منوعات

قصة طالب عراقي خاطر بحياته وصعد عمارة الأزاريطة المائلة : باسبور بلدي أولا

%D9%82%D8%B5%D8%A9 %D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8

حين مال العقار رقم 18 بمنطقة الأزاريطة في الإسكندرية الخميس الماضي، لم يعانق المبنى جدران العمارة المقابلة وحسب، بل أطبق على مقتنيات مهمة للطالب العراقي زياد طارق، لا يستطيع التحرك بدونها.

في مساء الأربعاء قبل الماضي حينما أخذ العقار المكوّن من 13 طابقًا في الميل بالتدريج حتى استقر على المبنى المٌقابل، كان يجلس زياد طارق على إحدى المقاهي للمذاكرة استعدادًا لامتحان مرتقب، وبينما كانت تُخلي قوات الحماية المدنية شارع الخشخاني، لم يكن يعلم الطالب العشريني عمّا يدور فيه.

مع انتصاف الليل؛ توجه ابن العراق إلى الخشخاني لكنه وجده «مقلوبًا» قوات الحماية المدنية والشرطة منتشرة بالشارع، إذ أن إحدى العمارات الصغيرة المجاورة للعقار رقم 18 قد سقطت تمامًا : «كانت هي اللي سانداه، ولما وقعت بدأت العمارة تميل على الآخير».

استأجر طارق الشقة المقابلة للعقار بداية هذا العام لأنها قريبة من كلية طب الأسنان التي يدرس بها، فيما تعُد بالأساس سكنًا طلابيًا يتعاقب عليها الطلاب بمرور السنوات، ولم يلاحظ الشاب العشريني أي ميل أو شقوق بالعقار المقابل له.

وقف ابن العراق مشدوهًا أمام ما يجري تذكّر أنه لم يجلب سوى إحدى ملازم المذاكرة معه، وترك هاتفه وكل متعلقاته الهامة مثل “الباسبور” في العقار الذي يسكن به، بالإضافة إلى أنه وحيدًا في الإسكندرية، وليس لديه أي أقارب في مصر.

تملّك التوتر من طارق، شعر بالخوف، ليس لاحتمالية سقوط مبناه، ولكن من فقدان الباسبور العراقي المستقر في الطابق الرابع «بيحتاج أقل شئ سنة حتى يطلع واحد جديد» ورغم يقينه بخطورة الأمر، حاول إقناع كل مسئول وجده بالشارع، بالسماح بصعود المنزل لجلب هويته، لكن جميعهم رفضوا حفاظًا على سلامته.

لم يغادر ابن العراق الشارع في انتظار موافقة أحد عناصر الأمن بصعوده، لكن مع حلول الثامنة صباحًا، تيقّن أن الأمر صعب المنال، فقرر الذهاب لمنزل أحد أصدقائه بالكلية، والمبيت عنده، ورغم اقتراب امتحانه، لم يستطع طارق استذكار أية من فصول منهجه “كان قلقي على الباسبور كبير، بعرف إذا فقدته هضيع”.

ظل يتردد الطالب باستمرار على الشارع، وبعد مرور يومين «وإلحاح كبير مني» وافق أحد أفراد الشرطة على صعود طارق إلى العقار ولكن بشرط اصطحاب معه أحد أفراد الأمن. بحذر صعد طارق إلى الطابق الرابع، لم يصدق نفسه أنه قد وصل أخيرًا إلى شقته.

صنوف مختلفة من المشاعر مرّ بها طارق بتواجده في العقار المُهدد، فتّش عن الباسبور وهاتفه المحمول في عجالة،لم يأبه لأي من أغراضه الباقية، وبعد دقائق معدودة هرول خارج المبنى يحمد الله على النجاة، ثم التقط هاتفه وتحدث إلى أهله في العراق ليطمأنهم بعد غياب يومين دون التواصل معهم.

استأجر طارق شقة أخرى لمدة 20 يومًا حتى ينتهي من الامتحانات، يتردد على الشارع من وقت لآخر لمتابعة التطورات، كان آخرها أول أمس «كانوا بيهدموا العمارة، وطبعًا نسبة الخطر زادت فصعب إني أطلع الشقة تاني».

يصبر الطالب العشريني نفسه بأن ذلك سينتهي قريبًا، وبعدها سيتمكّن من الصعود للملمة باقي مقتنياته حتى يستطيع السفر إلى بلده دون عقبات، في الـ23 من يوليو الجاري : «بعرفش إذا ما عرفت أجيب هدومي وباقي أغراضي، شو راح يكون مصير رحلتي للعراق».

 

المصدر 

زر الذهاب إلى الأعلى