مقالات

أحمد حلمي | يكتب: أجمل الناس قلبًا

أحمد حلميأجمل الناس قلبًا من يمدوا يد العون متى لجأ إليهم أحد ، بلا مقابل سوى ابتغاء وجه الله الكريم.

و الأجمل منهم هم من ينيرون طريق غيرهم بالقول و الفعل ، فيبعثوا الأمل داخل صدور أهل الحاجة طوال سعيهم في حاجاتهم فيجعلوهم مطمئنين حتى تنتهي المسألة.

و يفوق الجميل و الأجمل أناس يعلمون حاجات الناس وهم لا يعرفونهم فيعاونوهم في الخفاء إبتغاء وجه الله الكريم.

فهؤلاء هم من لا ينتظرون جزاء في الدنيا من العباد ولا شكراً و يعملون و يساعدون في الخفاء وهم أهل الخير الخفي و أهل الصفوة في العون.

فكل ما سبق وغيرهم نماذج قد لا نعلمها ولا يعلمها إلا علام الغيوب إختصهم جميعًا بقضاء الحوائج.

فما هى الحاجة ؟ وهل الحاجة هى كما يستقر عند البعض هى حاجة المال فقط؟

للأسف إستقر مؤخرًا عند البعض ان مساعدة الغير أصبحت تقتصر على العون المادي فقط و تناسوا ان الحاجة مادية و معنوية و تشمل طرفي الحاجة مناصفة ، فتشمل من يطلب المسألة و القائم على مساعدته.

كلاهما أهل الحاجة فإن كان الأول ذو حاجة دنيوية فالأخير ذو حاجة إلى ثواب في الآخرة يقربه من الله جل وعلا .

فيقول  من فرج عن أخيه كربه من كرب الدنيا فرج الله عنه كربه من كرب يوم القيامة و من ستر على أخيه المسلم في الدنيا ستره الله عز و جل يوم القيامة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. «صدق رسول الله».

وللعلم ، المعاملة الطيبة هى حاجة للغير ، الإبتسامة حاجة للغير ، الدعاء حاجة للغير ، حسن الإستقبال حاجة للغير ، بعث الأمل للغير حاجة للغير ، السعي في مصالح الغير حاجة..إلخ.

لكن للأسف أصبحت المساعدات مشروطة بمقابل ، وأصبحنا نرى ان الخدمة تنجز من أجل خاطر شخص ما ، لعله يرضى عن من قام بها أو لعله نستفيد منه مستقبلاً ، فما كان غير خالصًا لله فهو لمن كان ؟! ، فالله غني عن العالمين.

أمر آخر لا يقل أهمية عن ما سبق وهو المن ، فيقول تعالى في سورة البقرة «يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى» صدق الله العظيم.

بالرغم من ان خير الصدقة الخفية ، و مساعدة الشخص للغير هى صدقة يتصدق بها الفرد عن نفسه لوجه الله عسى ان يتقبلها الله منه في الآخرة ، فلا مانع من ذكر الخير ليهتدى به الغير ولكن ليس من أجل المكابرة و التباهي بعون الغير فيسبب الألم النفسي و الحرج لمن كانت له المسألة.

يتسع القول في هذا الموضوع كثيرًا و كثيرًا لأنها تجارة رابحة مع الله ولكن بعد الإطالة يحضرني قول أخير و هو ، ساعد من حولك إن كنت قادرا على ذلك و إجعلها خالصة لوجه الله الكريم و إذا سألك سائل وفزع إليك في مسألة مشروعة فأعلم أنك ممن اختصهم الله بقضاء لذلك كما أخبرنا :«إن لله عبادًا إختصهم بقضاء حوائج الناس حبّبهم إلى الخير وحبّب الخير اليهم ، أولئك هم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة».

اسأل الله ان يجعلنا جميعًا من أهل قضاء حوائج الغير بلا كبر ولا من و أن يتقبلها منا خالصة لوجهه الكريم.

  • الآراء المنشورة لا تبعر بالضرورة عن رآي الشرقية توداي بينما تعبر عن رآي الكاتب.

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى