الدعوية، ومؤسس الدعوة السلفية بمدينة العبور،خطة سفر الشباب للجهاد في سوريا، وحال الشباب الموجودين هناك، وكيفية تعامل كتائب المجاهدين مع بعضهم للوقوف ضد الجيش، وحقائق أخرى حول ”رحلة الجهاد” وإلى نص الحوار:

–  لماذا يأتي فكر الجهاد لدي الشباب المصري؟

المصريين يعانون عندما يروا إخوانهم يقتلون بدون ذنب أو يهدم بيوتهم ويسرق مالهم، فيتحرك الشاب لهذا الإتجاه بمقتضى فطرته البشرية، ويذداد الأمر عندما يكون هناك توافق في العقيدة.

وعندما يرى المسلم أخوانه في سوريا يقتلون ويشردون بمجرد أنهم سنين حتى ولم يكونوا مشاركين في الثورة، ومثال على ذلك مجزرة ”بني ياس” وغيرها من المجازر في الأماكن التي لم تدخلها الثورة، ودخلها جنود بشار وشبيحته وقتلوا واغتصبوا النساء، ومزقوا اجساد الأطفال الاطفال والرجال، هنا يكون للعقيدة تأثير في تحريك الشاب المصري للجهاد إلى سوريا.

– هل يوجد هيئة أو منظمة تساعد الشباب على السفر للجهاد؟

لا يوجد هيئة أو جمعية أو منظمة تتبني عملية الجهاد إلى سوريا، بل كلها تحركات فردية من الأشخاص، فكل شخص يترحك وفق معتقداته، ونفسيته ويسافر بماله الخاص.

– بما أنك مسؤول عن سفر الشباب للجهاد، كيف جاءت إليك هذه الفكرة؟

يوجد شاب سوري في مصر يسمي ”أبو شاكر” يحضر لي خطب الجمعة دائماً، ومن مدة طويلة تزيد عن السنة كلمني عن الوضع في سوريا وقال لي ياريت تبعت حد تبعك يقيس الوضع هناك ووضع الثورة السورية، قولتله لا أنا هروح بنفسي ومش هغامر بحد، وحاولت مرتين الذهاب إلى سوريا عن طريق ”لبنان”، وفشلت لأن الشيعة يسيطرون على مفاصل الطرق هناك، والمرة الثالثة كان عن طريق ”تركيا” ونجحت في الدخول، وطلعت الأمر بنفسي وقابلت الأخوة في سوريا وقالولي إنهم محتاجون دعاة ووعاظ وأطباء وغيره.

فهناك ضعف في العلماء، والنظام الأسدي الأب والإبن كان يعمل على تجفيف المنابع، ولا يوجد مفرخة تقوم بإخراج العلماء، ومن يبرز منهم يقومون بقتله أو إدخاله السجن أو تشريده وخير مثال على ذلك الشيخ ”محمد المنجد” الذي خرج من سوريا منذ 30 عاماً ولم يعرف عن بلده شيء، وأيضاً الشيخ عدنان العرعور، ويتم التنسيق مع الأخوة في سوريا ويكونوا على استعداد لاستقبال الشباب المسافر.

سفر المصريين إلى سوريا ليس سرا خفيا

– ماهي الخطة التي تقومون بها لإيصال المصريين إلى سوريا، وكيف يتم استقبالهم؟

سفر الشباب المصريين إلى سوريا ليس سر خفي، فالشاب يحصل على تأشيرة إلى تركيا ويسافر بالطيران إلى مطار اسطانبول ثم يأخذ طائرة أخرى تصل به إلى مطار ”هطاي” بتركيا، ويكون في انتظاره أخوة سوريين بالقرب من معبر على الحدود يسمى بـ ”الريحانية” على الحدود بين سوريا وتركيا، وينتشر فيه مخيمات اللاجئين السوريين، ويقومون بتمريره عبر الأسلاك الشائكة كلاجئ سوري ويدخل أرض سوريا.

كما أن السلطات التركية أكثر تفهماً للوضع وتعاوناً خاصة أنهم لا يفصحون عن هويتهم بأنهم داخليين للجهاد، بل يقولوا أنهم ذاهبون للإغاثة أو للدعم الطبي والمادي أو التعليمي والسلطات تتفهم واللي بيمر بيمر بدون أي مخالفة للقوانين.

ولما بيدخل الشاب إلى أرض سوريا يجد فصائل وممثليين لكل الكتائب الجهادية السورية الموجودة، وبعد ما بيدخل على الحدود بيبدأ يختار فصيلته ويدخل في معسكر شرعي تدريبي ويطلع منه يشارك في معارك الجيش الحر وينتقل معهم، وبيبقي في تنظيم وتنسيق معهم بشكل جيد.

وفي سوريا كتائب متعددة مثل وأشهر الكتائب كتيبة أحرار الشام ولواء الفتح ولواء التوحيد وكتيبة المهاجرين، وعدد من كتائب الأنصار.

2000 شاب مصري ذهبوا إلي سوريا للجهاد

– كم عدد الشباب المصريين الذين يجاهدون في سوريا، ومن أشهر الموجودين؟

أنا أعرف المئات منهم، ولكن ما يقال لي من كتائب المجاهدين أنهم يقربون من الألفيين، وقابلت كثير من الشباب المصري الموجود هناك، ولازم نكون واضحين  هذا الملف ملف ”شائك” والحديث عن المصريين الذن ما زالوا هناك أو من يسافرون صعب.

لكن هناك علماء ووعاظ مصريين موجودين منهم من يعلن عن نفسه مثل الشيخ ”شريف هزاع” ومنهم لا يعلن ذلك، وقابلت ما بين 15 أو 20 من الدعاة المصريين، ويترددون يعني بيروحوا ويأتوا في دورات علمية في ”ريف حلب الشمالي” المنطقة المحررة، وبعضهم يكون في أماكن الاشتباكات مع المجاهدين وما بيكونشي هناك تواصل قوي بينهم.

”أبو حمزة” شارك في الثورة المصرية وقتل في سوريا

– ماهي قصة الشاب ”عبدالرحمن الحسيني” الذي استشهد منذ أسبوعين؟

الشهيد عبدالرحمن الحسيني، ”أبو حمزة” شاب من الشباب الذي شارك في الثورة المصرية، عندما علم أن لي تدخل في الشأن السوري جائني منذ حوالي ثمانية أشهر وقالي أنه عايز يسافر، فسألته عن رأي الوالدين وقالي أنهم عارفين وراضيين.

وكنت وقتها بجهز نفسي علشان السفر، فأخذته معايا إلى سوريا حضر دورة للسياسة الشرعية معي في ”اسطانبول” وكان حابب يتحرك معي في كل مكان، فرفضت مؤكداً أن تحركاتي دعوية أكثر منها عسكرية، فالتحق بكتيبة ”المهاجرين” وتدرب معهم وسألت عنه القائد باستمرار فأكد أنه شاب طيب وحريص على الطاعة والعبادة وتتحرك في دمه الحماسه.

بعد فترة عرفت أنه أصيب فاتصلت بيه وطلبت منه العودة، فرفض وقال لي أن الإصابة خفيفة وبسيطة وتغلب عليها وهعاود مشاركتي مرة أخرى بمجرد ما استشعر قدرته على الحركة من إصابته في قدمه شارك في المعارك في مدينة ”حلب” واستشهد من أسبوعين أو 20 يوم رحمة الله.

كيف يتم التنسيق بين الكتائب السورية لمقاومة الجيش النظامي؟

أي منطقة مفيهاش حراك ثوري بيتحرك فيها الشباب بالطرق السلمية إذا حدث لهم مواجهات من قبل الجيش يبدأ الشباب العسكريين يتصلون ببعضهم ويتحركون للدفاع عن إخوانهم، وهناك اتصالات سرية تتم بين كتائب تتجه للمعركة، وأخرى لا تذهب فيوجد تنسيق اذا كانت المنطقة تحتاج عدد معين فيصبح هناك تداخل بعد ما يفشل التحرك السلمي.

هل يوجد شباب مصريين سافروا للجهاد وعادوا مرة أخرى؟

حدود التأشيرة التركية شهر، فالشاب علشان ما يكسرش الأمر فبيقعد هناك شهر وبيعود لمصر وبيرجع تاني، وهذا هو الغالب حتى لا يكسر القانون، لو حب يرجع بسبب الإصابة أو اضطرار قد يتعرض للمحاكمة اذا كسر التأشيرة.

في شباب بيرجعوا عشان ما يبقوش مطاردين سواء لرؤية والده أو غيره مثله مثل اللي رايح إغاثة وغيره، المصريين لا يتوافقون مع مصر في الخارج عموماً وبيحاولوا يتحركوا واللي بيكونوا مع بعض يربطهم صداقة سابقة أو رايحين مع بعض من هنا اللي بيجتمعوا مع بعض غير كدا مفيش مصريين بيتجمعوا في الخارج.

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى