من أعالى الفرات إلى أقصى منابع النيل كانت الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس أقوى ممالك العالم القديم الإمبراطورية المصرية تحت قيادة العظيم تحتمس الثالث سادس فراعنة الأسرة الثامنة عشر أعظم إمبراطور بالعالم القديم و أحد أهمهم على مر التاريخ تسلم الحكم بعد وفاة الملكة حتشبسوت و التى كانت بدورها فى حالة سلام و تبادل تجارى مع من حولها أثناء تواجدها على كرسى الحكم ولهذا وبعد موتها تجرأ البعض على الفرعون الجديد حديث السن و العهد بأمور الحكم و لكن هيهات أن يتم ذلك التجرأ بكامل تبعاته فالدم المصرى الملكى يجرى فى عروقه محفوراً على صدره أن سليل أرض العظماء ينطق جبينه إما العزة و إما الموت فداء الكرامة وعلى هذا فقد وصل له رسالة من أمير مدينة قادش المسيطر على تحالف ثلاثة و عشرون جيشاً أسيوى فحواها أن ذلك الفرعون حديث العهد لا يقوى على مقاليد الحكم وعليه الاستسلام لذلك و بدون تفكير قالها تحتمس الثالث نطقت شفاة الكرامة بما تحويه صدور العزة حيث قال الأن سترون غضب مصر و بالفعل و بدون أى توقعات قد تفيد بحماية الجيش المصرى لحدوده عند سيناء تحرك الجيش لملاقاة تحالف تلك الجيوش و قطع الجنود مائتان ميل و يزيد فالكرامة المصرية تحركهم ولو لأخر الأرض حتى تمت المعركة بمنطقة مجدو بفلسطين و فاجأهم تحتمس بعبقرية عسكرية فريدة تدرس إلى الآن بجامعات أوروبا فوصل لهم الجيش المصرى من الممر الضيق البعيد تمامًا عن توقعاتهم فهم كانوا فى انتظاره عند الطرق الواسعة ولكن هيهات أن يتوقع السفهاء عظمة الملوك و بحنكه تحتمس الثالث العسكرية كان أول من قسم الجيوش إلى جناحين و قلب فرسم الجيش المصرى على أرض المعركة كنصف دائرة و تمكن من الإنقضاض على ذلك التحالف الذى أصابه الإضطراب و التقهقر و تحصنوا بحصن مجدو و حاصرهم المصريين هناك سبعة أشهر كاملة حتى استسلموا و أرسلوا أبناؤهم حاملين لواء الخضوع و الاستسلام و عاد الجيش المصرى من هناك إلى درة الشرق منتصرًا مثبت قواعد مملكته الكبيرة شاسعة الرقعة و المساحة و استمر تحتمس الثالث فى حكم المملكة المصرية ما يقرب من أربعة و خمسون عاماً عاشت معه مصر المجد و أوج الإزدهار ممكلة مترامية الأطراف عظيمة الشأن و الأثر غضبها يدك الجبال و يزلزل الأرض من تحت أقدام السفهاء ذلك تاريخ بعضهم من سولت لهم أنفسهم إهانة الملوك فكان الرد رد عظمة الأن سترون غضب مصر .
تابع الشرقية توداي على جوجل نيوز 
