أخبار العالم

آن باترسون: الوضع الحالى فى مصر «كئيب»

آن باترسون

قللت وكيلة وزير الخارجية الأمريكى لشئون الشرق الأدنى، آن باترسون، من أهمية انفتاح القاهرة على موسكو، قائلة: «من وجهة نظرى فإن ما يسمى بانتصارات روسيا فى مصر مبالغ به»، ومضيفة: «لدينا علاقة قوية وطويلة (مع مصر) على الصعيد العسكرى. هناك بعض الأسلحة الروسية المتبقية منذ عقود وزيارات لمسئولين روس، ولكن هذا لا يعنى أن روسيا تنافس الولايات المتحدة فى مصر».

وخلال جلسة استماع عقدتها لجنة خدمات القوات المسلحة فى مجلس النواب الأمريكى عن السياسة الأمنية الأمريكية فى الشرق الأوسط، أعربت باترسون، مساء أمس الأول، عن خشيتها من الأوضاع فى مصر، معتبرة أن الاستفتاء على الدستور الشهر الماضى لم يساهم فى حل الأزمة السياسية العميقة فى هذا البلد.

وتابعت أن الأوضاع فى مصر مقلقة للغاية، مضيفة أن «واشنطن مستمرة فى دعم تطلعات الشعب المصرى لتأسيس نظام ديمقراطى يحترم الحقوق العالمية، ويساعد فى حل المشاكل الاقتصادية ويدعم فرص الاستثمار والتوظيف».

باترسون، التى خدمت كسفيرة لبلادها فى القاهرة فى وقت سابق، مضت قائلة إنه فى الشهور المقبلة، سيكون لدى المصريون الفرصة لاختيار رئيس جديد وبرلمان منتخب كما نصت خارطة الطريق التى طرحتها الحكومة المؤقتة.

وأضافت: «رغم أن الاستفتاء على الدستور، الذى تم فى يناير الماضى، كان خطوة مهمة فى التحول الديمقراطى الذى تشهده مصر، فإنه لم يقدم أى حل لحالة الاستقطاب السياسى العميقة التى تعانيها البلاد (…) نأمل فى أن تسفر الانتخابات المقبلة عن حكومة مقبولة شعبيا بشكل واسع وتعمل على تحقيق الاستقرار والرفاهية الاقتصادية».

كما أعربت وكيلة وزير الخارجية الأمريكى عن أملها فى أن تساهم الانتخابات التشريعية والرئاسية والاستفتاء على الدستور فى تهدئة الأوضاع الأمنية فى شبه جزيرة سيناء. وقالت باترسون: «ننتظر أن تنفذ الحكومة الانتقالية فى مصر الحقوق التى يضمنها الدستور الجديد، ولدينا قلق شديد من بعض خطوات الحكومة التى قلصت حريتى التعبير والتجمع السلمى، فى نفس الوقت، نحن قلقون من التهديدات الأمنية الخطيرة التى تجابهها القاهرة».

وأوضحت أن الإرهابيين استغلوا عدم الاستقرار السياسى فى البلاد خلال العامين الماضيين لشن هجمات على الحكومة، وكذلك استغلال الأراضى المصرية لشن هجمات على إسرائيل، مضيفة أن الوضع الاقتصادى فى مصر يثير القلق رغم المساعدات المالية التى قدمتها الدول الخليجية للقاهرة.

واستطردت باترسون: «أصبح من الأساسى أن تتبنى مصر إصلاحات اقتصادية والحصول على استقرار سياسى من أجل إدراك المستقبل الواعد الذى ينتظرها، لكن الوضع العام كئيب فى الوقت الحالى».

فى هذا السياق، قالت نائبة مدير مساعد وزير الدفاع لشئون الأومن الدولى، اليسا سلوتكين، إن «العلاقات بين القاهرة وواشنطن مهمة لتحقيق الأهداف الأمريكية فى المنطقة، مضيفة أن هذه العلاقات واحدة من أهم العلاقات الدفاعية الاستراتيجية للولايات المتحدة فى الشرق الأوسط، وخلال 30 عاما، ساهمت فى تحقيق المصالح الأمنية للبلدين.

وتابعت سلوتكين أن «واشنطن قلقة من أحداث يوليو وأغسطس الماضيين»، مضيفة: «ما كان تعليق تسليم بعض الأسلحة لمصر إلا تعبيرا عن ذلك القلق»، ومشيرة إلى أن «الولايات المتحدة تريد أن تنجح عملية التحول الديمقراطى فى مصر، لأن ذلك يضمن استمرار علاقاتها الأمنية مع القاهرة».

وأضافت المسئولة فى وزارة الدفاع (البنتاجون): «نحن مستمرون فى استغلال علاقاتنا مع المؤسسة العسكرية المصرية لتشجيع تحول ديمقراطى شامل وغير عنيف، ما يعكس تطلعات الشعب المصرى».

باترسون انتقلت للحديث عن الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط قائلة: «هناك تحديات صعبة تقوض استقرار المنطقة فى المرحلة الراهنة، فهو إقليم 60% من سكانه أقل من 30 عاما، وربع هذه النسبة يعانى من البطالة، كما أن التقدم فى تكنولوجيا الاتصالات منح هؤلاء الشباب القدرة على معرفة الأحداث حول العالم والتواصل مع بعضهم بطريقة أسلس من ذى قبل، وفى حين يكفر هذا الجيل بالحكومات الفاسدة التى تقتل أحلامهم بالتغيير، لا يملكون خبرة الحكم التعددى، فضلا على إحباطهم من الاقتصاد المتهاوى فى بلادهم».

وختمت بأن «هذه التحديات تغذى عدم الاستقرار فى المنطقة، وتهيئ الظروف لنمو التطرف، وأمننا القومى يتطلب أن ظل متواجدين فى المنطقة»، معتبرة أن «فرصتنا فى حل بعض قضايا السياسة الخارجية المعقدة فى هذا الإقليم دون اللجوء للقوة، تتطلب دبلوماسية نشطة».

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى