مقالات القراء

أحمد حلمي أيوب | يكتب : من يملك قوت يومه.. يملك قراره

أحمد-حلمي

(أغلب) الناس بتعاني من ضغوط جبارة فى الإلتزامات الحياتية اليومية زى الأكل و الشرب و الدواء و العلاج و الدروس و المواصلات و التاكسي و الفواتير كهرباء و مياه و غاز و تليفون و موبيل … إلخ .

شايفين إن المسئولين مبيعملوش عشانهم أى حاجه الأسعار غالية الاحتكار للسلع أصبح أمر واقع ولا شك فيه الدواء ناقص الفواتير فى منتهى الغلاء اليوم اللى يعدى من غير مصاريف ده يوم عيد عليهم .

الموضوع من وجهة نظرهم هو سوء إدارة المسؤلين في الدولة لأمورهم و أنهم تقريباً إيدهم فى الميّاه الباردة والدخل فعلاً مبيكفيش الاحتياجات الشهرية لآخر الشهر ولا حتي لنص الشهر .

زمان كانت طبقات المجتمع ثلاثة ( الغنية -المتوسطة -الفقيرة ) لكن الواقع دلوقتى بيقول إن الناس فى البلد دلوقتى( نوعين ).

النوع الأول .

المرتاحين مادياً أو اللي لهم علاقات قوية بالمسئولين اللى(فوووووق) اللي هما مش معتمدين فى حياتهم على دخل شهرى ثابت محدد بيفرض عليهم أسلوب المصاريف أو الحياة بشكل عام و اللي كل طلباتهم بتُلبى بفلوسهم إما لأن عندهم مصادر دخل تانيه و بوفرة وإن كانوا من أصحاب الدخل الثابت فدخلهم فى الطبيعى فوق خط القلق أو إما لعلاقاتهم اللى بتسهل لهم كل الاحتياجات وده تحت بند( من جاور السعيد يسعَد )
فبالنسبة لهم موضوع الغلاء أو الأزمة فى توافر الأساسيات الضرورية هو أمر يسير و سهل و لا يمثل لهم قلق و بطبيعة الحال غير مرهقين فى أى التزامات و لو قرروا أى قرار لا ينقصهم سوي البدء في تنفيذه فقط .

و هما اللى رأيهم إن البلد خارجة من حالة إعياء و الدنيا مش هتتصلح فى يوم و ليلة و أى انتقادات للمسؤولين عن أدارة و إن عدم الإعتراف الإنجازات هو فى حد ذاته كراهية للدولة وللمسئولين عن إدارتها سواء كانو المسؤلين عن التشريع أو الرقابة او التنفيذ فبطبيعة الحال هى نتيجة منطقية جداً لإستنكارهم من ردود أفعال الآخرين .

النوع الثاني .

وهما المواطنين العاديين جداً أصحاب الالتزامات المتكرره يومياً و هو اللى مرتبه ثابت أو سواء كان قليل أو معقول لكن يادوب بيكمل بيه لآخر الشهر بالعافية ولا يتماشى مع (سيل) الالتزامات الملقاه عليه مطلقاً .

كل ده عادى لكن ( المشكلة ) عند النوعين هى إن النوع الأول ( الناس المرتاحة ) مستغربه من الشكوى المستمرة من الناس المضغوطة و بيطالبوهم بأنهم يتحملوا زى ما هما مستحملين طالما ده فى مصلحة البلد و لأن غير كده بيضر بالدولة من الأمن و الإستقرار و النمو و ..و … إلخ.

و عند النوع الثاني هى إنهم شايفين إن الدولة فى حالة تقصير و أن البلد مبتعملش لهم حاجه و هى بس بتشتغل لحساب المنتفعين من الدولة (طبقات محددة) سواء مادياً أو بعلاقاتهم أو بنفوذهم وإن الدولة هى السبب فى تأخر حركة البلد للأمام لانها واقفه فى مكانها تحت بند ( يبقى الوضع على ما هو عليه ).

أعتقد مينفعش أهمل الشريحة التانية المضغوطة و أطالبها بشعارات لا تسمن ولا تغنى من جوع تحت مسمى الصبر و التحمل وحب الخير و حب المصلحة للكل و هما شايفين غيرهم لا يبالون بأى ضرر من الظروف المحيطة !!! .

للأسف …الناس المضغوطة فى غِنىَ عن أى كلام إيجابي لأن الواقع فعلياً بيقول غير كده ….

الواقع بيقول إن اقتصادياً الجنيه مثلاً كعملة الدولة الرسمية فقد قيمته و آخر ما وصل اليه هو التعويم حتى و إن كان مجرد قرار !!!!.

فهو قرار فى منتهى الخطورة لأنه هيكون خارج عن رقابة البنك المركزى و أصبح سبب إن الدولار بيطلع بسرعة الصاروخ ومهما إتُخِذ من قرارات ضد شركات الصرافة (اللى البلد سابتها من الأول تتلاعب بالسوق دون رقابة صارمة ) لتلاعبها بسعر الدولار هنلاقى إن السوق السوداء عمرها ما هتخلص لأن الناس بتوفرها لنفسها بنفسها .

لا يعقل أن البنك يغير الدولار بسعر 8 أو 9 جنيه و هو بره البنك بسعر 13 و 14 و داخل على 15 جنيه!!!! ده غير أن البنك مبيديش دولارات للناس بشكل شرعى عشان تتعامل بيه علماً بأن الدولة نفسها كل تعاملاتها بالدولار سواء فى القروض اللى بتاخدها أو المعاملات داخلها أو خارجها !!!!!! الكل شايف ان الجنيه مبقاش له قيمه وده أمر للأسف واقعى
والواقع بيقول أن اى إشاعة بقت بتأثر فى البلد لأن بمنتهى البساطة لم يعد هناك مصداقية تجاه الدوله لأنها لا تنفى اى أكاذيب والحلول البديله دائما غير موجودة.

( تانى ) الموضوع بعيد كل البعد عن السياسة الموضوع يلمس الحياة اليومية للمواطن مابين الرضا و الإعتراض عن الأوضاع الحالية .

البلد انقسمت لعصابات مافيا .
أولهم و أخطرهم مافيا الوساطة و المحسوبية المتمثلة في خرق القانون بشكل صريح و الذى هو من المفترض أنه يطبق على الكل وذلك عن طريق الإقصاء من العقاب للبعض أو من سوء استخدام السلطه بشكل لا يرضى الله أو حتى التجاوزات التى هى على المرأى و المسمع كتوريث الوظائف و عدم الشفافية فى اى أمور تخص المواطن العادى لأنه لا يصلح لها من وجهه نظرهم أو الاستثناءات من الخضوع للقانون لبعض الفئات مجاملةً للغير أو .. أو .. و الكل يعلم المقصد فى هذة الجزئية.

مافيا التعليم متمثله فى المدارس الخاصة و الدروس الخصوصية و دعم الدولة لذلك عن طريق إهمالها بالرقابة أو الإعتناء بالمدرسين (عن طريق الإعداد و التأهيل ) أو بالإعتناء بالمدارس الحكوميه تماماً .

مافيا الصحة متمثلة فى المستشفيات الخاصة و دعم الحكومة لها عن طريق إهمال المستشفيات الحكوميه وعدم توفير العلاج للمواطن العادى بسهوله أو بسعر مدعم علماً بأن الدعم يستفيد منه الغنى والفقير لأن من المفترض أن الدولة بتوفر علاج فى منتهى الكفاءة .

مافيا الاقتصاد متمثلة فى الجشع من التجار المحتكرة للسلع أو الخدمات و المسيطرين على سعرها فى السوق و بتساعدها عن طريق عدم الرقابة أو العقاب الرادع .

مافيا الدواء وهو عدم التصنيع للدواء المصرى بكفاءة و انعدام المادة الفعالة من العلاج مقارنة بأى دواء مستورد ولا أعلم السبب فى إخفاق مجال التصنيع للدواء ؟!.

مافيا الأراضى الزراعية والتى تتمثل فى المختصين بتوفر الأراضى أو البناء عليها والتى أدت لتقليص الرقعة الزراعية بنسبة كبيرة و ساعتها الدوله عن طريق السماح بإصدار التراخيص أو السكوت عن المخالف بالتصالح معه مقابل المال !!!!!
و .. و … إلخ غيرهم من مافيات أخرى كثيره انتم أعلم بها .

الحل من وجهه نظرى هو المصارحة و الإعتراف بالاخفاقات عن طريق سرد مشاكل كل مؤسسة و العلاج السريع لها …

الفجوة الكبيييييييييييرة بين فئتين الشعب لازم تنتهى .

العمل على الإرتقاء بالدولة بالكامل عن طريق شرفاء هدفهم هو المصلحة العامة للمواطن و للدولة .

سرعة العقاب لكل مخترق لحقوق الغير عن طريق العقاب الرادع القوى أمام كل الفئات فى المجتمع .

الأمر بمنتهى البساطة هو إن الناس كلها خايفة من بكره أنها متقدرش تعيش فيه !.

ودور المسئول عن الناس دى هو أنه يحسسها فعليا أنها مستوره فى البلد و مفيش قلق من بكره و اللى نفسه فى أى حاجه يستحقها ياخد من غير لف ولا دوران .

ببساطة .
( من يملك قوت يومه يملك قراره )

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى