مقالاتمقالات القراء

عبدالغني الحايس | يكتب : عيون بريئة

11215052_10206428972418897_7519970200739665238_n

مازلنا نعيش فى حالة إنقسام مجتمعى حقيقى ويزداد كل يوم عن سابقة ويساعد فى استثمارة وتأجيجة إعلام الطرفين فكل طرف يعتقد أنه فقط من يملك الحقيقة وأنه على صواب والأخر على باطل ويزداد العناد وتتسع الفجوة ويدفع الوطن ثمن ذلك التناحر .

فى قريتى البعيدة مترامية الأطراف والتى تعيش مايعيشة المجتمع المصرى من إنقسام وصل الى قطع صلة الأرحام وتفكيك للروابط الإجتماعية التى بنيت عليها كل القرى المصرية من ترابط وتلاحم وتكافل ووحدة فى السراء والضراء .

ولن ننكر أن الخلاف أصبح واضح وصريح بين الطرفيين والتخوين وإلقاء التهم من الجانيين مستعر ومستمر فذاك مع وهذا ضد فهناك طرف مع دولة 30 يونيو يؤيد سقوط جماعة الإخوان ويسعى الى فضح مخططاتها لهدم الدولة المصرية وأصبح كل عمل ارهابى يتم فى ربوع الوطن تتجه أنظار الطرف المؤيد للدولة الى هؤلاء الخارجين عن حضن الدولة ويتهمونهم بكل قسوة أنهم السبب فى ذلك التخريب .

حتى لو كان بينهم وبين ذلك الفعل مئات الكيلو مترات وما يسرى على تلك البقعة الصغيرة من ربوع الوطن يسرى على كل الأرجاء .فكل عمل خسيس يتم يتهم فية هؤلاء الرافضين لثورة شعب اطاح بحكم فشلة قادت البلاد خلال عام واحد الى حافة الهاوية .

والطرف المعارض يرى ان الشرعية هى من اتت بهم وان ما حدث انقلاب عسكرى وما حدث بعدة من عمليات قبض عشوائى وظلم هو لارهابهم وتكميم افواهم لان الحق معهم والشرعية هى غايتهم .وانهم مازالوا برغم مرور ثلاث سنوات انهم سوف يعودون الى السلطة وسوف يقتصون ممن ظلمهم وخرج عن سلطانهم .لذلك يسعون بكل الطرق الى وقف مسيرة البناء والتحول الديمقراطى الذى تم بعد 30 يونيو من دستور جديد واستكمالا لخريطة الطريق المرسومة والتى تمت بنجاح حتى الان .

ولا ننسى ان مصر كانت تمر بظروف قاسية على كافة المستويات اقتصادية وثقافية وصحية واجتماعية وسياسية وغيرها من تردى فى كل الخدمات .ناهيك عن سنوات الثورة التى توقفت فيها عجلة الانتاج وهرب المستثمرون وازدياد البطالة وحالة الفوضى نتيجة الفراغ الأمنى وكثرة الاضطرابات والوقفات الإحتجاجية وغلق للمصانع وازدياد حالة التدهور نتيجة تردى الوضع الإقتصادى والذى انعكس بالسوء على الخدمات التى تقدم للمواطنيين .

لم يفهم أحد بعد الحقيقة ولم يشاهد الصورة كاملة حتى يحكموا عليها من منظور عقلانى بحت .ولكن كل طرف يحمل الاخر المسئولية ونسوا ان الوطن يجب ان يبنى بكل المصريين دون تمييز او تفرقة .

وينبغى عليهم الاعتراف بحقيقة ما حدث وان ارادة المصريين هى التى ارادت ذلك التغيير .وان عناد قادة تلك الجماعة هو من ادخلنا فى ذلك النفق المظلم وجعلنا نخسر كثير من الدماء والأرواح نتيجة ذلك التناحر والعناد بل والغباء .وانة يبغى ان نفكر فى الغد ونسعى الى بناء دولة قوية متماسكة نحقق فيها شعار ثورتنا عيش .حرية .وعدالة اجتماعية .

فمن منا نحن المصريين لا يريد مصر قوية اقتصاديا وسياسيا وبها نهضة حقيقة فى التعليم والصحة والرياضة والثقافة والأدب والفن وفى كل المجالات بدون استثناء .فنحن مصر التاريخ والعراقة والمجد والحضارة وينبغى ان نعود الى مجدنا ومكانتنا وان نستعيد دورنا العربى والافريقى والدولى ايضا وكل هذا لن يتحقق الا اذا توحدت اهدافنا وغايتنا لذلك الهدف .
فهل حان الوقت ان نقلب صفحة الماضى ونفكر فى المستقبل وبناء مصر الناهضة وان نسعى لتحقيق العدالة الإجتماعية وان تحدث مصالحة حقيقة يكون هدفها صالح الوطن وليس شقائة وهدم أركانه .

دعونا نعترف أن هناك الآن قصور من السلطة التى تحكم وأن هناك وضع اقتصادى سىء وهناك تضخم وغلاء بالأسعار ومعاناة للمواطنيين وأن ما يحدث يدركة الجميع ويصيب الجميع ولا يستثنى مؤيد ولا معارض فالجميع فى مركب واحد وإن انحرفت أو شطحت فالكل خاسر لا محالة .

وان كان الشعب هو مصدر السلطات يعطى ويمنح من يشاء فعلى الشعب ان يتحد لتحقيق حلمه فى بلد ينعم بالرخاء وأن يعمل ويجتهد ويعرق فى سبيل ذلك وكما أسقط مبارك فى 25 يناير ومرسى فى 30 يونيو فهو قادر على أن يسعى لهدفه مرة أخرى أن شطحت به السفينة وعلينا أن نعرف أن مصر مليئة بالكنوز الطبيعية والخيرات الربانية والموارد البشرية التى تستطيع ان تستغل كل هبات مصر الى التحول الى الأفضل .

وهذا ما تسعى اليه السلطة الحاكمة الآن فى زراعة مليون ونصف مليون فدان وبناء مدن جديدة وإسكان إجتماعى والقضاء على العشوائيات وتحسين البنية التحتية وبناء مجتمعات عمرانية متكاملة جديدة وتحسين شبكة الطرق والكهرباء وبناء مدارس للقضاء على تكدس التلاميذ بالفصول والتخطيط لتطوير منظومة التعليم والصحة والتامين الصحى وغيرها من المشروعات التى تهدف الى التغيير نحو مصر ناهضة تتحقق فيها العيش الكريم والعدالة الاجتماعية .

وكلمة أخيرة ينبغى أن يذكرها الجميع جميعنا يريد مصر قوية ناهضة وينبغى أن تتوافر الأدوات والأليات لتحقيق ذلك وأن تتحد كلمة المصريين وأن تعود روح ميدان 25 يناير قبل تنحى مبارك وأن يكون الكل فقط مصريين لا إخوان ولا سلفيين ولا يسار ولا ليبرالين ….الخ الكل مصرى بدون أيدلوجية أو هوى سياسى فهل نتصالح لصالح الوطن أم يستمر الشد والجذب والتناحر والخلاف والشقاق وكل ذلك سيدع الفرصة لطرف ان يقصى طرف لا محالة حتى لو قذف به من فوق السفينة بدون رحمة أو عطف وقتها سنندم على فرص ضائعه لم نتصالح مع انفسنا وبعضنا البعض من اجل الغد.

مصر تحتاج الى تكاتف الجميع ومصر للمصريين فهلا بدانا .

 المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الشرقية توداي، وإنما هو من رأي القارئ.

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى