أخبار الشرقية

البلطجية يعيدون الدراما إلى بيتها بالإكراه

الأستوديهات هى البيوت التى تمرد عليها صناع السينما والدراما منذ الثمانينيات تقريبا. وأصبح التصوير الخارجى وفى الأماكن البعيدة عن الديكورات هدفا أساسيا عند صناع السينما والدراما حتى إنك فى السنوات الماضية كنت تعتاد وجود تصوير فيلم ما أو مسلسل ما بالقرب منك بعيدا عن تلك الاستوديهات ولكن مؤخرا وبعد أن ظهر جيل من البلطجية بصور مختلفة يهاجم فى كل مرة الأعمال التى يتم تصويرها فى شوارع القاهرة والمحافظات يبدو أن الاستوديهات سوف تشهد عصرا جديدا خلال الأيام المقبلة ويبدو أن الدراما سوف تعود إلى هذه البيوت التى هجرتها من قبل.

آخر الحوادث المؤسفة التى ربما تجبر صناعها إلى اللجوء للأستوديهات كانت حادثة مسلسل «عرفة البحر» التى منعت فيها أسرة المسلسل من التصوير بالمقابر فى منطقة شبرامنت وهو ما دفع المخرج أحمد مدحت لإلغاء التصوير… والحقيقة أن أزمة «عرفة البحر» ليست الأزمة الوحيدة التى واجهت الدراما المصرية فى الفترة الماضية، فقد سبقتها أزمة مسلسل «ذات داخل جامعة عين شمس» وأزمة فيلم «فرش وغطا» وأزمات أخرى تعرضت لها الدراما المصرية.

المخرج محمد كامل القليوبى يرى أن الطبيعى هو عودة الأعمال الدرامية إلى الاستوديهات ويقول: الاستوديو هو بيت السينما والتليفزيون الذى لا يمكن التخلى عنه، وفى مثل هذه الظروف التى تمر بها البلاد سوف تعود الاستوديهات إلى سابق عهدها وقتما كنا نقدم أعمالنا بالكامل فى الاستوديهات..

فالاستوديهات هى المكان الوحيد الذى يمكن أن توجد فيه عالما تشكله كيفما تشاء والحقيقة أن السينما والتليفزيون خرجا من الاستديوهات إلى الأماكن الطبيعية توفيرا للنفقات لكن دائما كانت تواجهنا مشاكل عديدة ومع الانفلات الأمنى وعدم الوعى بأهمية الفنون سوف نعود إلى بيوتنا وهو أفضل من وجهة نظرى وإن كان سوف يوجد حسابات مالية جديدة وهو شىء طبيعى أن تتغير أجور الاستوديهات والمهم هو أن تتوافر وقتها هذه الاستوديهات التى فى رأى أنها أفضل بكثير من التصوير فى الخارج خاصة مع ما تشهده البلاد من أحداث الآن.

المنتج صفوت غطاس يرى أن العودة للأستوديهات أمر طبيعى لكنه كارثى ويقول: المسألة ليست فى العودة إلى الاستوديهات أو التصوير فى الخارج بقدر ما هى أزمة فيما تتعلق بالفن بشكل عام فهناك كارثة إذا استمر الوضع على ما هو عليه من انفلات أمنى فنحن نعمل بدون أمان وهو شىء ربما يدعونا إلى التصوير خارج مصر أصلا فالاستوديهات داخل مصر يمكن أن تهاجم أصلا إذا استمر الوضع على ما هو عليه والعودة إلى الاستوديهات ليس حلا وعلى الجهات الأمنية البحث عن حلول لأننا لن نتحمل مثل هذه الكوارث، ولا أقصد بالكوارث أن هناك احتمالا لأن تزيد الميزانيات وتصبح أزمة وهى حقيقة ولكن العمل وأنت تشعر بالخوف وأنك مهدد هو الكارثة فى حد ذاتها وأعتقد أنه لو استمر الوضع على ما هو عليه سوف نلجأ للتصوير خارج مصر.

المصدر : الشروق 

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى