رأيمقالات

أحمد علاء | يكتب: السياسة الدولية بين القطب الأوحد والبريكس

أحمد علاء
أحمد علاء

كان الانفجار الذي شهده مجتمع السياسة الدولية خلال سنوات الحرب العالمية الثانية شديد الشبه بنظرية الانفجار العظيم والتي تحدثت عن نشأة الكون وتوقعت أن الشكل الحالي للكون تطور من حالة فائقة الصغر و الكثافة إلى ما هو عليه الآن وذلك نتيجة سرعة التمدد وإعادة توزيع الطاقة بسرعة تفوق سرعة الضوء.

الحرب العالمية الثانية والتي دارت في الفترة من عام ١٩٣٩وحتى عام ١٩٤٥ كانت هي الحرب الأوسع في التاريخ حيث شارك بها معظم دول العالم من خلال حلفين عسكريين متنازعين هما الحلفاء والمحور كما شهدت إلقاء القنبلتين الذريتين اللتان وقعتا على هيروشيما و ناجازاكي و سقط جراء هذه الحرب ما بين ٥٠ و ٨٥ مليون قتيل لذا تعد أكثر حروب العالم دموية.

انتهت الحرب العالمية الثانية في أوروبا وانتصر الحلفاء و دخل الاتحاد السوڤيتي إلى برلين و أعلنت ألمانيا الاستسلام الغير مشروط في عام ١٩٤٥ و نتج عن كل ذلك تغير تام للخريطة السياسية والعسكرية للعالم وأيضا التركيبة الاجتماعية و الثقافية على حد السواء.

تأسست الأمم المتحدة في الرابع و العشرون من أكتوبر عام ١٩٤٥ واستهدفت في فكرتها تعزيز التعاون الدولي وتجنب الصراعات في المستقبل وبطبيعة الحال سيطرت القوى المنتصرة من الحلفاء على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة و مقاعده الدائمة و التي استحوذت عليها «الولايات المتحدة – الاتحاد السوڤيتي – الصين – فرنسا – المملكة المتحدة» ولم تكن كل هذه التطورات هو نهاية المطاف بل كانت بداية لخريطة جديده للسياسة الدولية حيث سرعان ما تراجع الدور الأوروبي بعد ظهور حركات الاستقلال فى آسيا و أفريقيا و بدأت الدول الأوروبية تسعى للتكامل فينا بينها لتجنب العداوات بسبب الحروب و تحاول صنع هوية مشتركة للأوروبيين قومًا تراجع دور المملكة المتحدة ورويدًا رويدًا ظهرت بمظهر التابع للسياسات الأمريكية و ظهر واضحًا للجميع أن قوى عظمى جديدة متمثلة في الولايات المتحدة والاتحاد السوڤيتي قد تشكلت بشكلٍ مهد بقوة لبداية ما يعرف بـ «الحرب الباردة».

زر الذهاب إلى الأعلى