سياسة

موقف مصر من الأحداث الأخيرة في لبنان؟

%D9%85%D9%88%D9%82%D9%81 %D9%85%D8%B5%D8%B1 %D9%85%D9%86 %D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D8%AB %D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A9 %D9%81%D9%8A %D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D8%9F

ما لبث أن شهد لبنان استقرارًا نسبياً بعد أعوام من فراغ سياسي وفوضى، ليفاجئ رئيس حكومته سعد الحريري الجميع بإعلان استقالته السبت الماضي، من العاصمة السعودية الرياض، ليعود البلد، الذي لم يُشفَ بعد من آثار الحرب الأهلية، إلى حالة القلق والتوتر التي سيطرت عليه عقود.

وقال الحريري في خطابه المُتلفز، إن حزب الله الشيعي اللبناني المدعوم من إيران بات دولة داخل دولة، وأن طهران تنشر الخراب أينما حلّت، مُشيرا إلى أن الأوضاع في بيروت الآن تشبه تلك التي اغتيل فيها والده رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.

وتفاقمت الأزمة، بعد توجيه المملكة العربية السعودية اتهامات لحزب الله وطهران بأنهما ساعدا مليشيات الحوثيين الشيعة في إطلاق صاروخ باليستي على الرياض الأسبوع الماضي، وقال المسؤولون السعوديون إن لبنان أعلنت الحرب على السعودية، وفي المقابل اتهم مسؤلون لبنانيون السعودية باحتجاز الحريري، ووضعه قيد الاقامة الجبرية في محل اقامته هناك.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أنه وصل إلى مُطالبة المملكة ودول خليجية أخرى مغادرة الأراضي اللبنانية في أسرع وقت ممكن.

وردا على اتهامات السعودية، زعم حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، أن المملكة طلبت إسرائيل بضرب لبنان، وقال في كلمة ألقاها أمس إن استقالة الحريري “تدخل سعودي غير مسبوق” في السياسة اللبنانية.

“مصر ليست طرفا”

ووسط هذه الجلبة، قال السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مصر ليست طرفا فيما يدور بين السعودية وإيران، مُشيرا إلى أن الحكومة المصرية أعلنت مرارًا وتكرارًا، وفي مناسبات عدة إنه في حالة حدوث أي اعتداء مباشر على دول التعاون الخليجي ستتدخل مصر، لأن أمنها مرتبط بأمنهم.

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد شدد على أن أمن الخليج خط أحمر بالنسبة لمصر، قائلا: “ويجب على الآخرين عدم التدخل في شؤوننا والوصول بالأمور إلى شكل من أشكال الصدام”.

وطالب بعدم زيادة التوتر في المنطقة، لكن ليس على حساب أمن واستقرار الخليج.

وقال السيسي في لقاء مع مجموعة من ممثلي وسائل الإعلام المصرية والأجنبية على هامش منتدى شباب العالم الذي أقيم بشرم الشيخ، إنه يعارض الحرب، مشيرا إلى أن مصر لها تجارب صعبة مع الحروب.

“عصمته ليست بيده”

يرى السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الأوضاع السياسية في لبنان حساسة للغاية، إذ تؤدي أي مشكلة بين الفصائل إلى زعزعة استقرار وقلق في البلاد، مُشيرا إلى أن مشكلة لبنان الرئيسية هي أن “عصمته ليست بيده”.

وقال بيومي، إن مصر دائما ما كانت “محضر خير” في لبنان، تعمل على تقريب الموقف، وتهدئة الأوضاع.

وتابع: “مصر تُشجع على الحوار بين كافة الأطراف، واعلاء قيمة المواطنة على الحزبية”.

“تجهيزات إسرائيلية”

ووسط توقعات الكثير من المحللين والمراقبين الدوليين بإمكانية نشوب حرب في المنطقة، قال هريدي، مُساعد وزير الخارجية الأسبق، إن اسرائيل تجهز نفسها منذ عام 2006، لجولة عسكرية أخرى ضد حزب الله، كم أجل القضاء عليه.

وتابع: “ستختار إسرائيل الوقت المناسب لتوجيه ضربتها لحزب الله”، مُشيرا إلى أنها لن تستهدفه بمفرده، ولكن الوجود الإيراني في المنطقة، وتوسع طهران في سوريا، وستبذل كل جهودها للحيولة دون تثبيت الوجود الإيراني في المنطقة بعد القضاء على تنظيم داعش الذي خسر جل معاقله الرئيسية في سوريا والعراق.

وشهدت منطقة جنوب لبنان وهضبة الجولان المحتلة حربا قاسية بين حزب الله وإسرائيل، بدأت في يوليو 2006 وانتهت في أغسطس من العام ذاته.

وعن موقف مصر من حزب الله وطهران، يقول هريدي: “مصر لن تتخذ أي إجراءات ضد حزب الله وإيران”.

ويتفق ذلك مع تصريحات السيسي لشبكة (سي.إن.بي.سي) الأمريكية، والتي قال فيها إن الاستقرار في المنطقة هش في ضوء ما يحدث من اضطرابات في العراق وسوريا وليبيا واليمن والصومال والدول الأخرى وبالتالي فنحن في حاجة إلى المزيد الاستقرار، وليس عدم الاستقرار.

ومن جانبه، شدد بيومي على ضرورة الفصل بين حزب الله ككيان سياسي، وجناح عسكري، قائلا: “حزب الله سياسي شيء، وأن يكون له جناح عسكري، فيصبح جيش داخل جيش شيئا آخر”.

المصدر

أحمد سمير

أحمد سمير حاصل على بكالوريوس إعلام جامعة الأزهر .. أعمل بمجال الصحافة منذ عام 2015 .. عملت في موقع الشرقية توداي كاتب صحفي .. وصحفي فيديو .. وحاليا محرر صحفي .. عاشق للتصوير والمونتاج والإخراج
زر الذهاب إلى الأعلى