مقالات

أحمد حلمي أيوب | يكتب : من الحياة

 

أحمد حلمي

 

تعاملت مع الكثيرون خلال حياتى …قابلت العديد من الشخصيات المختلفة في الطباع ولكل منهم شخصية قد تتفق مع غيرها أو تختلف … لكننى لا أنكر أن فى كل شخص عرفته إكتسبت منه الكثير .
وكنت أحاول الإمتزاج بشخصيته عن طريق إيجاد الشيء المشترك و الذي يبدأ من خلاله تطور و نمو العلاقة حتى تتألف الطباع .
و إكتشف أنه فى هذه الحياة التي نعيشها العديد و العديد من الناس و أنت و قدرك فيمن تقابل أو فيمن تتعامل معه !
بالفعل كثيراً ما قابلت من إستفدت من إيجابيتهم و أضفتها إليّ و للأسف أيضا كثيراً هم من إستفادوا من إيجابياتى سواءً كان مني أو من غيري و أيقنت تماماً أنهم أُناس يأخرون دولة بأكملها سواء كان بتفكيرهم العقيم أو بالحصول على ما يخص مصلحتهم فقط …
أو حتى بعقليتهم القاصرة على نظرية التعايش اليوم بيومه ! ، و قابلت أُناس عقليتهم فارغة لا يهتمون إلا بأتفه المواضيع بل و يعظمونها ليجعلوا منها جبالاً من الهموم فلا يجوز أن نقترب منهم او نواصلهم لانهم فى هم عضال !!!!!!!!!!
وقابلت أسوأ منهم وهم أُناس لا يظهرون إلا الوجع و الألم فى وجه الغير وهم فى الحقيقه أسعد الناس حالا و يتنعمون فى نعيم الله فى الدنيا و إن سألتهم فقط كيف الحال يردون بمجلدات من الأوجاع و الآلام الافتراضي خوفاً من أن يحمدون الله أمامك و نسوا أن الخير كله من الله ! يتفننون بالكذب و يتلذذون بذلك !!!

وقابلت رجال كما يجب أن تكون الرجولة تشرفت بهم و أشرُف بسؤالهم عنى و تواصلهم معي فقط لوجه الله الكريم …
وتعايشت مع أشخاص منهم من أفنى نفسه فى سبيل إسعاد غيره و ايجاد بديل لكل ازمه يواجهها الغير … يدعمون الغير فقط لوجهه تعالى .
و للأسف تعاملت مع من يسمون أنفسهم بالرجال كثيروا الوعود عديموا الفعل أحتسب الله فيهم فى كل وقت و حين .
تعاملت مع من فى ظاهرهم تفيض الطيبه و باطنهم ملئ بالخبث أعوذ بالله لى و لكم منهم .
تعاملت مع من يتعمدون الإختفاء عنى و هم لى بالمرصاد فى كل وقت و حين !!!
و قابلت نساء يعتمد عليهن كالرجال و لا أبالغ إن قلت أنهن أثبتن قدرتهن على الشهامه أفضل من عصبة من الرجال، و قابلت من النساء نساءً تُترَك لهن البلاد و انجدنى الله من كيدهن .. عافاكم الله من سُلطةْ النساء .
قابلت كثير و كثير من شتى بقاع الارض بدون مبالغه وتعاملت معهم جميعا و اكتسبت منهم ما ميزنى و ندمت أيضاً على معرفتى ببعضهم .
و إستفدت أيضاً من غربتى فى الخارج فتعاملت مع من إختلف عن دينى … فقابلت الهندى و إكتشفت فيه الطيبه و الأمانة و إحترمت خوفه على إبن وطنه حتى الإستماتة وتعلمت منهم الوفاء و كرهت فيهم البطء فى الفهم !!!!
والصينى تعلمت منه موت القلب و المشاعر و إستفدت منه فى الإصرار على النجاح و كرهت فيه عدم آدميته!!!! … و الامريكى وجدت فيه الكذب و إتقانه للغباء المتعمد و تعلمت منه فرض الهيبه على من امامى فى الوقت المناسب، قابلت العربي و الخليجى و إندهشت فى بعضهم من حب الظهور و الكبر على كل من هو أقل، تعلمت و تعلمت و ما زلت أتعلم و أيقنت أن طوال حياة الفرد تستمر إكتساب الخبرات، ولكن تسللت هل يثبت الفرد على طبعه؟،  هل سيظل الشهم شهاماً و الخسيس يزداد خسه ؟، أم تتغير الطباع بتغير الأحوال ؟
إنها الحياه بها كل الطباع و الأنواع ولابد على الجميع أن يسيروا فى هذا الطريق … طريق المعاملات .
لذا قررت مؤخرا أن أتعامل بمنتهى الوضوح ولا مانع من التجمل ولكن تجملاً بلا نفاق أو كذب … ولا مانع من مجامله الغير بطيب الكلام إبتغاءاً لوجه الله دون إنتظار مقابل .
و أخيراً أن لا آتى على حساب نفسي من أجل الغير فالله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها … فمن الأجدى أن لا أرهق نفسي بما لا أطيق ، و أن أفعل ما يروق لى طالما فيما لا يضر الغير

و أخيرا …. إكتشفت أن من يعجبه كلماتك أو تصرفاتك فهو المقصود بخيرها و هو أهل للتعامل…..و من لا يستسغ تصرفاتك و يستنكرها ويتصيد لك كل قول و فعل فإعلم أنه يبغضك فلا تعطى له أكثر مما يستحق من تعامل من أجل وجهه الله و إن إقتصر التعامل على الهجر الجميل و هو الهجر بلا أذى له و إن حضرت سيرته فيكفى قول هداه و هدانى الله .
أسأل الله أن يؤلف بين قلوبنا لما يرضاه و أدعوه تعالى بدعاء الرسول صلى الله عليه و سلم و أعوذ به لى و لكم من الهم و الحزن و من العجز و الكسل و من الجبن و البخل و من غلبة الدين و قهر الرجال … آمين

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى