رأي

أحمد بسيوني | يكتب : ثورة 25 يناير الفرعونية

احمد بسيوني
أتذكر جيدا ما قالة لي بروفسير أمريكي متخصص في علم الأثار قبل ثورة 25 يناير 2011 ان المصرين لديهم (جينات) الحضارة الفرعونية يتوارثونها من جيل للآخر و للحق كنت أعتبر هذا الكلام مجاملة منة للشعب المصري حتي قامت ثورتنا المجيدة وبعدها استمعت إلي محاضرة للدكتور باسم الشماع عالم الأثار المصري عن اوجة الشبهة بين ثورة 25 يناير وأول ثورة في تاريخ البشرية (الثورة فرعونية) التي تمت اثناء حكم الملك بيبي الثاني الذي حكم للفترة (2278 ق. م حتي 2184 ق. م) وعندما قرات في هذا الموضوع رايت ما اثار دهشتي فكم التشابهات التي بين ثورتنا و ثورة الفراعنة كثيرة و متعددة و سأتكلم عن بعضها في هذا المقال.

بيبي الثاني كان ملكاً من الاسرة 6 الملكية في مصر القديمة ، حكم منذ ان كان طفلا عمرة 10 سنوات و كان هذا شئ عادي وقتها ان يحكم طفل !! و استمر حكمة لمدة تقارب 100 سنة ليكون بذالك أطول فترة حكم في العصر القديم و الحديث.
ونتيجة طبيعية لهذة الفترة الطويلة ان زاد الفساد و الكساد التجاري فلم تعد مصر تصدر المنتجات و المحاصيل إلي (فينيقيا) و زادت الضرائب اضعاف مضاعفة علي عامة الشعب في حين كانت مصر حينها في ازمة مالية طاحنة كان يتحملها العامة دون الأثرياء الذين بنو في عمائر لم تعود علي المصرين بشئ ،

و لم يعد يهم الولاة في الأقطار المصرية سوي توريث مناصبهم لإبنائهم و التناحر لتوسيع رقعة حكمهم في ظل وجود حاكم ضعيف و كان من يعترض يتعرض لعذاب عظيم علي يد الجنود ليس هو فقط بل هو و كل عائلتة !

في ذلك الحين قد زاد الوعي الشعبي بالمعرفة و العلم فلم تعد هناك هالة تحيط للكهنة و الملك ، كما انة لم يعد الشعب مثل قبل ينساق وراء الدعاية الكاذبة بخصوص الملك و اعوانه وقد ادي هذا كلة إلي اندلاع ثورة اجتماعية بسبب ضيق ظروف المعيشة وتركز كل الثروات فى يد حاشية الملك والكهنة و حكام الأقاليم وكبار رجال الدولة .

فقد قام المصريون بعمل اضراب عام شمل البلاد لكى يشل حركة الاقتصاد لاجبار الملك على تنفيذ مطالب الشعب (وهو ما يتشابه مع سلوكيات المتظاهرين في ثورة 25 يناير2011 ).

وكان المتظاهرون يعتصمون فى أكبر معابد مصر لكى يلفتوا النظر اليهم ، و يقومون بزلزلة بوابة المعبد كأعمال من شأنها اجبار الملك على سماع مطالبهم و تبعها سلسلة من الإضرابات و ثورات للجياع و نتيجة لذالك ان انتشرت الإضطرابات وعجز الملك الضعيف عن إدارة شئون مملكتة، و انتشرت الأمراض بشكل مخيف وانكب السارقون علي نهب المقابر الفرعونية طمعا في الحصول علي ما تحتوية من كنوز قيمة ، و انطلق البلطجية يعيمون في الأرض فسادً كما احرقو المصالح الحكومية و سجلات القمح و لم يعد الفلاحون يزرعون اراضيهم خوفاً من قطاع الطرق و اصبح الذهب يحلي الجواري في حين ان الأثرياء باتو متسولين لا يجدون ما يأكلونة و لم يعد هناك أحد يحترم الشرطة ولا يثق بها ، واستمر هذا الحال إلي انحلت العدالة والإستقرار وساد القانون .
ومن غرائب الأقدار ان التاريخ يعيد نفسة ولكن بعد الاف السنين و تكون الثورة بنفس الأسباب و الشكل و بنفس الطريقة التي تمت بها ثورة 25 يناير وما إستتبعها من إضطرابات و قلاقل ، صدق البروفسير الأمريكي عندما قال الشعب المصري يفعل ما يفعلة طوال تاريخة شعب يصنع التاريخ .

بقلم | أحمد بسيوني

 

 

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى