مقالات

أحمد حلمي أيوب | يكتب : البدلة الحمراء

أحمد حلمي

 

 

أصبحنا نخاف من أشياء كثيرة قد تحدث أو لا تحدث، لكن مجرد الخوف منها و التفكير فى طرق حلها ليلاً نهاراً هو ما يؤرق و يزعج كل لحظة فى حياتنا … حتى أثناء النوم لا نسلم من هذه المخاوف !!!


فللأسف أصبح السواد الأعظم فى الدنيا يجتمعون على الشعور الدائم بالخوف من تطورات الأمور أياً كانت، فالحياة بشكل عام أصبحت مفزعه !!!قيل قديماً …«وقوع البلا ولا إنتظاره».


فلو نظرنا لمن يُحكم عليه بالإعدام ويرتدي البدلة الحمراء فإن عذابه و هلعه يبدأ فعلياً منذ ارتداءه لها وينتهى بمجرد إعدامه !!!!
بصرف النظر عن كونه يستحق أم لا يستحق فهو يتمنى سرعة تنفيذ الحكم عليه ليستريح من صراعه النفسي مع الخوف … كذلك الحال فى الدنيا تجاه المخاوف فترقب حدوثها دون علم ميعادها هو إرتداء للبدلة الحمراء فى الدنيا .


فبالنسبة للكثير من الناس الإلتزامات و المسؤليات و الضغوط الحياتية النفسية و الإجتماعية و المادية هى من تحكم عليهم بالإعدام من راحة البال و السعادة و كل ما هو جميل فى الدنيا .

 فأصبح الكثير يفضل أن تنتهى حياته بدلا من أن يعيشها فى قلق و توتر و مخاوف من المجهول الذى يكون للأسف هو المتوقع .

فى الآخره لا يحدث ذلك لأن مالك الأمور هو الواحد الأحد فالكل سواء مذنب أو مظلوم سيطمع فى رحمة الله قبل عدله … أما فى الدنيا الكل يطمع فى عدل البشر و البشر هم أقسي ما فى الحياة ولكن لحكمه لا يعلمها إلا الله تحقيقا لقوله تعالى فى سورة البقرة ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) فالدنيا دار الشقاء و أصعب ما فى الشقاء هو الإبتلائات الناتجه عن ظلم الناس بعضهم البعض.
يؤسفنى قول أنه أصبح مؤخرا المفضل عند الكثير من الناس وقوع البلاء لأنه أفضل بكثير من إنتظاره !!!

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى