الفنان يوسف شعبان معروف بتفاؤله الدائم، عاش 80 عاماً رافعاً شعار «الحياة دائما بها الأحلى»، رغم تميزه بالأدوار التراجيدية، لكن فى كل حواراته كان يؤكد أن الكوميديا هى أساس الفنان، لأنها الطاقة التى يصدرها لجمهوره، والوسيلة التى يغير بها مزاج شعب بأكمله حتى فى حياته الخاصة، كان كثير الزواج وكانت اجاباته الدائمة انه يكره «النكد» ولذلك اختلف مع زوجاته كثيراً لأنه دائما يحب الضحك، الفنان القدير رغم حالة الفرحة التى كان يصدرها دائما.. لكنه الآن يعيش حالة يأس شديدة جعلته يخرج عن صمته ويعلن: «أنا غضبان».
الفنان القدير قال: أصعب ما فى الحياة أن تموت، وأنت على قيد الحياة، وأضاف: عندما ترتبط حياتى بأدوية ولا أجدها، وأظل أبحث عنها فى كل مكان، وتكون النتيجة «مستعجل اطلب من بره» لابد أن أؤكد أننى حزين وأشعر بالموت القريب، ولكنه موت بإهانة، عندما لا أجد دواء وأرى حالتى الصحية وهى تتأخر كل لحظة.
وأضاف الفنان القدير: أعانى من تلف فى الكليتين اليمنى واليسرى، وبالفعل عندما ساءت الحالة لأول مرة فى فبراير الماضى دخلت المستشفى ونصحنى الأطباء بضرورة الاهتمام بالكلى بشكل كبير، ومن وقتها وأنا أسير على أدوية بعينها، خاصة أننى أعانى من أمراض فى القلب تؤثر على الكلى وعلى أجهزة الجسم، ولكنى حزين أن أرى أن كل الادوية غير موجودة بالصيدليات، الأزمة وصلت للأدوية وهذا لا يعرف فقيراً أو غنياً، الدولة مطالبة بأن توفر الدواء، الشعب لا علاقة له بارتفاع الدولار أو انخفاضه، لكن قلة الدواء وانعدام بعضه ستؤثر بالسلب على الجميع، الحكومة مطالبة بأن تسد احتياجات شعبها، وتحافظ عليه، حالتى تتأخر يوماً بعد يوم، ولا أعرف كيف يصل الحال بمصر أن تعيش دون دواء.
وأكد شعبان أن مناشدته للحكومة لا علاقة لها بشخصه، لكن لها علاقة بأن الأمر عندما يصل لنقص الأدوية فى الأسواق، فالأمر يصل الى مرحلة خطيرة ويمكن أن يصل الى مرحلة احتقان كبيرة بين الجميع، مشيراً الى أن الحياة اذا توقفت بهذا الشكل، فهذا يعنى أن مرحلة الخطورة باتت كبيرة والمرض أصعب ما يواجهه الانسان، فأنا أعيش حالة ارهاق غير عادية منذ مرضى فى شهر فبراير، وسمعت مئات المرات عن شائعة وفاتى وكنت اقابلها بالضحك، لكننى حقا حزين.
يذكر أن الفنان القدير كان آخر تكريم له بالمهرجان الكاثوليكى لكنه لم يحضر وقتها لمرضه الشديد واعتذر، وحتى الآن لم ينل شعبان جوائز من الدولة رغم تقديمه أكثر من 120 فيلما سينمائيا بدأها عام 1961 بفيلم «فى بيتنا رجل» وتلاها بمجموعة كبيرة من الأعمال السينمائية التى حققت نجاحاً كبيراً، بالإضافة الى تقديمه عددا كبيرا من المسلسلات المميزة بدأها عام 1963 أبرزها «العائلة والناس» و«الشهد والدموع» و«الوتد» و«عيلة الدوغرى» و«لحظة ضعف» و«رأفت الهجان» وتألق بشكل بارع فى أدائه لشخصية محسن ممتاز العمل الأقوى فى حياته الفنية وقدم بعده «المكان المقصود» و«أعمال رجال» و«التوأم» و«ضد التيار» و«أميرة فى عابدين» و«امرأة من زمن الحب» و«الضوء الشارد» و«المال والبنون» والمشاركة بالجزء الخامس من «ليالى الحلمية» والجزء الأول من مسلسل حول «السيرة الهلالية» بنفس العنوان، «الحقيقة والسراب» و«الضوء الشارد» ووصلت اعماله التليفزيونية الى 130 مسلسلا، وكانت الدراما هى الأقرب له من السينما والمسرح، لأنها تتيح له تعدد شخصياته وقدرته على تحقيق نجاح كبير لكل شخصية كان يقدمها.
شغل منصب نقيب الممثلين عام 1997 وكان يطلق عليه دائما أنه الصديق المقرب لمعظم الوسط الفنى.
المصدر
تابع الشرقية توداي على جوجل نيوز 
