أعمدة

غادة كريم | تكتب: يرحلون .. ونحن نبقي !

16684304 10156497076421959 127124301835892684 n
عندما أكون وحدي أطيل النظر للسماء، استشعر أن الله هناك يدبر أمور البشر وأنني لست حقا وحدي، عندما يحدث أمر مبهج وسط فوضي الحياة انظر لها وابتسم وأقول ” أعرف أنك فعلت هذا من أجلي .. أشكرك من قلب يملأه الأيمان برحمتك وقدرتك”، وعندما يحدث أمر يطيح بقلبي انظر أيضا إليها باكية وأقول” أعرف أنك هناك وأثق بقدرتك ساعدني” ..لذلك أنت ابدا لن تكون وحدك !

لماذا نخشي الوحدة ورحيل الجميع، هل يوجعنا حقا أنهم اختفوا أم أنهم خذلونا أم أننا نشتاق لرائحتهم أو الحقيقة أننا لم نحب أنفسنا بالقدر الكافي لنبقي معها وحدنا نحتاج دائما لوسيط يحبنا فيجعلنا نحب من نكون ! .. كلها أفكار مزعجة تأكل عقولنا بوحشية ونحن وحدنا.
من يرحل يهديك النضج علي طبق من فضة فهو يمنح عقلك وقلبك فرص جديدة في الحياة، نحن نفكر أن المقعد الخالي في القلب لن يشغله أحد ! وربما لفترة لا يأتي ما تتوقعه ولكن فجأة من يشغله يكون الأحسن والأنسب .. فقط اعط الحياة فرصة لتصالحك من جديد !
رسائلي تحتلها قصص النساء الحزينات، اغتصب الحب أحلامهم البريئة وأفقدها عذرية الامل في أن هناك رجل سيمنحها الأمان يوما، تركهم في مهب الانتظار ورحل ! .. ومسامعي يشغلها الكثير من قصص الرجال التعساء فالنساء أيضا تطالهم عجينة الخذلان ويؤلمون قلوب الرجال ويقذفون بهم في خانة الخوف من الاستسلام للحب من جديد ويرحلون بلا شفقة.
كلنا متألمون ولكننا نؤلم بعض، غريبة الحياة لا نعرف فيها من الجاني أو الضحية، نبدل الادوار باستمرار، في الأمس أخد شخص قطعة من قلبك ورحل واليوم تستولي علي قطعة من قلب أحدهم وربما ترحل !
لماذا يختفي البشر من حياة بعضهم البعض ؟! معني كبير للخذلان لا يدركونه أنك كنت تبحث عن الونس معهم، الوحدة مرض لا يقضي عليه دواء فعال سوي الونس.
منذ أسبوع شاهدت فيديو لسيدة أجنبية تزوجت ثلاثة مرات خلال رحلة حياتها وتركتهم وتزوجت نفسها، كانت تحكي عن كل زيجة وكيف رحلت لأنها كانت تعيسة غير متصالحة مع الأخري بداخلها، ولأنهم خذلوها قررت أن تركع علي ركبتها وتتعهد أنها لن تخذل نفسها بعد الان وقررت أن تبقي مسيطرة علي سعادتها كل يوم لما تبقي من عمرها وبالفعل هي سيدة مبهجة يملأها الأمل وبريق العينين، ناجحة في عملها وواقعة في الحب مع رجل متفهم لطبيعتها وماضيها وخوفها وقوتها .. لا يطمح لتغييرها بل يتقبلها كما هي، أشاهدها وأنا أعرف جيدا أن أكثر من نصف نساء الكوكب يتمني الحصول علي ذلك السلام الذي يسكن ملامحها فهو أصبح نعمة نادرة الوجود.
المصدر 

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى