أحد الناجيين من حادث قطار الإسكندرية يروي تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل الحادث

تقرير | إسراء خطاب

ذهب «مصطفى على حسنين» الشهير بـ «مصطفى التونسي» المقيم فى مركز أبو كبير محافظة الشرقية إلى الأسكندرية لزيارة شقيقته بصحبة أبناءه الأربعة وزوجته، فكان شاهداً على حادث قطاري الأسكندرية بأكمله، ليكشف التفاصيل التى وراء الحادث.

التقت كاميرا الشرقية توداي بمصطفى الذي روى ما حدث قائلاً: توقف القطار المتجه للأسكندرية فى «كفر الدوار» لمدة تتراوح من ربع إلى تلت ساعة، بسبب حدوث عطل فنى به خلال رحلته، فخرج «مصطفى» إلى إحدى أبوبة القطار لإشعال سجارته، وإذ به يشاهد قطار أخر على نفس القضبان يتجه نحوهم من الخلف بسرعة البرق ويصدر زماراً صاخباً، السائق وبعض ركاب القطارين يلقون بأنفسهم إلى الخارج مسرعين.

لم يستطع «مصطفى» أن ينجى بنفسه تاركاً أسرته خلفه، فأتجه مسرعاً إليهم يحاول أن ينقذهم قبل حدوث الإصطدام، ولكن سرعان ما إحتضن القطارين بعضهم، وبالرغم من الجرح العميق والنزيف المتصل الذى تسببه الحادث فى رأس مصطفى والكدمات الشديدة التى ملئت جسده، قام بحمل أطفاله الأربعة وملابسهم تتصبب دماً من نزيف والدهم ،اخرجهم من إحدى نوافذ عربة القطار وأمن زوجته أيضاً.

سرعان ما فقد «مصطفى» الوعى بعد تأمين أسرته خارج القطار، ولم تجد زوجته إسعاف في نطاق الحادث بعد إنتظار أكثر من نصف ساعة، فقامت بالهرولة إلى إحدى الطرق الرئيسية لكى تطلب المساعدة من المارة، فصادفها رجل وأسرع بالاستجابة لطلبها، أخذ زوجها وإتجه به إلى مستشفى خاصة.

وصل «التونسي» إلى المستشفى فلم يجد أطباء يقومون بإسعافه، فى ذلك الوقت كان فاقد للنطق والرؤية والتركيز تماماً، ولكنه دخل غرفة العمليات وحضر الأطباء وقاموا بعمل خيط للجرح «عشر غرز» من الداخل والخارج، وقاموا بإثبات كل هذا فى التقارير الخاصة بالمستشفى.

أرسلت شقيقته إليه سيارة لنقله إلى مستشفى خاصة فى مطروح للإطمئنان عليه، وبعدها إنتقل إلى مستشفى أخرى بمطروح أيضاً.

أكدت زوجة «التونسي» أن المستشفى التى تم نقله عليها كانت خاوية من الأطباء، ولكن الممرضين قاموا بإسعافه على الفور، وظل داخل غرفة العمليات ساعة إلى ساعة ونصف، وأخبرهم أحد الأطباء بعد قدومه، أن مصطفى سيحتاج إلى عملية تجميل بعد أن يتعافى الجرح لأنه الخياطة ستترك أثراً ظاهراً فى رأسه.

وجه «مصطفى» كلاماً إلى المسئولين خلال حديثه مع «الشرقية توداى» قائلاً بأعين دامعة: «حسبي الله ونعم الوكيل..إتقوا الله.. لو واحد من عيالكوا كان فى القطر كنتوا عملتوا الصح».

ويذكر أن الحادث أسفر عن 41 حالة وفاة وإصابة 132 آخرين.