رأيمقالات

أحمد حلمي | يكتب : أم الدنيا

أحمد-حلمي

من حق أي دولة في العالم أن تكون الأولى على مستوى العالم ، لكن لكي تكون الأولى فلابد أن يكون لديها مقومات أساسية مجتمعة مع بعضها البعض تستطيع بالفعل أن تصبح علماً أو رقم واحد أو بمعنى آخر ، «أم الدنيا».

وإذا أحببنا أن نلقي الضوء على المقومات المطلوبة سنجدها كلها متشابكة و مترابطة و داعمة لبعضها في تناسق و نظام دقيق جداً كنظام الخلايا العصبية في جسم الإنسان ، مهما كان هناك خليه أو عصب معين لكن دوره قوي جداً و عدم وجوده حتماً يصيب الجسم بأكمله بالشلل .

كذلك في الدولة الناجحة لابد من منتهى الدقة و منتهى النظام و التنسيق بين مقومات الدولة بشرط أن تكون هذه المقومات متصلة و مترابطة و مجتمعة مع بعضها البعض دون أي إخفاق في أي جزئية وإن حدث ، فيجب تداركها فوراً وإلا فإنها ستضر جميع المقومات الأخرى دون أدنى شك .

و بنظرة سريعة عن مقومات أي دولة ناجحة و بالترتيب من وجه نظري كمواطن يعيش في دولة هى :-

أولاً: تحديد و توجيه مصادر الدخل للدولة ، يطبق هذا بالفعل في الدول المتقدمة ، حيث يدفع المواطن مبلغ ثابت مقابل انتفاعه بالخدمات سواء من إيراداتها أو من الضرائب وبشرط يتساوي الجميع في دفع الضريبة دون تمييز بين الأفراد ، فمثلاً يدفع كل مواطن بناء على دخله مبلغ معين ثابت بشكل سنوي ، فإذا كان مثلاً دخل المواطن شهريا 1500 جنيه فدخله السنوي يكون 1500 × 12= 18000 جنيه ، يتم اقتطاع جزء وهو 450 سنوياً مثلاً ربع العشر نسبه ضئيلة جداً من كل مواطن مقابل توفير التعليم و الصحه و الكهرباء و الاتصال و غيره من خدمات الدولو مقابل مبلغ محدد يزيد لزيادة الدخل تلقائياً .

بحسبة بسيطة إذا طبقت الدولة الركن الثاني من أركان الإسلام وهو الزكاة أي إحتساب ربع العشر من دخل الفرد لأصبح الجميع في حياة مستقرة ، تخيلوا لو دولة فيها 90 مليون مواطن و هنفترض أن كل اللي بيشتغلوا فيها دخلهم 1500 جنيه مثلاً ونفترض برضه أن عدد اللي بيشتغلوا في البلد حكومة و قطاع خاص و أنشطة متنوعة 40 مليون فرد ، هتقوللى كتير ؟ هقولك يعني هو كل الناس بتقبض 1500 جنيه ؟

في ناس في بلد معينة دخل الموظف الواحد فيها لوحده في الشهر بيوصل مليون و إتنين مليون ، ما علينا لو هنفترض ان كلهم دخلهم 1500 جنيه بس ، يعني يبقى 450 ×40 مليون هيساوي 18 مليار ، ده من جهه واحدة بس ، غير أن المفروض أن فى إيرادات أرباح تانية للدولة من مواردها اللي عاوزه تكون متقدمة زى مثلاً سياحة أو قناة مائية أو سينما أو كهرباء أو غاز أو غيره كلها المفروض بتحقق أرباح للدولة .

ثانياً: إدارة مقومات الدولة عن طريق :-

التعليم وهو التطوير في وضع مناهج تؤهل المتعلم للتميز في ما يحبه من مجال دون إجباره على دراسه مجال معين أو مجرد حشو عقله بمعلومات لا يحتاجها هو في مجال معيشته أو عمله .. ولا تحتاجها من الأساس الحياة الحالية التى نعيشها جميعها فإنشاء جيل متعلم سيؤدى حتما لتربية محترمة وبطبيعة الحال لشعب محترم راقي يحترم بعضه البعض.

الصحة لتتميز الدولة يجب ان يتم توفير الوقاية من الأمراض أولاً لكل مواطن بشكل دوري وأن يكون حقاً لكل مواطن فالوقاية خير من العلاج و أقل تكلفة أيضاً ، فمثلاً وقاية 10 مواطنين بمصل معين من مرض ما قد تساوي تكلفة علاج مواطن واحد من المرض نفسه لذا فإنه يجب ان تكون الوقاية للمواطن على نفقة الدوله بأعلى مستوى رعاية و علاج دون أن يتميز للعلاج الخاص عن الحكومي.

التكنولوجيا ، أن تكون الدولة قادرة على الإبتكار التكنولوجي الذي يخدم جميع أركان الدولة وتسخيرها و الاعتماد عليها في تطوير وإدارة المنظومة الخدمية للمجتمع بشكل عام دون أي إخفاق وبغرض التيسير على المواطنين .

الإعلام ، أن يكون بالدولة نوعان من الإعلام ، الداخلي الذي يجب ان يكون له حدود فلا يتطرق لانتقاد او مناقشة الأمور السياسية او الامنية للدولة فلكل مقام مقال ولكل مهمة اهلها وذلك لعدم آثاره الفتن و خلق صراعات داخلية فمن المفترض علاج المشاكل ووضع الحلول من قبل الجهة المعنية المشكلة ، وأن يكون دوره فقط الإخبار و الإعلام عن الخبر فقط دون التطرق إلى مناقشة أو تحليل أو انتقاد أو حتى وضع حلول .

والنوع الثاني الإعلام الخارجي وهو أن يظهر ايجابيات و مميزات الدولة للعالم الخارجي وما بها من تفوق في المجالات المتعددة كالسياحة و التعليم و الصحة و الأمن و النظام و العدل و التسوق و التكنولوجيا فيجلب لها من الخارج من يريد الاستفادة بكل ما سبق مقابل ما تراه الدولة المتقدمة من نظير أو مقابل فيصبح الإعلام وقتها من مصادر الدخل للدولة .

النظام ، الدول الراقية تضع نظام تطبقه الناس كلها لإرساء الرقي في المجتمع من أول القوانين المنظمه للتعايش بين الناس وبالتالي تحترم حقوق بعضها و تحترم واجباتها تجاه الدولة .

العدل ، وهو يقع على عاتق الدولة تجاه المواطنين سواء دون أي تمييز فلا فرق بين مواطن و آخر في تطبيق القانون عليه .

الأمن ، وهو دور مهم جداً لكى يستطيع المواطن أن يعيش في وطن يحترمه و يخاف عليه و أن يحافظ على الانضباط للنظام و مساعده الدولة في إحكام السيطرة على المخالف و تطبيق العدل عن طريق تنفيذ العقوبة .

الرقابة ، يأتى الدور الأهم وهو الرقابة من الدولة على كل أجهزتها بمعنى الكلمة من أجل ضمان سير العدالة و أيضاً لمعالجة التقصير و الإخفاق في أسرع وقت ممكن و الرقابه هى شامله دون تحديد .

يطول الكلام ولا يسعني حجم كلمات المقال ولكن أود القول في النهاية ان كلمة السر هى احترام المواطن ، فكلما حافظت الدولة على احترام المواطن أصبحت الدولة قوية و متصدرة العالم وتستحق بالفعل و عن جداره لقب «أم الدنيا».

الآراء المنشورة تعبر عن رآي الكاتب ولا تعبر بالضرورة عن رآي الشرقية توداي.

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى