أعمدةمقالات القراء

عبد الله اسماعيل | يكتب : براءة اختراع

487079_4888832697599_1290720540_n

من المفترض أن أبدأ بمقدمة مختصرة مثل كل كاتب , تشتمل مقدمته على لب الفكرة التي يود مشاركتها مع القاريء , أو ربما يقدم اختصارا لكلماته اللاحقة فينمّق أسلوبه و يختزل ما أجاد تقديمه من أفكار .

و أنا هنا خلف مكتبي المتواضع أستغنيت مؤقتا عن القلم و الورقة و استحدثتهما بالكيبورد و صفحة برنامج الوورد ، مثل أغلب الكُتّاب الذين يحملون في جيوبهم قَلَمَاً ربما يكون فارغا من الحبر ، و يأخدون جوائز تقديرية عبارة عن أقلام ذهبية ، وكل من يقرأ لهم يشيد بمداد أقلامهم ، رغم أن نقشة الحروف على الكيبورد لديهم مهترئة من كثرة ما نقروا بأصابعهم فوقها ، لذلك أقدم براءة اكتشافي الأول هنا ليتم وضعها في موسوعة الكلمات و الأسماء المستحدثة : وهي استبدال كلمة “كاتب” واستخدام صفة “ناقر”بديلا عنها ، فأتمنى أن يأخذ الكُتّاب من أصدقائي تصريحي على محمل الجد و يبتاعوا لهم لوحة مفاتيح جديدة لينقروا عليها .

وفي حال أقرّ مكتب براءات الإختراع برائتي – وكأنني مدان هنا ؟ لنقول اكتشافي – فسيتضمن اكتشافي تغيير لفظ “القاريء” المسكين الذي يقع رهينة أسلوب و أفكار و مخاض تجارب و أخلاق و ثقافة الناقر “الكاتب سابقا” , و سيحصل على اسم جديد , يُعفى به من مسؤولية القراءة في أمة لا تقرأ أصلا إلا الغث المُسلّي بديلا عن السمين المفيد ، أمة انشغل المسؤولون عن أمرها بمجاراة و مسابقة الأمم الغربية في الأبحاث العلمية و التكنولوجية التي يستوردونها منهم ، و نسوا أن غالبية الشعوب العربية لا تجيد القراءة من الأصل .

أمة قامت ببناء دولتها الحديثة على أساس حضارة امتدت لآلاف السنوات و لكن تلك الحضارة البائدة حذّرت أبناءها و أحفادها ألا يعلو ارتفاع البناء عن (س طابق) فقام الأحفاد الأوغاد ببناء الأدوار المخالفة (س , ن , ه , د , م طوابق ) فخرّ البناء على الأحفاد و على عظام الأجداد , فبات الكل مدفونا تحت أنقاض حضارة واحدة منقرضة أسموها البلاد , بدلاً عن بناء الأمجاد على أرض جديدة وأساس جديد .

أمة أصبحت النساء فيها ربات بيوت و فاتحات بيوت ، وأصبح الرجال فيها لا يميزهم عن النساء إلا أنهم (أعلى) مكانة أو رتبة في فراش النوم فقط – لا يهم كل ذلك لنعود إلى مقالنا – , سوف أستبدل لفظ (القاريء) ليصبح اسمه أو مهنته أثناء شروعه في القراءة مستخدما الفأرة أو الماوس : (فأري) .

فاليوم لا يوجد كاتب يكتب بعد اطلاع و بحث , ولا يوجد قاريء لا يقل معرفيا عن الكاتب ، ولذلك سأبدأ مقالي القادم – إن شاء الله – بإفتتاحية مبتكرة و جديدة ” ناقر” هذا المقال يهيب بـ “الفأريين ” الكرام أن يصبوا اهتمامهم بعد اشباع غرائزهم الفطرية  الطعام و الجنس بغرائزهم الفكرية العلم و المعرفة .

المصدر | الشرقية توداي

زر الذهاب إلى الأعلى