أخبار العالم

مراقب بكلية آداب القاهرة يكشف قصة وفاة ميادة

20813264-v2_xlarge

أصدر الدكتور «خالد ابو الليل» أستاذ الأدب الشعبى فى كلية الآداب بجامعة القاهرة، رئيس لجنة الامتحانات التى شهدت واقعة وفاة الطالبة «ميادة محمد»، بياناً تفصيلياً يروي فيه أحداث واقعة الأمس.

وقال «ابو الليل» وفق البيان الصادر عنه، إنه امتنع عن الحديث لكافة وسائل الإعلام أمس، نظراً لحزنه الشديد على الطالبة ومروره بحالة نفسية سيئة، بالإضافة إلى حرمة الموت، وعدم التحدث عن الطالبة.

وقال: «بداية أعزي نفسي وأسرة الطالبة الشهيدة ميادة محمد، داعيا الله أن يتغمدها برحمته الواسعة، وأن يحتسبها عنده من الشهداء الأبرار، فمن خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع، وأن يلهمنا وأهلها الصبر والسلوان».

وتابع: «لقد كنت حريصاً خلال اليومين الماضيين على الالتزام بالصمت، وعدم القيام بالرد على ما يتم تداوله بخصوص هذا الأمر، احتراماً لجلال المصاب، ولروح الفقيدة، ومقدراً شعور كل من أصابه حزن، وأنا أول هؤلاء، واحتراماً لحرمة الموت».

وأضاف «ونظراً إلى أن الأمر قد تم تداوله بشكل غير صحيح بالمرة، ووصل إلى إتهامى بأشياء، يعلم الله وحده، أنها بعيدة كل البعد عن الحقيقة، فقد رأيت أن فى توضيح الأمر شيئاً مهماً، خاصة بعد الحالة النفسية السيئة التى أصابتنى من جراء ما وقع علىّ من ظلم الاتهامات».

وسرد «ابو الليل» قائلاً: «فى تمام الساعة 9.40 من صباح يوم الثلاثاء الموافق 12 يناير 2016، قمت بالمرور على لجنة الامتحان، بوصفى رئيسا للجنة، وقمت بسؤال إحدى الطالبات عن تليفونها المحمول فوجدته مغلقاً، وكان الحوار على النحو التالى:

هاستأذنك ف الموبايل بتاعك، فبهدوء شديد أخرجت الطالبة هاتفها، ولما وجدته مغلقاً، قلت لها: شكراً، ثم قمت بتنبيه كل الطلاب بضرورة غلق المحمول، ونظراً إلى أن الطالبة ميادة قامت بلمس حقيبتها التى كانت بجوارها مفتوحة، قمت بتكرار تحذير اللى معاه موبايل لو سمحتم يقفله».

وأردف، بعدها بحوالي 30 ثانية، توجهت إلى ميادة وطلبت منها تليفونها المحمول: فأخرجته ووجدته مفتوحاً، ثم سألتها إذا كان معها تليفون آخر، فأخرجت لى، بهدوء شديد، تليفوناً آخر مفتوحاً، ورغم أن تعليمات الجامعة تنص على القيام بإخراج الطالبة من اللجنة، وعمل محضر غش في مثل هذه الحالات، فإننى اكتفيت بالطلب من ميادة أن تنتقل إلى الأمام بجوار دكتور اللجنة.

بمعنى آخر قمت بمخالفة القانون رحمة بالطالبة واكتفيت بمجرد نقلها من مكانها، ولقد كان نص الحوار كالتالي: «هاستأذنك في تليفونك، فأخرجت الأول مفتوحاً ومضيئاً، هل معاك تليفون تاني، بدون أن تتكلم قامت بإعطائه لى مفتوحاً أيضاً، وأخذت ورقتها وقلت لها: اتفضلى لو سمحت اطلعى قدام عند الدكتور».

وقد استجابت الطالبة في هدوء شديد لما طلبته منها، خاصة أنها أدركت أنني لم أقم بعمل محضر غش لها، ولم ترد ولم يدر بيننا أي حديث، ومن جانبي كان حديثي معها في منتهى الهدوء لدرجة أن زميلاتها اللاتي يجاورنها ربما لم يسمعوا حديثي معها، حرصاً منى على ألا يحدث توتر أو بلبلة لبقية الزملاء، ولعل من يعرفونني، خاصة الطلاب، يعرف أن هذا هو أسلوبي في التعامل مع الطلاب، سواء في المحاضرات أو المراقبة.

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى