مقالات القراء

محمود سعيد يكتب:اللى إختاروا مصر … وإللى إختاروا أم سيد

profile3

بينما كانت فئة الأبناء الصالحون من أبناء هذا الوطن يوهبون حياتهم لخدمة الخير والإنسانية والعمل على رفعة الوطن، سواء قبل ثورة يناير أو بعدها، كان هناك من يهـدّون ما يفعله هؤلاء الأخيار وبنفس العزم الذى إستخدم فى البناء.

فبينما كان (الباز) يحلم برفعة مصر وتغيير وجهها الحزين الحالى ، و(زويل) يحلم بتطوير التعليم ، و(مجدى يعقوب) يجاهد فى أسوان ليخدم مرضى القلب الفقراء، ومن يحلم بتطوير العشوائيات والرعاية الصحية وتقديمها بالمجان للمحتاجين، ومن يشقى ليل نهار كأبناء جمعية “رسالة” (لخدمة كل محتاج) دون أنانية أو حتى إنتظار الشكر، ومن قدم حتى روحه لرفعة هذا الوطن … كان هناك أيضا من يستغلون الثورة ، وهناك من يشوهون سمعة الوطن بهمجيتهم وجهلهم ، ومن يتاجر بدم الشهداء، ومن يتاجر بإسم الدين سواء بسوء نية أو بجهل شديد وتعصب أعمى،  وهناك من يسعى لمصالحه الشخصية ولو بحرق الوطن وأبناؤه ، وهناك من يجلس بسلبية ينتظر أن يستغل اى تحسن فى الأحوال يحققه الآخرون بدمهم.

ولعل اكثر ما شد إنتباهى وأصابنى بالإحباط بل والإكتئاب أيضا دونا عن البلطجة والإنفلات وحالة التراخى وكل هذه السلبيات التى أصبحت تحيط بنا كمصريين ، هو ما فعله رجل أعمال مشهور من نشر صورة مسيئة وعنصرية على حسابه الخاص على (تويتر).

ما كان أبشع وأغرب بكثير من الفعل هو رد الفعل، فبدلا من أخذ الأمر كما هو كأمر شخصى وفعل فردى، قامت حملات تدعو لمقاطعة شركات وطنية مصرية تفتح بيوت الملايين من أبناء هذا الوطن وتساهم مساهمة كبيرة فى إقتصاد مصر، على الرغم من ان هذه الشركات هى شركات مساهمة بمعنى أن خسارتها تضر بأصحاب الأسهم بها وليس بمؤسسها (إللى كان بيهزر) والذى حتى لا يمتلك نسبة كبيرة من أسهمها.

ونجد منشورات توزع تطالب بـ (نصرة دين الله) ومقاطعة شركات (المستهزئين بالدين) و(إكسر شريحتك الملعونة) وتحميل الأمر أكثر مما يحتمل بمراحل ، وأفعال تضرب إقتصاد الوطن فى مقتل، والأدهى من ذلك هو قيام حملات أخرى تدعو لمقاطعة شركات وبنوك أخرى يعتقد الآخرون أنها تمول أصحاب الحملات الأولى أو أن مقاطعتها (ستغيظ) أصحاب الحملات الأولى.

لهذا الحد من الجهل والتفاهة وصل تعامل البعض مع المسئولية تجاه الوطن وإقتصاده؟، إن أسلوب المقاطعة هدفه الأساسى هو إلحاق الأضرار بـ(الأعداء) وليس بالوطن، ولم يحدث فى التاريخ وفى أكثر مناطق العالم تخلفا أن يقاطع مواطنون منتجات وطنهم، بل ويدعون لذلك أيضا.

هل أصبح إحترام الأديان ووحدة الشعب وإقتصاد الوطن مجالا لـ (الهزار)؟… هل حقا بيننا من يملكون هذا القدر من الجهل واللامبالاة؟… بل والأغرب من ذلك أنك بدلا من أن تجد من يضع على (بروفايله)، “أنا تبرعت لمشروع زويل” .. أو “أنا شاركت فى مشروع كذا” … نجد من يقول “أنا قاطعت كذا “.

إننا نمر بفترة حرجة فمن كان يملك خيرا فليقله أو ليصمت ، ولنتحقق قبل أن نقول ، ولنفكر قبل أن نفعل.

“ربنا إجعل عملنا كله خالصا لوجهك الكريم ، ولا تجعل لأحد غيرك فيه شيئ”.

وتبقين يا بلادى فى دمى

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى